الشغف السينمائي بالنسبة لشباب الأفلام في المملكة، ليس موضة عابرة أو "صرعة" مراهقة وتمر، فلمن يعتقد ذلك، الوقائع تثبت العكس. إذ يبدو أن شغف صناعة الأفلام الذي ولد بدايات الألفية الثالثة، ما برح يكبر مع هؤلاء الشباب؛ منتجا مجموعة أفلام حققت ما حققت ووصلت إلى حيثما عرف الناس، عبر موجة أفلام قصيرة، هاجسها الأكبر التعبير عن هؤلاء الشباب وترسيخ وجود السينما رغم العوائق وغياب الاهتمام من قبل وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون. إذ لا يكفي أن يعرض هذا الفيلم أو ذاك حتى نعتقد بوجود الدعم، وإنما يتعين على هذه المؤسسات وعلى رأسها وزارة الثقافة أن تستجيب لطموحات الشباب عبر دعمهم بشتى السبل التي من أهمها إنشاء مجموعة استديوهات سينمائية خاصة تتوفر فيها الأجهزة الحديثة ويشرف عليها متخصصون في المجال السينمائي، في خطوات حقيقية وجادة تواكب رغبات الشباب وطموحهم الفني المستمر من خلال إنتاج الأفلام والمواظبة على اللقاء والتواصل ومتابعة الأعمال المحلية والخليجية، بل وإقامة محافل تعتني بالفيلم.. كما في التجربة المثابرة لنادي الاستيديو بالدمام. ثمة مسألة أخرى تؤكد الوعي العالي لدى شبابنا السينمائي وهي في عدم الإلحاح على ضرورة افتتاح دور عرض سينمائي في المملكة، لأن باختصار الدور لا تصنع السينما وإنما السينما هي من تصنع الدور، فإذا التفتنا إلى الدول الخليجية العربية فسنجد بها صالات عرض سينمائية ولكن هل يوجد في جميع هذه الدول صناعة سينمائية؟!. لا بالطبع، ربما مصر وبعض دول المغرب العربي من يمتلك صناعة سينمائية جادة وحسب. نعم إن افتتاح دور السينما لدينا مسألة مهمة ضمن آلية الإنتاج السينمائي ولكن لا يشغلنا هذا عن الأهم وهو تدشين الصناعة السينمائية أولا؛ لذا فإن طموح الشباب الحقيقي لابد أن يمضي نحو خلق إستراتيجية سينمائية تقوم على تشدين بنية تحتية مجهزة، تؤسس لقيام صناعة سينمائية سعودية، تعبر فنيا عن الإنسان والمجتمع وتحقق رغبات وأحلام المبدعين في إنتاج أفلام ولو تأخرت مائة عام عن السينما العالمية، إلا أنها بلا ريب ستلحق بالآخرين وقد تتفوق عليهم، عند ولادة الفيلم العبقري الأول!.