أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    فوز ترمب.. استمرارية العرف الاجتماعي أم بوادر تحول في الهوية الأمريكية ؟    الغرب والقرن الأفريقي    نعم السعودية لا تكون معكم.. ولا وإياكم !    الأزرق في حضن نيمار    «زهرة» تزرع الأمل وتهزم اليأس    مقال ابن (66) !    أين فقرة الكتاب في البرامج اليومية؟    الاتحاد يتغلب على العروبة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    معرض البناء السعودي 2024 يجذب أكثر من 30,000 زائر في ختام فعالياته    ضبط شخصين في جدة لترويجهما (2) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر    «الفيدرالي الأميركي» يخفض الفائدة 25 نقطة أساس    شرطة النماص تباشر «إطلاق نار» على مواطن نتج عنه وفاته    السعودية تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ فعّالة للقضاء على الجوع وتلبية الطلب المتزايد على الغذاء حول العالم    وكيل أعمال سعود عبدالحميد يكشف حقيقة عودة موكله إلى «دوري روشن»    «سلمان للإغاثة» يوزع 1.490 من السلال الغذائية والحقائب الصحية في محافظة إدلب    الاتفاق يختتم تحضيرات الهلال    الأولمبياد الخاص السعودي يستعد لاستضافة المجلس الإقليمي للاعبين القادة في جدة    «السوق المالية»: إدانة 3 بمخالفة نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية ونظام الشركات وتغريمهم 3.95 مليون ريال وسجن أحدهم    انطلاق أعمال مؤتمر النقد السينمائي الدولي في الرياض    إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي لطب الأعصاب بمشاركة اكثر من 350 مختصاً    "سلمان للإغاثة" يوزع 2.459 كرتون تمر في مديرية الوادي بمحافظة مأرب    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    افتتاح الدورة ال 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    الأمير محمد بن عبدالعزيز يدشّن فعاليات مهرجان شتاء جازان 2025    بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    رحيل نيمار أزمة في الهلال    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    المريد ماذا يريد؟    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    اتفاق بين «منشآت» و«بيرناس» لدعم الامتيار التجاري    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



90٪ من طلاب الأول الابتدائي في المملكة لم يلتحقوا برياض الأطفال
طالب بالتوسع في التعليم عن بعد للمناطق البعيدة والهجر لتوفير معلمين.. خبير اقتصاديات التعليم عثمان القصبي:
نشر في الرياض يوم 09 - 09 - 2012

أوضح المتخصص السعودي في اقتصاديات التعليم وتطويرها عثمان القصبي أهمية اختيار المعلمين الجيدين لمرحلة رياض الاطفال باعتبارها اهم مراحل التعليم بشكل عام، من خلال كونها تؤسس الطالب تعليميا وتربويا، وقال: «نحن نريد دعماً موازياً للتعليم الأساسي، ومن ذلك أيضاً رياض الأطفال، واضاف: حيث نجد فيها مشكلة أكبر لأن أكثر من 90٪ من الأطفال لم يدخلوا رياض الأطفال إذ كلما كان الطفل صغيراً كان تعليمه وتربيته أهم. وشدد على أهمية الدعم الموازي للتعليم الأساسي وتطويره واذا اصبح موازياً للتعليم العالي لاشك اننا سنحصل على نتائج جيدة، فنحن نطمح أن يجد التعليم الأساسي دعماً مشابهاً لدعم التعليم العالي.
وأكد عثمان بن طارق القصبي المشرف العام على مدارس الرواد بالمملكة على الاهتمام بحوافز المعلمين اذ إنها تعد حجر الزاوية بالنسبة للعملية التعليمية، وان خطوة زيادة مرتبات التعليم الأهلي التي اتخذتها الدولة مؤخرا تعد خطوة ممتازة وذات أهمية كبرى في العملية التعليمية ككل، واقترح أن لا تكون هذه الخطوة على حساب ولي الأمر وإنما يجب ان تتكفل بها وزارة المالية.
