ما أن وقعت أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر إلا وتكون أول قطرة من مطر السوء الذي جاء به ذلك السعار الكبير الذي أصاب أولئك المفتونين من أتباع تنظيم القاعدة والمتعاطفين معه في الهجوم على علماء الإسلام وأئمة الدين الذين كان موقفهم واضحًا وجليًا وثابتًا في شجب تلك الأحداث وإنكارها وتبرئة الإسلام من نسبتها إليه واعتبارها ضربًا من الانحراف في فهم الإسلام وفقه الشريعة وخروجًا على جماعة المسلمين وافتئاتًا على ولاة أمرهم بنوعيهم العلماء والأمراء. اشتدت هجمة أولئك المسعورين بالفتن على أهل العلم والفضل وشنعوا عليهم وطعنوا في نياتهم ووصفوهم بأسوأ الأوصاف وأقبحها وفسقوهم بل منهم من كفرهم وأخرجهم عن دائرة الإسلام بالكلية. أصدر تنظيم القاعدة والمتعاطفون معه عشرات البيانات والنشرات والإصدارات المختلفة بأسماء صريحة ومستعارة في محاولات للإشادة بتلك الأحداث وإلباسها لبوس الشرعية ووصفها بالجهاد في سبيل الله حتى جاوزوا بها اصطلاح المؤرخين وأهل السير فلم يطب لهم أن يسموها معارك كما هي معارك المسلمين على مر التاريخ الإسلامي ووصفوها بالغزوات مساواة لها بغزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصل الأمر بأحد كتابهم أن يدبج مقالة بعنوان: (أسامة بن لادن صلى الله عليه وسلم؟!) وحين أعيت الأدلة وفتاوى أهل العلم الراسخين تنظيم القاعدة والمتعاطفين معه وعجزوا عن مقاومتها والصمود أمامها فزعوا إلى خرافات الدجالين والموسوسين عن طريق الرؤى والمنامات والكرامات والتنبؤات والأحاديث الضعيفة والمنكرة كحديث الرايات السود وغيره ليخدعوا بها عوام المسلمين ويلبسوا عليهم بها وخصوصاً الشباب الصغار الذين استطاعوا تجنيد كثير منهم بهذه الأساليب. وفي قراءة شرعية رصدتها حملة السكينة التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر أن المنتمين إلى القاعدة ركبوا مركب التحريف كما ركبه الخوارج من قبل وضاربوا نصوص الشرع ببعضها وجعلوا الغاية تبرر الوسيلة تحت شبه متعددة، وقتل أنفسهم بشبهة طلب الشهادة، وفأجازوا لأتباعهم حلق اللحى والتزوير بشبهة أن الحرب خدعة، وعقوق الوالدين بشبهة أن الجهاد فرض عين، وترك الجماعة والجمع بحجة الحماية الأمنية، واستحلال دماء المسلمين والأبرياء بشبهة مسألة التترس وقتل النساء والأطفال بشبهة أنهم تابعون لغيرهم، وقتل المعاهدين والمستأمنين بشبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب، والطعن في العلماء والدعاة إلى الله بشبهة فضح المنافقين، وقتل أنفسهم بشبهة طلب الشهادة، وتكفير المسلمين والدول الإسلامية والسعي في تقويض أمنها بحجة إقامة الخلافة الإسلامية، إلى غير ذلك من الشبه الكثيرة. وهذا الأمر هو ما أشار إليه علماء المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة، في الفترة من 19 إلى 23-10-1424ه حيث نظر في موضوع التفجيرات والتهديدات الإرهابية: (أسبابها - آثارها - حكمها الشرعي - وسائل الوقاية منها)، وحذر ناصر الفهد (الشباب من خطر الفتيا والإقدام عليها، وأن الصحابة رضوان الله عليهم وهم خير البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يتدافعون الفتيا وكان يتدافعها العشرة والعشرين كل رجل يريد أن يتحمل أخوه عنه هذه الفتيا، ثم هناك مرجعية للفتيا وهم أهل العلم الكبار المعروفين وهذا يكفينا ولله الحمد). وهذا الذي أشار إليه الفهد في تراجعه قد نبه إليه أهل العلم قديماً وحديثاً، يقول معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ عن خطورة الفتوى (كان الناس من قديم من عهد الصحابة فمن بعدهم يتورَّعون عن الفتوى