كالعادة عند بدء العام الدراسي تكثر الاتّهامات من قِبَل بعض أولياء أمور الطلاب والطالبات على المدارس الأهلية؛ بسبب زيادة أسعار رسوم هذه المدارس، وأنها مُبَالَغ فيها وفلكية. والبعض يذهب بعيدًا بأنها تقصم الظهر، وأن الأرقام تتصاعد وتحتاج إلى إعادة النظر من قِبَل الجهات المعنية بهذه المدارس..! والجهات المعنية تتوعّد المخالفين بقفل المنشأة. ونحن نقول لماذا كل هذا؟ ولماذا لا نسمع وجهة نظر وحُججْ الطرف الآخر عن سبب رفع الرسوم؟! قد يكون السبب المعونة المتواضعة التي تُصرف لتلك المدارس أو قلّتها وضعفها في مقابل الطلبات المرهقة والمراقبة الشديدة، والتفتيش الدوري على هذه المدارس للوقوف على ما تقدمه من ميزات وتطبيقات على أرض الواقع.! ولربما يكون السبب أيضًا الصرف المالي الكبير على التجهيزات المهمة للمباني والملحقات والخدمات المميّزة والوسائل التعليمية الراقية للوصول بها لمستويات متقدمة يليق بالتدريس في هذا العصر التكنولوجي الحديث، والحرص من قِبَل إدارة هذه المدارس أن تكون المناهج التعليمية الحديثة باللغات الأجنبية، وما يتبعها من تجهيزات مختبرات ومعامل. كل ذلك للوصول بخريجيها من الطلاب والطالبات إلى مستوى ممتاز علميًّا وتعليميّاً يليق بسمعتها. ولربما يكون السبب زيادة رواتب المدرسين الأخيرة وارتفاعها عن السنوات الماضية لحثّهم على زيادة كفاءتهم وبذل المزيد من العطاء والإخلاص. ومن الطبيعي أن كل ما ذُكر عاليه من طموحات لدى إدارة هذه المدارس «مُكلف جدًّا». وهنا نشير إلى أن في بعض دول العالم الأول؛ تُترك رسوم هذه المدارس للتنافس وللعرض والطلب لاعتبارها منشآت خاصة، وسوف ينصب ذلك في صالح الطلبة والطالبات وأولياء أمورهم في حسن الاختيار. إذًا فلنترك المدارس الأهلية تعمل بكل بحبوحة مادية؛ لتؤدي دورها المناط بها في المجتمع بمستوى جيد، وبكل كفاءة واقتدار، فهذه المدارس الأهلية استثمارية، وإذا لم تأتِ بمردود مادي جيّد، فما فائدة هذا الاستثمار؟!. والضغوط عليها قد تُسبِّب لها خسارة مادية؛ تُسجَّل على حساب طموحاتها وسمعتها ونشاطاتها وكفاءتها ورقيّها، وقد تؤدّي إلى مردودٍ عكسيّ على مخرجاتها التعليمية..! وبالطبع لا يعنى ذلك أن نستبعد الرقابة اللازمة عليها من قِبَل المؤسسات المعنية. ونقول لأولياء أمور الطلاب والطالبات الذين ليس لديهم المقدرة الكافية والبحبوحة المالية لدفع الرسوم، اتركوا المدارس الأهلية وشأنها، وابتعدوا عن التباهي والتفاخر في دخول أبنائكم فيها، فهناك مثل عامي يقول: «مُدْ لِحافك على قدر رجليك»! وعليكم تسجيل أبنائكم في المدارس الحكومية المجانية المنتشرة في كل شارع وحي، في المدن والقرى والهجر والمراكز.. فهي لا تقل تجهيزًا وفاعلية وكفاءة تدريس ومعلمين عن المدارس الأهلية! وللعلم هناك من خريجيها من يتبوأون الآن مناصب رفيعة. [email protected]