وبين ان الدراسات الحديثة في المملكة بينت ان متوسط نسبة عدد الطلاب للمعلم هو (12 طالباً) وهي نسبة تعادل نظيرتها في الدول المتقدمة، كما اقترح ان تخصيص برنامج لتكريم المعلمين والطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم . ورأى انه من المفروض على وزارة التربية والتعليم ان تدعم هذا القطاع وتتكفل بتكلفة الطالب أو الطالبة مع وضعها في الاعتبار الجوانب التنموية الأخرى التي ستحدث، مثل توظيف عدد كبير من المعلمات وخروج طبقة وسطى من البطالة النسائية ليصبحن صاحبات أعمال فضلاً عن استثمارنا في الطالب الذي هو أعلى ما نملك بل أغلى من الاستثمار في المجالات الصناعية .
عثمان القصبي يتحدث إلى الزميل خالد الربيش (تصوير: حاتم عمر)
وتطرق عثمان بن طارق القصبي في حديثه الى اهم الموضوعات التي تخصص العملية التعليمية وفق دراسات واقتراحات مدروسة.. فكان الحوار الآتي:
هل هناك معدل لقياس كثافة الطلاب بالنسبة للمعلم الواحد في المملكة؟
- بالتأكيد فقد اثبتت الدراسات الحديثة ان متوسط نسبة عدد الطلاب للمعلم هو (12 طالباً) وهي نسبة تعادل نظيرتها في الدول المتقدمة المتفوقة في اختبارات الرياضيات والفيزياء.
مطالب لتخصيص مشروع وطني لتكريم المعلمين والطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم
* .. مادمنا نملك معدلاً جيداً فلماذا لا نملك نتائج جيدة؟
- هذا يعود إلى أن (المعدل) مضلل احيانا، فحينما تذهب إلى الدول المتقدمة نجد لديهم برامج التعليم عن بعد في الهجر مما يوفر لهم معلمين بالنسبة للمدن التي فيها كثافة في عدد الطلاب، لذا نجد أن الكثافة مقبولة في كل مكان بالنسبة للدول المتقدمة!، ويعود كذلك إلى عملية التدريب واختيار المعلم.. بينما لدينا هنا – وللأسف – عدد قليل من الخريجين المميزين في معدلات الثانوية العامة واختبار القياس يسجلون في كليات التربية لأن الحوافز المادية والمعنوية متدنية، بينما نجد عكس ذلك في سنغافوره وفنلندا وبريطانيا، إذ نجد أن معلم الصفوف الأولية شخصية مهمة جداً ويتلقى رواتب عالية من الدولة نسبة لأهميته، ونحن إلى الآن مازلنا ننظر للمعلم نظرة سلبية بينما ننظر للموظفين الآخرين نظرة ايجابية! وهذه النظرة بلاشك لها تأثير مباشر على رغبة الشباب في الاقبال على مهنة التدريس، وحتى نستطيع ان نلحق بالركب في هذا المجال يحتاج منا إلى برنامج مادي ومعنوي، وقد سبق ان اقترحت ان نخصص برنامجاً لتكريم المعلمين والطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم، ونحذو حذو الدول المتقدمة في تكريم المعلم ماديا ومعنويا، ولدينا مثال على ذلك زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمدارس المتميزة على مستوى أمريكا ليصافح المعلمين والطلاب المتميزين وهذا في اعتقادي أكبر حافز في العملية التعليمية.. في المقابل اتساءل كم طالب متميز ومعلم متميز قابله وزير أو مسؤول؟ وكم منشأة صناعية ورياضية أو تجارية زارها مسؤول أو وزير؟ وكم منشأة تعليمية زارها الوزير نفسه أو المسؤول؟
التحوّل إلى شركات تعليمية يرفع مستوى الأداء ومخرجات المدارس الأهلية
* إلى أي درجة ترى بأهمية استخدام اسلوب التحفيز للمعلمين؟
- أهمية الاهتمام بحوافز المعلمين هي حجر الزاوية للعملية التعليمية، وان خطوة زيادة مرتبات التعليم الأهلي تعد خطوة ممتازة وذات أهمية كبرى في العملية التعليمية، وقد اقترحنا أن لا تكون هذه الخطوة على حساب ولي الأمر وإنما يجب ان تتكفل بها وزارة المالية.