وينزوون عنها، ويحرص المرء إذا أفتى أن لا يسمع بفتواه إلا الواحد وإلا الاثنان؛ لأجل أنه تعظم التّبعة بعظم انتشار الفتوى؛ لأن المفتي موقع عن رب العالمين)، ويقول: ومن يرى في هذا الزمان يجد أن الناس تسارعوا وأسرعوا في الفتيا، حتى أصبح الأمر مختلطًا أعظم الاختلاط، من جهة المفتين في العالَم، ومن جهة المستفتين أيضاً. وقد قامت الهيئات العلمية والمؤسسات الدعوية في المملكة وغيرها وكذلك العلماء والدعاة والمثقفون بدور كبير في التصدي لهذا الانحراف الفكري وكشف ضلاله والرد على شبهاته مما كان سببًا رئيسًا بعد الله تعالى في تراجع كثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب ومنهج الحق. جاء في بيان لهيئة كبار العلماء ما نصه: (وإن المجلس ليستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط هذه الأعمال التخريبية بالمناهج التعليمية كما يستنكر استغلال هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح والنيل من الدعوة الإصلاحية التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله). يقول الشيخ الدكتور صالح الفوزان -حفظه الله: (وبعض المنافقين أو الجهال يزعم أن مدارس المسلمين هي التي علمتهم هذا الفكر وأن مناهج التدريس تتضمن هذا الفكر المنحرف ويطالبون بتغيير مناهج التعليم. ونقول: إن أصحاب هذا الفكر لم يتخرجوا من مدارس المسلمين ولم يأخذوا العلم عن علماء المسلمين لأنهم يحرمون الدراسة في المدارس والمعاهد والكليات ويحتقرون علماء المسلمين ويجهّلونهم ويصفونهم بالعمالة للسلاطين ويتعلمون عند أصحاب الفكر المنحرف وعند حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من أمثالهم). قتال الكفار من أبرز الشبه التي ترددها القاعدة والقائمون عليها دائمًا أن أمريكا دولة كافرة وقد جاءت النصوص بوجوب قتال الكفار حتى يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون، جاء في كتاب لأحد المنظرين لأحداث أمريكا عنوانه (التأصيل الشرعي لأحداث أمريكا غزوتي نيويوركوواشنطن) ما نصه (فإنّ الأصل الشرعي فيهم - أي الأمريكان - أنهم محاربون والكافر الحربي حلال الدم والمال والعرض. ففي الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمّداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحق الإسلام وحسابهم على الله»)، هذه الشبهة التي يتناقلها المتعاطفون مع القاعدة ظناً أنها تمثل غاية الغيرة على الدين والانتصار له وغاية التعبير عن عقيدة البراءة من الكفار حيث يجب قتالهم مطلقاً دون التفريق بين المسالمين منهم والمحاربين. يقول الشيخ ابن جبرين: وقد ذكر العلماء أن للكفار مع المؤمنين أربع حالات: الأولى: أن يكونوا من أهل الذمة إذا بذلوا الجزية. والثانية: أن يكون له عهد، كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قريشاً. الثالثة: أن يدخلوا بأمان، لقوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ). الرابعة: المحاربون. فيصح الأمان للكافر، ويكون الذي يؤمنه من المسلمين حتى ولو امرأة، لقول صلى الله عليه وسلم: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم». وحين سئل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- عمن أفتى بجواز قتل الأمريكان في جميع بلدان العالم وقال إنهم حربيون!!! أجاب بقوله: (هذا المفتي جاهل، لأن هذا فيه تفصيل، فالذين تعاهدنا وإياهم ودخلوا بلادنا بالعهد أو بالأمان أو استقدمناهم بأعمال يقيمون بها نحن بحاجة إليها، هؤلاء هم تحت عهدنا وذمتنا، لا يجوز أن نغدر بهم ولا أن نقتلهم، فالدول التي بيننا وبينهم عهدٌ وتمثيل دبلوماسي، لا يجوز الغدر