من هزم الاتحاد؟! ومن أضاع أسهل بطولة في تاريخ العميد؟! مباراة واحدة وتتويج رسمي رفيع، وكأس يدخل ضمن سجل الأولويات، من هزم الاتحاد قبل أن تبدأ المباراة؟ وصادق على الخسارة قبل صافرة الحكم وهيأ لها من قبل شهر، وسبق وأن ذكرت قبل نحو شهر أن ليالي العيد تبان من عصاريها، حذرنا ونالتنا هجمة مرتدة مبرمجة ومرتبة، كشفنا الحقائق في «المدينة» وبينا غالبية السلبيات، تكررت حدوتة «لا تصدقوهم»، ذكرنا أن الإعداد ضعيف وأن تعاقدات المحترفين مجرد ترقيع وتلييس، ومن قبل حددنا الشكاوى وتصاعدنا معها بالأرقام والأسماء حتى بلغت 34، والنفي مستمر واللا مصداقية متواصلة، وكان همنا الوحيد القارئ نمنحه المعلومة الصادقة والمساهمة في الحلول، وذكرنا في ذلك الحين أن الشمس لا تحجب بغربال، وحاولنا يوم أمس أن نساهم في الزخم المعنوي لعل وعسى، وعذراً للفتح الذي استحق اللقب عن جدارة بعد استعداد وإعداد ومهر للبطولة، ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح. أعود للسؤال من هزم الاتحاد؟ ببساطة حتى من شارك في الخسارة سيقول أنها الإدارة، ولكن أرى أنها ليست وحدها تتحمل الخسارة وإن كان لها النصيب الأكبر، فالإدارة الاتحادية أخطأت منذ زمن طويل ولم نصمت وتحدثنا عن تلك الأخطاء في عز الفرح بكأس الملك للأبطال، وغضب من غضب ولكنها الحقيقة المرة التي ظهر جزء منها أمس ولا زال للمسلسل الهزيل بقية. قبل أن نتحدث عن الإدارة لا بد أن نعتب على مجلس أعضاء الشرف الذي قام بدور سلبي وهو يتابع الخطأ تلو الآخر دون أن يحرك ساكناً.. أدرك جيداً أن النظام يمنح إدارة النادي دوراً أقوى من المجلس الشرفي، فالأول يحل الثاني، ولكن هناك وسائل تمكن المجلس الشرفي من التدخل وإيقاف نزيف الأخطاء، ولم يقم به وهذه مسؤوليته التي ينبغي أن يتحملها، وبالتالي فإن مجلس أعضاء الشرف له دوره. كل من دافع عن الإدارة الاتحادية ونافح عنها وحاول تصحيح أخطائها وهاجم كل ناقد صادق أمين وضلل جماهير العميد طوال الفترة الماضية وساعد الإدارة أن تنام في سباتها العميق له دور في الهزيمة والخسارة. صدقوني أنه سيخرج من يقول إن خسارة 3-2 عادية كما قالوا عن ال 34 شكوى وخطاب التحذير أنها معممة على كافة الأندية، وفي الواقع كرة القدم فوز وخسارة ولكن السلبيات والعشوائية وعدم العمل جميعها تندرج ضمن الإهمال الذي يؤدي للخسائر. تعالوا إلى فترة الإعداد.. أُقرت أن تبدأ متأخرة كآخر فريق، ثم أجلت إلى بداية شهر رمضان، وعندما انتقد المنصفون خرج علينا من يدافع ويقول إننا ارتأينا أن الفترة كافية، وأن هناك 7 لاعبين استعدوا في إسبانيا، وكأن الاستعدادات تكون بالقطعة والتجزئة، ولا شيء يفسر ذلك سوى العشوائية، والمباريات التجريبية كانت مع أضعف الفرق أحد والربيع والفيصلي ونجران، لفريق يبدأ الموسم