في أمسية تاريخية، وليلة خالدة، ونهائي ستتحدث عنه الأجيال رعاه الملك الفارس عبدالله بن عبدالعزيز نال الشباب الأفضل والأجدر والأحسن والأجمل كأس الملك وختم به موسمه الكروي محققًا عدة بطولات في بطولة واحدة بعد أن أبدع على أرض الجوهرة فأمتع، ونال كأس البطولة الغالية بثلاثية من المبدع في المباراة مهند عسيري الذي سجل هدفين من ثلاثة يتحملها دفاع الأهلي وحارسه عبدالله معيوف، حيث جاءت البداية بركلة جزاء لفرناندو، ثم حضر مهند فكان حادًا على الأهلاويين، حيث ذبحهم من الوريد وباقتناص ذكي معيدًا ذكريات التسعينات التي أبدع فيها على أرض جدة، ومنها دخل سجلات الأبطال بإنجازات فريدة كان فيها سيد الساحة، أما الأهلي فلم يكن موجودًا في المباراة فنيًا وذهنيًا، وبرهن المدرب العربي عمار السويح أن الأغلى في عالم التدريب ليس هو الأفضل. حضر الشباب فأبدع وأمتع حمل فريق الأهلي لواء المبادرة الهجومية وتهديد مرمى الشباب بعد خمس دقائق من انطلاقة المباراة بكرتين سهلتين وصلتا لوليد عبدالله من قدم ليال وموسورو لكن المفاجأة كانت شبابية بامتياز بعد حوالى عشر دقائق باحتساب الحكم المجري كاساي لركلة جزاء للفريق الشبابي بعد تعرض مهاجمه مهند عسيري لعرقلة واضحة من قدم لاعب الوسط عبدالله المطيري سجل معها البرازيلي فرناندو مينجازو هدف السبق التاريخي الأول في سجل الجوهرة المضيئة على يمين عبدالله المعيوف، حيث أعطى الهدف الفريق الضيف دفعة معنوية كبرى في التحكم في زمام المباراة حيث تحرك الفريق بعدها نحو الهجوم والضغط على الأهلي لتسجيل هدف ثانٍ يحسم به المباراة لا سيما وأن الارتباك تسرب إلى الفريق الأهلاوي المضغوط أصلاً والمتوتر في أعصابه، حيث كان عاجزًا عن التحكم السليم بالكرة، وركز الشباب هجومه من الجهة اليسرى التي تحرك فيها البرازيلي رافينها وتحقق المراد في زمن يسير عبر المهاجم الواثق مهند عسيري نجم المباراة بتسجيل الهدف الثاني بعد ربع ساعة من هدية ثمينة وغلطة فادحة للحارس الأهلاوي عبدالله المعيوف أصابت معنويات الفريق في مقتل وفي زمن صعب جدًا على الفريق الأهلاوي الذي سعى إلى تمالك رباطة جأشه وتماسكه أمام الهدفين المبكرين، وامتص حماس الشباب وبدأ في شن الغارات المعاكسة على أمل تقليص الفارق وكان قريبًا من مبتغاه في الدقيقة 28 بكرتين تألق فيها وليد عبدالله والذي شكل اللاعبون أمامه جدارًا دفاعيًا من خطي الوسط والدفاع للحفاظ على النتيجة والاعتماد على الكرات المرتدة الخطرة على مرمى الأهلي وفق تكتيك متوازن جدًا ظهر معه الإعداد الذهني والفني للفريق الشبابي الذي تجنب بشكل واضح ارتكاب الأخطاء مع لاعبي الأهلي واللعب بهدوء أعصاب وتسيير المباراة كما يريدون. هدف قاتل مع مطلع الشوط الثاني أشرك الأهلي اللاعب مصطفى بصاص بدلًا من عبدالله المطيري حيث حاول البصاص التسجيل من أول كرة في الشوط ونجح بدر السليطين في إبعاد الكرة من أمام ليال، تحولت إلى هجمة مرتدة سجل منها مهند عسيري الهدف الثالث القاضي بهدية غالية من المهندس المبدع أحمد عطيف والذي قتل أحلام الأهلاويين، حاول الأهلي مجددًا تقليص الأهداف الثلاثة بكرتين من موسورو وصالح الشهري، نجح وليد في التصدي لها، وبعد مرور ربع ساعة أشرك الأهلي اللاعب البرازيلي ريتو بدلًا من وليد باخشوين لدعم الجهد الهجومي الضائع بسبب تشكيلة المدرب بريرا، فيما أشرك الشباب عماد خليل مكان نجم المباراة مهند عسيري لإعطاء الهجوم دمًا جديدًا، وختم مدرب الأهلي تخبطاته في المباراة بإشراك الكوري سوك بدلاً من موسورو