بهم، والكفار الذين دخلوا بلادنا بإذننا، لا يجوز الغدر بهم، قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) التوبة: (6)، فلا يجوز الغدر الذين دخلوا في بلاد المسلمين بإذن المسلمين، أو المسلمون استقدموهم، فلا يجوز مثل هذا الكلام، إنما الذي ليس بيننا وبينه عهد ولا أمان، هذا هو الحربي). يقول سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (إن هذه الأحداث التي وقعت في الولاياتالمتحدة وما كان من جنسها من خطف لطائرات أو ترويع لآمنين أو قتل أنفس بغير حق ما هي إلا ضرب من الظلم والجور والبغي الذي لا تقره شريعة الإسلام بل هو محرم فيها ومن كبائر الذنوب). عهود غير معتبرة من الشبهات التي تثيرها القاعدة والمتعاطفون معها أن العهود التي تمت مع الكفار عهود غير معتبرة شرعًا لأن القاعدة لا تعترف بها فهي تكفر حكام المسلمين الذين أجروها مع الدول الكافرة، يقول صاحب كتاب (كشف الشبهات عن أحكام الهجمات) ما نصه: (العهد يحتاج إلى إثبات أين ومتى وقع وهل وقع على وجه صحيح) ويقول الفهد قبل توبته وتراجعه عن فكره المنحرف في فتوى له في هذا الموضوع (أما العهد، فلا والله، ليس بيننا وبينهم عهد، بل هم حربيون أينما حلوا وأقاموا، ولو تعلقوا بأستار الكعبة، فليس العهد الذي قامت به الحكومات مع هؤلاء الصليبيين شرعياً، بل هو بناء على مواثيق الأممالمتحدة الطاغوتية). وحاول داعية التكفير الأردني أبو محمد المقدسي وتلاميذه أن يلبسوا على الناس ليضفوا شيئاً من الشرعية على تلك الأطروحات التكفيرية من خلال بترهم لبعض النقول من مصنفات علماء الإسلام الموثوقين كشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب وغيرهما وحشدها في كتابات التكفيريين ورسائلهم المختلفة لتضليل الناس بهذه النقول حتى انخدع بذلك بعض الناس ممن أحسنوا الظن بهذه النصوص ووثقوا بنقل هؤلاء المحرفين فظنوا أن أولئك العلماء الكبار على منهج التكفير المنحرف. وقد بين علماء الإسلام وفي مقدمتهم علماء المملكة خطورة تكفير المسلمين بغير حق ونصوا على أنه مزلق خطير ينبغي التنبه له والحذر من الوقوع فيه، وأنه باب من أبواب الفتن والفساد، كما نصوا على أنه ليس كل مخالفة للدين تعتبر كفراً، وأنه لا يلزم من كفر الفعل كفر الفاعل، ووضعوا له شروطاً وضوابط لا بد من رعايتها وموانع يجب النظر فيها قبل التكفير. ولهذا لابد من الانتباه إلى أن ما ينسب إلى دعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- والتي يسميها أعداؤها بالدعوة الوهابية هذه الدعوة هي التي ضيقت ما هو موجود في كتب الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة ولم توسعه في مسائل التكفير، وإنما نظرت إلى ما هو متفق عليه بين أئمة المذاهب دون ما هو مختلف فيه، والشيخ محمد بن عبد الوهاب له رسالة في هذا الأمر، وكذلك الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب له رسالة، وعلماء الدعوة بشكل عام، شيخ الإسلام وابن القيم -رحمهم الله تعالى ورحم علماء المسلمين جميعاً- أيضاً لهم تفاصيل في هذا الأمر. جهاد الدفع ومن الشبه التي يحتج بها الغلاة في التنظير لأحداث الحادي عشر من سبتمبر قولهم إن أحداث واشنطنونيويورك هي من باب جهاد الدفع وذلك لأن أمريكا هي المعتدية على العالم الإسلامي بل وغير الإسلامي، جاء في كتاب (التأصيل الشرعي لأحداث أمريكا) أن اعتداءات أمريكا لا ينكرها أحد ولن يجهل أحد (ما فعلته أمريكا أولاً بالمسلمين وبشعوب العالم قاطبة حتّى أمم الكفر في آسيا وأمريكا الجنوبية لم يسلموا منها ومن ظلمها...) ولا ينكر أحد أيضاً الانحياز الواضح للجانب الإسرائيلي ضد المسلمين في