قال إمام وخطيب الحرم المكي الدكتور إن العلماء ذكروا شروطًا ينبغي أن تتوفر فيمن يجاهد في سبيل الله منها: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والذكورية، فالمرأة الأصل أنه لا جهاد عليها، لكنها قد تحضر المعارك لحاجة، إمّا لمداواة الجرحى، أو ما إلى ذلك كما هو معروف في الإسلام، وقد تُقَاتِل، وقد تُدَافِعُ، وهذا حسب الضرورة، لكن الأصل في الوجوب أنه على الذكور. وبين ابن حميد -كما نقله موقع السكينة للحوار- أن مفهوم الاستطاعة يحتاج إلى مزيد تحرير وتحقيق، وهي التي تفسر حال الأمة في الجهاد طوال تاريخها. وأوضح ابن حميد أنه إذا لم يتمكن المسلمون من الجهاد، فإن هناك أحكامًا أخرى يجب أن يلتزموا بها من الصبر، وترك القتال، لأنهم غير قادرين فيُكتَفى بجهاد الدفع ورد العدوان بقدر الإمكان، بل أحيانًا قد يُصَالِحُ إمامُ المسلمين وإن كان في ذلك ضعف، سواء بمقابل، أو بغير مقابل. كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية. كما أوضح ابن حميد أن هناك موانع تمنع وجوب الجهاد على آحاد المسلمين، وتمنع الإمام من حقه في إقامة الجهاد، ومنها عدم قدرة المسلمين واستطاعتهم على القتال، لضعف قوتهم، أو قلة عددهم، لكن هذا لا يعني أنهم لا يبذلون الجهد في تحسين أوضاعهم والاستعداد إلى آخره، لكنه لا يلزمهم القتال والبدء بالقتال، وأضاف ابن حميد أن من الموانع أن يكون هناك عقد ومعاهدة مع الكفار لا يجوز أن ننقضه، إلاّ إذا وجد ما يستدعي من إخلال بالشروط، أو انتهاء مدته، كما حدث في فتح مكة فإن سبب الفتح نقض قريش لشروط صلح الحديبية. كما أن من موانع الجهاد أن تكون هناك مصلحة ظاهرة في عدم القتال، كما في صلح الحديبية، وإن كان المسلمون معهم قدرة ورأوا أن المصلحة في عدم القتال فلهم ذلك. وأكد ابن حميد أن جهاد الطلب حق، ومن يقول إنه ليس هناك جهاد طلب فهذا غير صحيح، وهو من الأخطاء التي يجب التنبه لها، مشيرًا إلى أن جهاد الطلب هو الذي قامت به الفتوحات الإسلامية، ولكنه لا يمكن تحقيقه في هذا الوقت نظرًا للظروف، ولضعف المسلمين، لكنه موجود وحق، ويستدعي تحقيق الشروط السابقة فيه.