اُقترح علي كتابة مقال عن فيلم «وجدة» ولكن بعد مشاهدة الفيلم والتفكير قرّرت أن أكتب عن الاهتمام بالسينما في المملكة. أي شي يستمد أهميته في المجتمع من اهتمام الناس به أو انتشاره بين مجموعة معينة من أبناء الوطن.. والسينما وأفلام اليوتيوب كثير من الشباب مهتم بها وأصبحت أفلام البعض منهم ظاهرة.. ولكن لا يوجد أي اهتمام من المسؤولين بالسينما، أعرف الرد على كلامي مسبقًا وهو «أي فن وأي خرابيط الشباب لازم يهتم بأشياء أكبر وأهم من كده». ولكن ردي عليه «يا أخي كيفي أنا بحب السينما» ومن حق كل شخص أن يختار اهتماماته الشخصية ويسّخر لها جزءًا من حياته وأنا وكثير من شباب جيلي مهتمون بالسينما.. لقد خلق جيلي شبه صناعة لم تكن موجودة في وطنه.. بدأت حكاية ظهور الأفلام القصيرة بالمملكة مع بداية الألفية (طبعًا لا نغفل دور الأستاذ عبدالله المحيسن قبل هذة الفترة لكني تحديدًا أقصد جيلي) حتى وصلنا لمرحلة «كيف الحال» و»مناحي» بغض النظر عن رأينا في المضمون، لكن تظلان تجربتين سوف تُكتب شئنا أم أبينا في تاريخ الأفلام السعودية، ثم وصلنا لموجة أفلام اليوتيوب.. إلى أن وصلنا بفيلم «وجدة» لترشيحات الأوسكار، فماذا ننتظر لنهتم بالسينما؟!.. وصول «وجدة» لترشيحات الأوسكار في حد ذاتة أوسكار للمملكة، بغض النظر إذا كنت تختلف مع جزء من مضمون الفيلم كالعبد لله أو حتى الفيلم كله.. ويجب أن نعلم أن هذا ليس أول إنجاز لأفلامنا، ففي عام 2009 وصل فيلم «الصمت» لتوفيق الزايدي للعرض في «مهرجان كان السينمائي» بفرنسا وهو فيلم قصير!!!. أفلام السينما وتحديدًا القصيرة منها تُدعم ماليًا ومعنويًا من قبل جهات وهيئات دولية كثيرة.. وإذا استمر عدم الالتفات لشباب السينما وهوايتهم الراقية قد يلجأون إلى تلك الجهات ولا أعلم إذا كان المسؤولون عن الثقافة سيوافقون على دعم تلك الجهات لنا، فهي لن تدعمنا لسواد عيوننا ولكنها بالتأكيد ستضمن أفلامنا- سواء علمنا أو لم نعلم- بعض أفكارها التي تحتاج لنشرها في مجتمعنا!! والكلام واضح أيها المسؤول.. فلا تتركوا من يحبّون السينما يضطرون إلى اللجوء لغيركم.. لأن هذا الغير غير مضمون! على وزارة الثقافة والإعلام تكثيف الدعم لجيل السينما..واعتقد أن الوزارة من الممكن أن تبدأ بجمعية لصنّاع الفيلم السعودي يقدم من خلالها الشباب أفلامهم القصيرة طوال العام، وأن تعمل الوزارة على استقطاب مخرجين وفنانين من خارج وداخل البلد لتطوير الشباب مهنيًا في صناعة الأفلام والمشاركة بها في مهرجانات دولية بشكل رسمي بدعم كامل من الوزارة، وبعد ذلك تُعرض على الجمهور من خلال تلفزيون الدولة. يجب أن يعترف المسؤول بأن فيه سينما.. ثم عليه دعمها وتطويرها.. ثم عرض الأعمال في التلفزيون.. وما هو لازم دُور عرض سنيمائية إذا كان تاعبهم هالموضوع!. * مخرج سينمائي سعودي