حتى سنوات قليلة مضت، خلت مدينة جدة من الأماكن المخصصة لرياضة المشي، بيد أن السكان استعاضوا عن ذلك بالتجوال حول أسوار بعض المباني ذات المساحات الواسعة، التي كانت ملاذاً للنساء الحوامل لإنفاذ نصائح الأطباء في ممارسة المشي حتى أطلق على تلك الأماكن «أسوار الحوامل»، رغم أن مختلف الفئات والأعمار، كانت تيمم شطر تلك الأسوار، رجالاً، نساءً، شيباً، وشباباً. ولم تكن تلك الأسوار مواقع مهيأة أصلاً لممارسة المشي، سواء من باب الهواية أو وفقاً للوصفة الطبية، وخلت من أدنى حدود الصلاحية لذلك، غير أن أمانة محافظة جدة بادرت بالتقاط المبادرة في السنوات الأخيرة، وبدأت في تخصيص مواقع جديدة للمشي، بتصاميم حضارية جاذبة. وأوضح المتحدث الرسمي بأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن الأمانة جهزت أكثر من 50 ساحة بلدية خلال الفترة الماضية، وأنها تعمل على ممشى «أسوار الحوامل» وأي مكان يتوافر فيه إمكان تجهيزه كمكان لممارسة رياضة المشي، فإن الأمانة لا تتوانى على تنسيقه وتطويره. وقال ل «الحياة»: «إن هناك العشرات من المواقع التي تم تجهيزها، وأحدها ممشى «مجرى السيل» المحاذي لشارع التحلية، إذ إن هناك الكثير من المنشآت والساحات البلدية التي تم تزويدها بالكثير من التسهيلات الخاصة بالمشي، مع قواعد السلامة ومحطات الاستراحة لممارسي الرياضة». وحول وجود ممشى مجرى السيل وسط طريق رئيسي يعج بالسيارات المتحركة، أشار النهاري إلى أن المنشآت المثيلة في مختلف انحاء العالم تكون بهذه الطريقة، ولا ضرر من ذلك، ولا ضرورة لعزل الممشى ب «شبك» خاص، لأن من اشتراطات الممشى أن يكون مفتوحاً، وهناك حواجز بينه وبين الطريق، فرصيف المشي عال جداً، وأضاف «هذه المواقع غير مسموح فيها بالافتراش أو وجود الباعة، وحتى من يبيع الماء يعتبر مخالفاً. من جهتها، قالت نوف الصالحي وهي إحدى ممارسات رياضة المشي إن الاهتمام بالممشى وتنظيمه لتسهيل المشي فيه فتح شهيتها هي ووالدتها للمشي فيه يومياً، لاستنشاق الهواء الطلق، واتفق معها في الرأي أبو لولوه بقوله إنه تعود على ممارسة هذه الرياضة عقب وجبة العشاء يومياً مع أسرته، وقد شده الموقع لتنظيمه، مشيراً إلى تبرع البعض بوضع قوارير المياه مجاناً لممارسي المشي.