وأبقى على الشهري الذي لم يكن له أي وجود في المباراة وأهدر على فريقه فرصة ذهبية ق 78، بعد محاولة أهلاوية تصدى لها وليد عبدالله تحولت للشباب شكلت خطورة على مرمى الأهلي. شريط المباراة بدأت المباراة في الساعة التاسعة إلا خمس دقائق. درجة الحرارة تراوحت بين 35، 36 درجة. المكان ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. المناسبة نهائي كأس الملك وافتتاح المدينة الرياضية. الهدافون: فرناندو مينجازو مهند عسيري «هدفين» الحكم: فيكتور كاساي (مجري) الإنذارات: «الأهلي» عقيل بلغيث، وليد باخشوين، منصور الحربي. الطرد: عقيل بلغيث. الاستراحة 40 دقيقة توقفت المباراة من أجل مراسم حفل الافتتاح نحو 40 دقيقة احتاج معه الفريقان إلى إحماء من جديد وكأنهم يبدأون مباراة أخرى غير الشوط الأول. الحضور الجماهيري: ستون ألفًا داخل الملعب ومثل هذا العدد وأكثر كانوا بالخارج. حفل الافتتاح بعد انتهاء الشوط الأول بدأت مراسم الافتتاح بعزف السلام الملكي، وآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة معالي وزير البترول والثروة المعدنية على النعيمي تحدث فيها عن الإنجازات الخيرة في العصر الزاهر، وفي مقدمتها مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة والتي تشرفت أرامكو بتشييدها. ثم كلمة سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي رفع أسمى معاني الشكر باسم شباب الوطن لمقام خادم الحرمين الشريفين توجها بقصيدة بهذه المناسبة رددتها معه الجماهير. ثم بدأ العرض الشيق بارتفاع طفل يحمل الكرة إلى الفضاء تعبيرًا عن حلمه في أن يصبح لاعبًا كبيرًا ويلعب في أجمل الملاعب حيث عاد إلى الأرض وهو يحمل كرة على شكل جوهرة تعبيرًا عن الفرحة الكبرى بهذه المدينة، حيث قدم الكرة هدية لمقام الوالد القائد الذي أعلن افتتاح المدينة وتقديم التهنئة للشباب خصوصًا وللشعب السعودي عمومًا، وقد قدم خادم الحرمين الشريفين للطفل وأخيه هدايا تذكارية. ثم قدم وزير البترول ومدير الشركة مجسم المدينة الرياضية لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة رعايته للمناسبة، وبعد نهاية مراسم التتويج استمر حفل الافتتاح بعروض فنية جميلة. مشاهد من الحدث الكبير توافدت الجماهير منذ ساعات الظهر إلى الاستاد الدولي الجديد، وامتلأت المدرجات عن بكرة أبيها بعد نحو ساعة واحدة من فتح البوابات أمام الجماهير الغفيرة الحاضرة للحدث الكبير. واجه الفريقان صعوبة كبيرة في الوصول للمدينة الرياضية بسبب صعوبة حركة المرور ولا سيما فريق الأهلي الذي وصل قبل نصف ساعة فقط من انطلاقة المباراة. طاقم التحكيم الدولي بقيادة الحكم المجري فيكتور كاساي وصل إلى الملعب قبل ساعة وتفقد الملعب وشباك المرميين وهم بالزي الرسمي وقبل أن يرتدوا الملابس الرياضية. استقبلت إدارة الملعب الفريقين بباقات الورد تعبيرًا عن الفرحة بمشاركتهم في الأمسية التاريخية. ارتدى الفريق الأهلاوي القمصان والسراويل البيضاء والفريق الشبابي القمصان السوداء والبرتقالي (اللون الثاني لفريق الشباب). موكب خادم الحرمين الشريفين وصل لمكان الاحتفال في الساعة التاسعة إلا خمس دقائق، حيث كان في استقباله سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ورئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد الحربي وأعضاء الاتحاد. مدافع الشباب حسن معاذ تعرض لقذف بقارورة مياه من أحد الجماهير مما اضطر اللاعبين من الفريقين إلى الطلب من الجماهير التهدئة حتى تستمر المباراة. المزيد من الصور :