في بداية عام 2004 أعلنت أمانة جدة الانتهاء من تصميم مشروع لتحويل مجرى السيل الى مرافق ترفيهية وحدائق ومطاعم ليصبح متنفسا لسكان مدينة جدة. وقالت الأمانة حينها أي منذ اكثر من 7 سنوات ان المشروع يجمع بين الترفيه والتثقيف ويعكس حضارة جدة ، وانه في احد اجزاء مجرى السيل سيرى سكان جدة معارض للمستقبل ومجمعا للعروض الاليكترونية وقبة عرض سماوية ومقهى اطلقت عليه «حديقة الفاكهة» وآخر اسمه «حديقة الخضار « الى جانب متحف للحيوانات الصحراوية وحديقة للزهور والنباتات الصحراوية ونادي بولينج ومنطقة مخصصة للتزلج ومتحف للاحياء المائية .. وغيرها من المشاريع التي قيل وقتها انها ستحول مجرى السيل الطولي الى شارع يشبه «الشانزليزيه» في فرنسا. هذه هي الصورة الجميلة التي رسمتها «الأمانة» على الورق بالتعاون مع كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز .. الا انه بعد مرور 7 سنوات لم يتحول هذا الحلم الى حقيقة وظل اعلان «الأمانة» على الورق فقط لم يراوح مكانه بل مع الوقت تحول مجرى القناة الشمالية إلى مكب للنفايات العائمة في مياه الصرف الصحي. وعادت الأمانة مرة أخرى في العام 2008 ووعدت بردم القناة وإنشاء قناة صندوقية إسمنتية لحل مشكلة الصرف الصحي والمظهر غير الحضاري الذي كان موجودا من تجمع النفايات في القناة. وكشفت عن أنه سيتم إنشاء ممشى بمواصفات خاصة فوق القناة تعتمد على التدرج البيئي للمدينة من صحراوي شرقا إلى بيئة خضراء غربا مع القرب من البحر. واعلنت أنه سيقام على الممشى عدد من المطاعم والمتنزهات والأسواق الموسمية، مشيرة الى أن تكلفة المشروع ستفوق 300 مليون ريال على أن يتم الانتهاء منه خلال 18 شهرا بحلول منتصف عام 1430ه، لكن ما تم عمله فقط هو تغطية أجزاء من القناة وتحويلها من مكشوفة إلى صندوقية إسمنتية وبقاء أجزاء أخرى حتى اليوم مفتوحة، بالإضافة لبدء العمل في إنشاء ممشى على جزء من القناة غرب طريق المدينة بطول يبلغ 1800 متر. واقع مخيب للآمال بعد كل هذه السنوات جاء الواقع «مخيبا للآمال» حيث استغل بعض سائقي المعدات الثقيلة ووايتات المياه الوضع لإيقاف مركباتهم فوق القناة المردومة مع ما يثيره ذلك من غبار يتسبب في أضرار صحية لمن يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، بالإضافة لمنظر عام غير حضاري بسبب إلقاء المخلفات فيها حسب ما يقولون. «المدينة» التقت عددا من السكان والموظفين المشرفة بناياتهم على مجري السيل في المنطقة الواقعة ما بين شرق طريق المدينة غربا إلى تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع التحلية شرقا في أحياء الفيصلية والصفا واشتكوا من معاناتهم بسبب تلوث الجو بالإضافة لتلوث بصري وسمعي بسبب الإهمال الذي طال هذا الجزء من المجري إذ أصبح مكبًا لمخلفات البنايات وموقفا لوايتات التحلية التي تثير الأتربة والغبار وتؤذي المارة وسكان المنطقة ممن لديهم مشاكل تنفسية. وقال حسين محمد حسين وعمرو المفلحي وفواز العديني ان مجرى السيل اصبح موقفا للمعدات الثقيلة من بلدوزرات ورافعات ووايتات، ومكبا للإطارات القديمة والمخلفات تصدر روائح كريهة». وأضاف:»في الحقيقة المنظر العام غير حضاري نهائيا. واضافوا ان الأرضية تهبط في بعض الأماكن بسبب وقوف المعدات الثقيلة، وشكى من معاناته اليومية لا ضطراره لتنظيف سيارته يوميا نتيجة لكمية الغبار الكبيرة في المنطقة. الأمانة : مشاريع الكورنيش والبنية التحتية عطلت “مجرى السيل” ارجع وكيل أمين جدة للمشاريع والتعمير المهنس إبراهيم كتبخانة أسباب تأخر العمل في إنشاء ممشى على القناة الشمالية كما كان مخططا له منذ عدة سنوات إلى أولوية مشاريع الكورنيش ومشاريع البنية التحتية، موضحا أن الاعتمادات تركزت على تنفيذ مشاريع الكورنيش والجاري حاليًا العمل على أربعة منها (3 بالكورنيش الشمالي وواحد بالكورنيش الأوسط) مضيفا أنه سيتم طرح وتنفيذ باقي مشاريع تطوير الكورنيش تباعًا. واضاف أنه تم الانتهاء من تنفيذ 3 عقود لتغطية مجرى السيل الشمالي (تحويل القناة الشمالية المفتوحة إلى مجرى مغطى عن طريق تحويله إلى عبارات صندوقية) وذلك من (غرب شارع حائل) وحتى (سد أم الخير شرق طريق الحرمين)، بطول يبلغ حوالى (15 كم) وانتهى العمل في تلك المشاريع في عام 1432ه. وأوضح أن مشاريع تغطية مجرى السيل الشمالي المنتهية لا تتضمن إنشاء ممشى على مجرى السيل بعد تغطيته ولكن مشاريع الممشى منفصلة تم التخطيط لتنفيذها بعد الانتهاء من تغطية مجرى السيل استغلالاً للمساحات الناشئة بعد تغطيته، والتي استغلها بعض المخالفين مثل سائقي الشاحنات الكبيرة وآخرون يرمون المخلفات والدمارات في تلك المناطق مما دفع الأمانة لإعادة طرح استغلال تلك المساحات بتنفيذ ممرات مشاة جذابة وعملية تحتوي على مسطحات خضراء وجلسات وإنارة ديكورية بحيث تكون متنفسا لأهالي المدينة والأحياء المختلفة بها، وأشار إلى أنها ستكون على مراحل صغيرة حتى يمكن توفير اعتماداتها.