* بما تقدرون تكلفة الطالب سنويا في مراحل التعليم العام؟
- الدراسات التي خرجت بها وزارة التربية والتعليم أثبتت ان تكلفة الطالب في المدارس الحكومية تقدر ب20 ألف ريال سنويا في المتوسط من رياض الأطفال حتى يصل إلى التعليم العالي، وهذه التكلفة لا تدخل فيها تكلفة الكادر الإداري في الوزارة ولكنها تشمل الطالب حتى مدير المدرسة (داخل المدرسة)، وهذه التكلفة تختلف من مدينة إلى أخرى من حيث الكثافة السكانية وكثرة عدد الطلاب في المدارس إذ نجد في المدن المكتظة بالسكان يبلغ متوسط عدد الطلاب في الفصل 50 طالباً، أما في الهجر والقرى قد ينحصر عدد الطلاب بين العشر طلاب وستة طلاب داخل الفصل، وهذا يزيد من التكلفة.
معلم الصفوف الأولية في سنغافورة وفنلندا وبريطانيا شخصية هامة ويتلقى رواتب عالية من الدولة
* من خلال اقتصاديات التعليم تحدثتم عن التكلفة.. إلى أي مدى يمكن ان يوفر التعليم الأهلي مساحة جيدة أكثر من تلك التي يوفرها نظيره الحكومي من حيث المخرجات والجودة؟
- لا يخفى علينا جميعاً ان التعليم الأهلي يدار بعقلية القطاع الخاص لهذا نجدهم يبحثون عن الكوادر والكفاءات.. وبالتالي نجد هناك كفاءة في العمل بخلاف القطاع الحكومي الذي لديه محددات معينة تتمثل في عدم قدرة الجهاز الإداري من ادارة هذا القطاع الضخم بينما المدرسة الخاصة أو عشر مدارس فيمكن ادارتها بكل يسر وسهولة.
الدعم الحكومي للطالب مباشرة ب 5 آلاف ريال في التعليم الأهلي يحقق وفراً سنوياً قدره 21 ملياراً
اضف إلى ذلك قوانين الخدمة المدنية التي تمنع المسؤول من اتخاذ قرار الفصل لأي معلم إلا بعد اجراءات طويلة جداً تصعِّب اتخاذ القرار. كما ان هناك أمراً يتعلق بالاجراءات البيروقراطية في الأجهزة الحكومية حيث نجدها تتمسك بأمور فقدت محتواها ولم تواكب التطور والتحديث الالكتروني والإداري.. كل هذه الأمور الحديثة والمتطورة نجدها في المدارس الأهلية ولم تجد طريقها إلى المدارس الحكومية، وهذا يساعد المدارس الأهلية على أن تكون لديها كفاءة أكثر في العملية التعليمية والتربوية، ولاشك أن هذه الكفاءة لها تأثير على النتائج بسبب الاستغلال الجيد للموارد المالية التي تتحصل عليها من الرسوم وصرفها في الجوانب التي تؤثر بشكل إيجابي، لأن هدف المستثمر هو ان يخرج بمخرجات ذات كفاءة عالية من الطلاب بالرغم من سعيه للحصول على الأرباح، مع علمه التام ان هذه الأرباح لن تستمر ما لم تكن مخرجاته التعليمية ممتازة!، وقد نجد هناك مدارس أهلية غير حريصة على المخرجات الجيدة وليست لديها نظرة بعيدة وهذه نعتبرها حالات استثنائية تراقبها وزارة التربية والتعليم عن طريق جهاز اشرافي قوي.
رفع عدد المقبولين في رياض الأطفال الأهلية إلى 60٪ يوفر 100 ألف وظيفة للمعلمات
* كم نسبة التعليم الأهلي إلى نسبة التعليم العام؟ وهل هي كافية ؟
- النسبة الحالية تقارب 8٪ من نسبة التعليم الأساسي، وهذه النسبة تعد منخفضة مقارنة بدول الخليج، ودون الطموحات الرسمية في المملكة، إذ نجد في الخطة الخمسية قبل الماضية بنداً ينص على أن ترتفع هذه النسبة إلى 25٪.
