المسرحية قبل توفيق الحكيم كانت بوضع، وبعد توفيق الحكيم كانت بوضع آخر، قبل توفيق الحكيم كانت المسرحية الذهنية عدمًا تقريبًا، لا يوجد في الساحة إلا مسرحيات شعرية متناثرة هنا وهناك لأحمد شوقي، وعزيز أباطة.. وعندما جاء توفيق الحكيم نقل المسرحية من ساحة الشعر إلى ساحة النثر، وهذا يحدث لأول مرة في الأدب العربي الحديث، وهو دور إبداعي ريادي فريد في الأدب العربي يوازي في الأدب العالمي الدور الذي قام به الكاتب "ابسن" في إيجاد المسرحية الذهنية النثرية في المسرح العالمي الحديث. مارس توفيق الحكيم إلى جانب كتابة المسرحية كتابة السيرة الذاتية في شكل إبداعي ممثلة في: "يوميات نائب في الأرياف"، "زهرة العمر"، "عصفور من الشرق"، و كلها تلامس حياة توفيق الحكيم بشكل أو بآخر، فضلًا عن مسرحياته المميزة مثل: الأيدي الناعمة، "بنك القلق". ومجاراة لمسرح العبث لاوجين يونسكو، وصموئيل بيكت كتب توفيق الحكيم "يا طالع الشجرة" كمسرحية مجارية للتجديد الإبداعي في المسرح العالمي.