بادئ ذي بدء، أشكر أمانة جدّة على إنشائها لممشى حديث، وجميل، ويُعتبر بلا مجاملة أنموذجًا للمماشي على مستوى المملكة!. إنه الممشى الذي يقع على جزء من مجرى السيل، بين طريق المدينة غربًا ومشارف شارع الأمير سلطان (يرحمه الله)!. وهو بحق خدمة مميّزة، ولا يعيبه شيء سوى أنه يخدم - أكثر ما يخدم- جيرانه من سُكّان الأحياء الراقية!. أمّا سُكّان جدَة الآخرين، في الأحياء العادية، ممّن يجاورون الأجزاء الأخرى من مجرى السيل، فلا ممشى لهم مثله، ولا يحزنون!. لقد لفت نظري في بداية هذا الممشى لوحة ضخمة معلقة على عمود عملاق، وفيها دوّنت الأمانة نصيحة طبية للمشاة، أن يمشوا أول خمس دقائق ببطء، لتهيئة القلب والعضلات، ثم يمكن لهم بعدها المشي السريع، وهذا لسلامتهم، وهي نصيحة في محلها، وتثبت أنّ الأمانة تهتمّ بصحة سُكّان هذه الأحياء، فشكرًا لها مرة أخرى من الأعماق!. ولأنّ الأمانة هي أشبه بأمّ لجدّة، ولأنّ الأمّ قدوة، فإنني سأقتدي بها، وأنصح سُكّان جدة في الأحياء العادية التي لا تجد اهتمامًا بلديًا من الأمانة مثل الذي تلقاه الأحياء الراقية، والتي تمتلئ أغلب شوارعها بالحفر والمطبات، أن يمشوا بأرجلهم ويسوقوا سياراتهم عليها ببطء، ليس لتهيئة القلب والعضلات فقط، بل كذلك لتهيئة العظام والأعصاب والحواس الخمس وباقي أعضاء الجسم البشري وأجزاء السيارة المعدنية، وليس لأول خمس دقائق فقط بل لطيلة ممشاهم وسياقتهم، وهذا لسلامتهم هم وسياراتهم بسبب هذه الحفر والمطبّات، ولا داعي أصلاً حتى للسرعة النظامية تحت أي ظرف من الظروف، حتى تتفضّل الأمانة وتُجدّد شوارع أحيائهم، وتُلْزِم جهات الخدمات ألّا تعثوا في الشوارع تخريبًا، بصفتها المشرفة عليها والمنسقة بينها، وبما لها من سلطة رقابية ومحاسبة عليها، وبما أرجو أن يصل بشوارع الأحياء العادية لنفس المستوى، الذي هو عليه ممشى مجرى السيل! طيب، ماذا بقي من المقال كي يُقال؟. بقي الأهم، وهو أنه كما اتبع السُكّان نصيحة الأمانة الطبية بشأن كيفية المشي، فأتمنّى أن تتبع هي نصيحتهم، بأن توزع هي الخدمات البلدية، كلها لا المماشي فقط، بعدل وإنصاف بين الأحياء، وذلك هو الحق المُبين!. @T_algashgari [email protected]