أكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء، إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد أن القتال والدعوة إليه من مسؤولية ولي الأمر، ولا يجوز لأي احد من المسلمين ان يدعو للجهاد وقتال الكفار، إلاّ بإذن من ولي الأمر، الذي جعله الله وقاية وسترًا للمسلمين، يحميهم ويمنع العدو من إذاهم، ويحمي بيضة الإسلام، مضيفًا أن ولي الامر هو الذي يقدر المصلحة،طبقًا للظروف وان لديه مستشارين ومتخصصين يدرسون المسألة من كافة جوانبها، ويعرفون ظروف السلم وظروف الحرب، ويقدمون له المشورة، ويجوز تقديم الهدنة اذا كانت هناك مصلحة، وإن كان في المسلمين ضعف. وقال الشيخ ابن حميد لا بد ان يكون الجهاد تحت راية ينظمها ولي الأمر، ويحدد أمورها الشرعية وضوابطها.. وهو الموكول له أمر الجهاد ويلزم الرعية به، ويجب عليه طاعته، لأنه الأعرف بأحوالهم وحال العدو. وأضاف الشيخ ابن حميد قائلاً: ان كل الاخطاء والانحرافات التي حدثت في وقتنا الحاضر، من مفاهيم مغلوطة بسبب ترك سنة رسول الله والعمل بها وفهمها، واشار الى ان الخوارج طوال التاريخ كانوا مصدر ازعاج للأمة، ولم ينتصروا للاسلام البيتة، ولم يقدموا أي نفعًا لدين الله، وكانت كل اعمالهم شغب وتمرد وسفك للدماء وقتل. ووصف الشيخ صالح بن حميد الفئة الضالة بأنها “بلاء على الإسلام”، وقال: ان هذه الفئة ابتلي بها المسلمون، واساءت لدين الله، وشوشت عليه، وان طريقهم لا يمكن ابدا ان يكون طريق الدعوة ولا طريق عزة الاسلام. وتناول الشيخ ابن حميد بعض الاخطاء التي يقع فيها بعض المثقفين وقال: “للأسف يوجد بعض المثقفين ينكرون الجهاد أصلاً”، مؤكدًا أن “هذا خطأ كبير، فالجهاد في الاسلام لا يمكن انكاره ولكن له شروطه وضوابطه ومحدداته”، واشار الشيخ بن حميد في محاضرته بالجامع الكبير بالرياض إلى “ان جهاد الطلب جهاد حق ولا يمكن انكاره، وقامت به الفتوحات الاسلامية، وللأسف وجدنا من ينكره من المثقفين”، وقال: كذلك وجدنا من يقول إن الجهاد لا مكان له في هذا العصر، وهذا خطأ كبير وغير صحيح، فالمسلمون يجب ان يستعدوا ويتهيأوا ويعرفوا متى يكون جهاد الدفع، ومتى يكون جهاد الطلب، ولا يعني ضعف المسلمين انكار احكام الاسلام. وتناول ابن حميد تعامل المسلمين مع الكفار والاخطاء التي يقع فيها البعض وقال “من الاخطاء هناك من يعتقد ان التعمل مع الكفار لا يكون الا بالقتال، وهذا خطأ فاحش، كذلك من الاعتقاد ان العلاقة بين المسلم والكافر علاقة توتر”، موضحًا ان العلاقة فيها تبادل ومصالح وهناك نصوص قرآنية تحددها، والمسلم لا يتطلع ابدا الى العدوانية، بل يتطلع الى ان تكون العلاقة مع غير المسلم قائمة على المودة، ومن يعتقدون ان التعامل مع الكفار لا يكون الا بالقتال اعتقاد خاطىء، مشيرًا الى الالاف من غير المسلمين الذين يدخلون الاسلام بعد معرفتهم بحقيقته.