واحب ان اوضح ان هناك ملفات أهم من دعم التعليم الأهلي في مجالات التنمية المنشودة ولا يخفى علينا مدى اهتمام الدولة بالتعليم والذي يتمثل بالابتعاث الخارجي والتوسع في عدد الجامعات والابتعاث الداخلي ولكن – للأسف - لا نجد دعماً موازياً للتعليم الأساسي مع أنه هو الأساس، فإذا طورنا التعليم الأساسي وجعلناه موازياً للتعليم العالي لاشك اننا سنحصل على نتائج جيدة، فنحن نطمح أن يجد التعليم الأساسي دعماً مشابهاً لدعم التعليم العالي، فلو أخذنا على سبيل المثال برنامج الابتعاث الداخلي لا نجد له شبيهاً في التعليم الأساسي، فالدولة تدفع للطالب في الابتعاث الداخلي للكليات الأهلية ما يزيد على 40 ألف ريال، وما تدفعه الحكومة لطالب الابتعاث الخارجي أكثر بكثير وقد يزيد على 100 ألف ريال، إذا رافق المبتعث زوجته وأطفاله، وكل دولة تختلف عن الأخرى في تكلفة الدراسة وهذا برنامج جيد ومطلوب ولكن نحن نريد دعماً موازياً للتعليم الأساسي، ومن ذلك أيضاً رياض الأطفال حيث نجد فيها مشكلة أكبر لأن أكثر من 90٪ من الأطفال لم يدخلوا رياض الأطفال إذ كلما كان الطفل صغيراً كان تعليمه وتربيته أهم، ويقول المثل «العلم في الصغر كالنقش على الحجر».
* .. وكم عدد الطلاب الذين يلتحقون بالتعليم العام سواء الأهلي أو الحكومي وسبق لهم الالتحاق برياض الأطفال من النسبة المئوية؟
- حسب احصائيات وزارة التربية والتعليم في حدود 7٪ تقريباً إلا ان 90٪ تقريباً من طلاب الصف الأول الابتدائي لم يسبق لهم ان دخلوا أي مدرسة قبل التحاقهم بصفهم الاول ابتدائي.
* ماذا تقترح لرفع مستوى فاعلية مرحلة رياض الاطفال؟
- هناك دراسة أجرتها الوزارة بواسطة جهات مستقلة تتبع لأحد أكبر المكاتب الاستشارية نصت على انه يمكن ان تصل هذه النسبة خلال 5 إلى 10 سنوات إلى 60٪ إذا تم دعمها بإنشاء مدارس رياض أطفال خاصة في المدارس الأهلية، وستوفر هذه المدارس وظائف كثيرة للمعلمات - ولا يخفى علينا جميعاً نسبة البطالة وسط النساء - وقد تستوعب هذه المدارس ما يزيد على (100 ألف) معلمة ،
واقترح إذا تم عمل هذا البرنامج ان يتم بشكل مهني بمعنى ان يشتمل على التأهيل والتدريب والاعداد والتخطيط المتقن، لأن هناك كثيراً من المشاريع الجيدة والمفيدة للوطن نقوم بإنشائها دون ان تكتمل او تثمر، وليس السبب لأن الفكرة سيئة وإنما التطبيق (احياناً) غير صحيح ، ومثال ذلك المناهج الجديدة التي تعد مناهج مهمة لما فيها من نقلة نوعية للعملية التعليمية ولكن - للأسف - لم يرافقها تدريب مناسب مماثل للجهد والصرف الذي بذل على المناهج فحينما تصرف مبلغاً على المنهج يجب أن تصرف مثله أو أكثر على التدريب، وقد كان موضوع التدريب وموضوع التنفيذ أقل احترافية من موضوع تطوير المناهج مما سبب لنا في التعليم اشكالات كبيرة مازلنا نعاني منها، وحاولنا ان نعالج الأمر بتدريب عاجل وخاص وصرفنا عليه أموالنا الخاصة في المدارس الأهلية، لأننا رأينا ان المعلم الذي لا يتلقى التدريب المناسب لم يستطع تدريس المناهج الجديدة لأنه يعانى شخصياً ومن الطبيعي ان يعانى الطلاب منه، مما أدى إلى انخفاض مستوى التعليم بدلاً من ارتفاع مستواه.
