تخيلوا أن المؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية فكرتا معا من اجل راحة هذا الانسان الكبير المتقاعد عن العمل بعد ان ادى واجبه نحو الوطن ونحو مجتمعه ومن يعول وذلك من خلال بناء مجمعات كبيرة للرجال واخرى للنساء تحتوي كافة مستلزمات الحياة من اندية ومقاهٍ ومكتبات وأسواق ومستلزمات حياتية ضرورية ، يتحرك فيها المسنون بحرية تامة من حقهم علينا ان نفكر فيهم وفي حياتهم بعد التقاعد وليس من حقنا ان نحكم عليهم بالبقاء خلف الجدران وعلى الأسرة وكأننا نقول لهم لا نريد وجودكم في الحياة وانتظروا الموت حتى يلقاكم . شاهدت برنامجاً عن المسنين وحياتهم ورأيت بعيني كيف يتحرك هؤلاء بحرية في الطرقات وسط الناس يشترون حاجياتهم على عربات متحركة خاصة بهم اشبه ما تكون بدراجة كهربائية مزودة بحقيبة بلاستيكية يضع فيها المسن حاجياته التي يشتريها من السوق وهو فرح وسعيد . شاهدت رجلاً عجوزاً ترافقه زوجته يسيران معا هي لا تدفعه كما تحرك كرسيا متحركا بل هو من يحرك كرسيه واعتقد ان هناك فرقاً جوهرياً يشكل قيمة معنوية لهذا الإنسان الذي لا يريد ان يشعر بالعجز التام وهو من حقه الحياة على قدر استطاعته اتمنى ان يتحقق على يدي هاتين المؤسستين العريقتين شئ من هذا الحلم واعتقد ان الانسان يستحق ان يكرم ويحيا حياة سعيدة طالما هو على قيد الحياة . وصلني برودكاست يصور حياة رجل عجوز مقعد لا يستطيع المشي كيف تغلب على اعاقته بالذهاب الى المسجد كل يوم وعدة مرات مشيا على يديه وكيف قامت زوجة اخيه بفرش الطريق له بالسجاد حتى لا تحترق يداه فقلت في نفسي حمدا لله انه يسكن بجوار المسجد والا كان الامر صعبا للغاية ثم لو كان لهذا الرجل عربة متحركة يقودها بنفسه كالتي تحدثت عنها في بداية مقالي الم يكن قد خف عنه العناء وله ايضا الأجر العظيم الى من يستطيع ان يقدم الخدمة لهؤلاء ارجوكم لا تتأخروا فإن الله سيسألنا عنهم ان باتوا سعداء او باتوا تعساء يتمنون لحظة مفارقة الحياة لأننا صورنا لهم انهم لا قيمة لوجودهم بيننا . نحن نحبكم وان كنا قد قصرنا في حقكم فاللهم ألهمنا رشدنا. [email protected]