سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هند.. ومتعة العمل في الترجمة تحدثتُ معها في موضوعات متنوعة، وأثلج صدري سعة اطّلاعها وفكرها الذي تحمله، وثقافتها التي صقلت شخصيتها، وجعلت لها حضورًا مميَّزًا بين قيادات تعليمية وشخصيات دولية ومحلية
هند العيسى، فتاة في عمر الزهور، التقيتُ بها في أروقة مؤتمر الشباب والتطوّع، الذي نظّمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومنظمة اليونسكو، والكشافة العالمية في محافظة جدة في بداية هذا العام الهجري. رأيتها تُحلِّق كالفراشات بين الشباب والفتيات القادمين من مختلف دول العالم، كانت بينهنّ سفيرة لوطنها، وجسر تواصل ثقافي وحضاري بلغة يفهمها كل سكان المعمورة. تساءلتُ مَن هذه الفتاة؟ فقيل لي: إنها المترجمة التي نسمع صوتها، وتترجم لنا ما يقوله المتحدّثون والمتحدّثات في المؤتمر. تمر الأيام وأعاود الالتقاء بها بعد شهرين في الملتقى الأول لجودة التعليم العام، والذي نظّمته وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع منظمة اليونسكو في الرياض، تأملتها مرة أخرى، وفي هذا المرة حاورتها ولم أستغرب إطلاقًا أن تكون هذه الفتاة القادمة من الدمام من على ضفاف الخليج العربي ملتقى الثقافات والحضارات والتواصل الإنساني مع كافة شعوب الأرض بهذا الفكر والثقة وقوة الشخصية. تحدثتُ معها في موضوعات متنوعة، وأثلج صدري سعة اطّلاعها وفكرها الذي تحمله، وثقافتها التي صقلت شخصيتها، وجعلت لها حضورًا مميَّزًا بين قيادات تعليمية وشخصيات دولية ومحلية. رغم صغر سنّها إلاّ أنني حلّقت معها في عالم أُحبّه وأهواه، في رحاب الفكر والأدب، ولأول مرة يلفت نظري الحديث عن الأدب الروسي، وهي تحكي عن قصص قرأتها وأثّرت فيها، ومن ثم عرجنا على برامج ودورات تنمية الذات وعشق اللغة الإنجليزية، والعمل كمترجمة تنتقل من منطقة لأخرى، ومن مؤتمر إلى آخر، وهي في منتهى السعادة بأداء عمل تحبه. قلت لها: ما أجمل هذه الروح التي تحملين يا هند، حافظي عليها وعيشي بها، فالإنسان يعطي ويبدع ويتفوق في عمل يشعر مع أدائه له بالمتعة والراحة والسعادة، فيحيا حياة خالية من الأمراض والعلل. ختمتُ حواري معها بأنني فخورة بأمثالها من بنات الوطن، وتمنيتُ لها مزيدًا من التألق.. فهنيئًا للوطن بمثل همّة وعطاء وشباب هند. * نبض حب العمل: ممّا قرأت في كتاب التمتّع بالعمل للبروفيسور بشير الرشيدي: * إن العلم من أهم الأهداف التي يمكن أن يكتسبها الموظف من أي عمل يقوم به، فليس هناك خبرات تأتي وأنت جالس في مكانك، لابد من التفاعل مع المحيط الخارجي حتى تكتسب معلومات ومهارات. * لا حياة بدون علم، لأن العلم هو بحد ذاته متعة، وهو أداة من أدوات الترقي في الحياة، وهو وسيلة كي يحقق الإنسان غاياته. * المشكلات التي تواجه الموظف في بيئة العمل، هي هدايا وعطايا من الله، حتى يتدرب الإنسان على حمل الأثقال النفسية، ويكون قويّاً في مواجهة الأزمات، فكلّما واجهتك مشكلة من زميل، أو مسؤول، أو نظام، أو قانون فانظر إليها على أنها منحة وفرصة لك للنمو في مجال العمل، وليس مصدر "هَمٍّ وغَمٍّ". [email protected] [email protected]