* هناك من يقول ان رياض الأطفال لو اسندت فقط للتعليم الأهلي لأصبحت عبئاً ثقيلاً على أولياء الأمور بينما نجد التعليم العام بصفة عامة مجاناً؟
- لذلك أرى بأهمية ان تتولى الحكومة ان تدعم هذا القطاع وتتكفل بتكلفة الطالب أو الطالبة مع وضعها في الاعتبار الجوانب التنموية الأخرى التي ستحدث مثل توظيف عدد كبير من المعلمات وخروج طبقة وسطى من البطالة النسائية ليصبحن صاحبات أعمال فضلاً عن استثمارنا في الطالب الذي هو أغلى ما نملك بل أغلى من الاستثمار الصناعي والبنكي أو غيرها من القطاعات لأنه هو الأصل الذي يعتمد عليه في بناء الأوطان، لذا أرى انه قد يكون أهم من البنى التحتية كالجسور والشوارع وناطحات السحاب، وهذا المشروع موجود على طاولة البحث لدى الجهات المختصة ونأمل ان يرى النور قريباً بشكل مهني واحترافي، وان يكون تطبيقه بشكل تدريجي وبعد دراسة وتخطيط وتأهيل وتدريب الكفاءات حتى لا يخرج إلينا هزيلاً.
* في الفترة الأخيرة ظهرت وبشكل موسع شركات تستثمر في التعليم... إلى أي مدى ترى ان هذه الشركات مهمة في رفع جودة التعليم.. وهل توسع الأفراد في مدارس أهلية يتعارض مع هذا التوجه؟
- بلاشك ان العمل الجماعي المؤسسي أفضل، فإذا تم انشاء شركة برأسمال قوي يؤدي إلى تطبيق خطط هذه الشركة وتطوير هذه الخطط بما يتناسب ورأسمال هذه الشركة، ان برامج التدريب والاشراف التربوي وبناء مدارس ذات بيئة جيدة تساهم في رفع مستوى التعليم في المدرسة يحتاج إلى رأسمال كبير، ورأس المال الكبير يأتي عادة من الشركات الكبرى، ولدينا الآن شركات استطاعت ان تبني مجمعات وتطور وتؤهل وتدرب سعوديين وسعوديات ليست مهمتهم فقط الوظائف التعليمية والإدارية وإنما وظائف في الإدارة العليا، ولدينا الآن أكثر من 90٪ من أعضاء الادارة العليا الذين يتقاضون رواتب تزيد على 20 ألف ريال للسعوديين والسعوديات، إذاً الشركات الآن تؤسس لهذا الهيكل الإداري،
أما بخصوص الأفراد فبإمكانهم تأسيس مدارس والعمل على اندماجات والتقدم والاستفادة من الشركات التعليمية للوصول الى الهدف المنشود من التعليم الاهلي وهو الاضافة النوعية على التعليم.
* هل بإمكان التعليم الأهلي ان يحمل جزءاً من المسؤولية الملقاة على عاتق القطاع التعليمي الحكومي؟
- طبعاً بالإمكان.. ذلك ان التعليم الأهلي الآن يوفر مبالغ ضخمة سنوياً على وزارة المالية تقدر بحوالي 7 مليارات ريال، وقد يرتفع هذا المبلغ إذا تم دعمه على أن يصل إلى 25٪، فإذا تم تطبيق مقترح وزارة التربية والتعليم ودعم الطالب ب5000 ريال وأقبل 25٪ من الطلاب على التعليم الأهلي أصبح الوفر 21 مليار ريال، بشرط أن يتم بشكل مقنن.