فلسطين وغير ذلك، وذهب كثيرون يعددون الاعتداءات الأمريكية قديماً وحديثاً، وعد بعضهم الجرائم والاعتداءات الأمريكية غير العسكرية في مجالات الاقتصاد والإعلام والأخلاق وغيرها حتى قال أحدهم في كتاب له في التأصيل لما حدث في أمريكا من تدمير ما نصه (أصل الفساد العقدي والانحلال الأخلاقي والظلم الطاغوتي والعدوان السافر في كثير من المجتمعات الآن أمريكا). ومع أن هذه الشبهة تناقض شبهتهم الأولى وهي قولهم إن أحداث سبتمبر هي من قبيل جهاد الطلب إذ إن أمريكا بلاد كفار وقد أمر الله تعالى بقتال الكفار حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون!! وهنا يقولون جهاد دفع لأن أمريكا هي المعتدية. وهذا التناقض في تكييف دوافعهم لهذه الأحداث أكبر دليل على غياب الهدف الواضح من هذه الأعمال سوى إثارة القلاقل وإشعال الحروب الأمر الذي يعصف بمصالح المسلمين وحتى لا يزال ضرر بضرر أعظم منه فقد يكون الحفاظ على الوضع الراهن أصلح من تغييره بوضع أكثر سوءاً وتعقيدًا منه ولذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم بصلح الحديبية مع ما فيه من شروط جائرة على المسلمين مراعاة لحال المسلمين الأمر الذي جعل بعض الصحابة الكرام يرى في مثل هذه الصلح إعطاء للدنية في دين الإسلام وكان النتيجة واضحة جلية في حكمة موقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك الصلح توطئة للفتح الأعظم والنصر الكبير بعد ذلك في فتح الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة حتى ذكر المفسرون أن الآيات القرآنية التي جاء فيها الحديث عن الفتح إنما يقصد بها صلح الحديبية. ثم إن وصاية القاعدة على العالم الإسلامي وتعديهم على ولاة أمره وعلمائه يعتبر تجاوزاً خطيراً مخالفاً للشريعة الإسلامية وافتئاتاً بغير حق وتصرفاً غير مسؤول وإلا أصبح الأمر فوضى. تعطيل الجهاد ومن الشبه التي يحتج بها الغلاة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وغيرها أيضاً شبهة أن الالتزام بشروط القتال وضوابطه الشرعية التي يذكرها العلماء أمر يؤدي إلى تعطيل الجهاد في سبيل الله وهذا لا يجوز لأن الجهاد شعيرة عظيمة لا يجوز تعطيلها كالصلاة والصيام وغيرهما من بقية شعائر الإسلام وهو باق إلى أن تقوم الساعة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم!! ومع وضوح تهافت هذه الشبهة وتناقضها كما سيتبين لنا ولم يقل أحد من أهل العلم بأن الغاية تبرر الوسيلة فحتى لا يتعطل الجهاد يجوز لنا أن نتجاوز حدود الشريعة وأطرها في الأعمال الشرعية، فهذا قول غير صحيح وشبة ساقطة لا قيمة لها في ميزان الشرع والدين ولو أنها تلامس الجانب العاطفي عند بعض الناس وخصوصاً الشباب وصغار السن منهم وذلك لما للجهاد من منزلة عظيمة في الدين وكونه ذروة سنام الإسلام وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه الشبهة نصوص فضل الشهادة في سبيل الله تعالى وما أُعِدَّ للشهيد من فضائل خاصة عند الله تعالى وزينت ببعض القصص التي يجزمون فيها بحصول شيء من هذه الفضائل والكرامات لفلان وفلان ممن يشاركون في العمليات الانتحارية، وجل اعتمادهم في ذلك على الأوهام والوساوس والمنامات، مع أن النصوص الشرعية تمنع الجزم في إطلاق الشهادة على أحد فلا يقال فلان شهيد لأن الله تعالى أعلم بنيته. وتشبيه القتال بالصلاة والصيام من كل وجه تشبيه لا يقره علماء الإسلام إلا من جهة كون كل منهما عبادة لله تعالى وشعيرة من شعائر الإسلام فحسب وإلا فلكل من الشعيرتين أحكام خاصة بها تميزها عن غيرها، فالصلاة عبادة مقصودة لذاتها، والقتال مقصود لغيره، وهو أن تكون كلمة الله هي العليا.