* مطلع العام الدراسي الجديد تم العمل بالتوجيه برفع مرتبات المعلمين والمعلمات في القطاع الخاص ما أبعاد هذا القرار وأهميته في قطاع التعليم الأهلي؟
- هذا قرار مهم جداً وقد طال انتظاره وسيؤدي إلى احترام أكثر لمهنة التعليم، فالمعلم أو المعلمة الذي كان يتسلم راتباً متدنياً في حدود 3 آلاف أو 4 آلاف ريال الآن سيستلم راتباً في حدود 6000 أو 7000 ريال وبالتالي فإن المعلم سيرى ان هذا المبلغ مورداً مالياً مناسباً وأن المدرسة لن تكون بالنسبة له محطة حتى ينتقل إلى المدرسة الحكومية كما كان يحدث سابقا ، حينما كان المعلم أو المعلمة يبحثان فقط عن شهادة الخدمة التي تساعدهما في الدخول إلى العمل في وزارة التربية والتعليم.. كذلك القرار سيؤدي بعد تطبيقه إلى زيادة الاقبال من المعلمات للعمل في المدارس الأهلية مما يساعد كذلك في اختيار الكفاءات الجيدة من المعلمات، الأمر الآخر وهو ما يتعلق بالنواحي الاقتصادية حيث ان هذه الزيادة ستزيد من دخل المعلم والمعلمة من ذوي الدخل المحدود أو الطبقة المتوسطة... وكما نعلم ان الدولة ممثلة في صندوق الموارد البشرية ستتكفل بمبلغ 2500 ريال والمتبقي ستدفعه المدارس، وبناء على ذلك عمدت بعض المدارس على زيادة رسومها حيث لدينا الآن زيادة في المصروفات بلغت 15 مليون ريال حتى نواكب هذه الزيادة إذ رفعنا رواتب المعلمين والمعلمات بأكثر من القرار الملكي حتى نستطيع ان نحافظ على المعلمين المتميزين، وغيرنا من المدارس فعلت ذلك. وسيرتفع دخل المعلمين في السنة إلى نصف مليار ريال وهذا المبلغ ستدفعه المدارس فقط اضافة إلى ما سيدفعه صندوق الموارد البشرية ليصل اجمالي ما ستصرفه المدارس الأهلية نحو مليار ونصف المليار ريال كرواتب للمعلمين والمعلمات في السنة.
* كم نسبة المعلمين والمعلمات كلاً على حدة من المواطنين والمواطنات في التعليم الأهلي؟
- في التعليم الأهلي هناك 35 ألف معلم معلمة وفي التعليم الحكومي والأهلي قرابة 500 ألف معلم ومعلمة، ويعد مجال التعليم هو أكبر جهاز لتوظيف السعوديين رجالاً ونساء وأكبر عدد للموظفين نجدهم في وزارة التربية والتعليم ونسبة السعوديين فقط في التعليم الأهلي قد تصل إلى 60٪ من المعلمين والمعلمات، أما نسبة السعوديات في مدارس البنات هي 95٪ لأن جميع وظائف التعليم الأهلي للبنات مسعودة أما نسبة المعلمين السعوديين في المدارس الأهلية فهي 35٪ تقريباً.
* لماذا تتفاوت النسبة ما بين المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية؟
- لأن عدد المعلمات كثير ولا تستطيع الوزارة استيعابهن بينما عدد المعلمين قليل جداً وتستوعبهم الوزارة، لأنك الآن لو بحثت عن معلمي فيزياء ورياضيات من السعوديين لن تجدهم، بينما تجد كل التخصصات متوفرة من المعلمات السعوديات.
* هل توجهكم لرفع مرتبات المعلمين سيزيد من استقرار المعلم والمعلمة في التعليم الأهلي؟
- بكل تأكيد ان زيادة مرتبات المعلمين والمعلمات في التعليم الأهلي سيعزز من استقرارهم وولائهم واهتمامهم بالحضور وعطائهم في الفصل لأنه يجد مردوداً وحافزاً يشجعه للعطاء، أما حينما يكون المردود المالي قليلاً فإن ذلك ينعكس سلباً على العملية التعليمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.