ببطولة!! علماً بأن غالبية الفرق استعدت بالمشاركة في بطولات دولية ومنها الفتح غريم العميد في مواجهة الأمس الذي عسكر في ألمانيا وحقق بطولة الوحدة الإماراتي الدولية، والفرق كبير بين استعداد العميد والنموذجي.. وكل من تابع اللقاء أدرك من بداية الشوط الثاني أن الاتحاد لياقته نفدت والمخزون صفر وإصابات معن خضري ومختار فلاتة ومنصور شراحيلي برهنت على سوء الإعداد أما أحمد الفريدي فقد كان ضيف شرف في اللقاء.. سوء الإعداد هزم الاتحاد. قصة المحترفين التي تمت في الأيام الأخيرة وبطريقة «الترقيع والتلييس».. فبيانو منتهي الصلاحية «34 عاماً» حضر لينضم لفريق البناء الجديد، أتحدث عن الشباب محلياً والتخلص من الكبار ونتعاقد مع لاعب سنه «34» ووزنه ثلاثة أضعاف، ولاعبان آخران أحدهما أوقف بسبب المنشطات ومن أراد أن يعرف أكثر فليبحث في «جوجل» سيجد العجب العجاب في السيرة الذاتية، وجميع التعاقدات التي تمت في الأيام الأخيرة لذر الرماد في العيون، وبالمناسبة هذه الصفقات فقط شغلت الاتحاد وبعثرت تفكير المدرب في خططه وتشكيلته وحتى اللحظات الأخيرة لم يعرف بمن سيلعب، وبالتالي شوشت عليه الإدارة وكان ذلك أحد أسباب الهزيمة علماً أن المحترفين الذين وصلوا في الوقت الضائع ولم يتدربوا ولم ينسجموا مع الفريق وبالتالي لو شاركوا لن يضيفوا شيئاً. القصة الجديدة التي خرج بها رئيس النادي الباش مهندس محمد فايز بعد الخسارة وهو يتوعد ويهدد اللاعبين الذين لم يسحبوا شكاويهم بأنه سيفضحهم.. لماذا السعي لتحوير الموضوع لاتجاه آخر؟ للاعبين حقوقهم.. تنازلوا مرة ومرتين.. ولم يجدوا وفاء، وشاهدوا وتابعوا كيف اغتيل الوفاء في الاتحاد، وأعتقد أن تأمين رزق أبنائهم هي أول أولوياتهم، ولاعبون تحولوا للسلف للإنفاق على أسرهم لن يلومهم أحد، ومحاولة رمي الأخطاء عليهم مكشوفة ولن تتقبلها جماهير العميد، وعلى رئيس الاتحاد أن يشكر اللاعبين على وقفاتهم المتواصلة بدلاً من تهديدهم والتوعد بفضحهم، ونتيجة 3-2 جاءت من إخلاص اللاعبين واحتراقهم من أجل الشعار وتفاعل الجهاز الفني معهم وتأديته لدوره على أكمل وجه رغم الخسارة وكذلك تلك الوقفة المعهودة من جماهير الاتحاد الوفية. فوضى معسكر مكة أتساءل أيضاً كيف يفوز فريق وصل إلى مكة بالباص بعد منتصف الليل، ثم تناول العشاء واتجه اللاعبون للنوم في الثانية فجراً.. أقول هذا الكلام وفق معلومات مؤكدة، أما عبد الرحمن الغامدي وطلال العبسي فقد وصلا بعد الفجر، عقب أن عادا من معسكر المنتخب الأولمبي في البحرين، وهذا كله يؤكد على الفوضى التي دخل بها الاتحاد المباراة، وهل عبد الرحمن الغامدي هو ميسي ليحضر فجراً ويشارك مساءً، ولن أنتقص الغامدي فهو لاعب مميز ينتظره مستقبل كبير والخطأ ليس مسؤوليته، ولكن لا يوجد من يقوم بالحزم والربط ويضبط الأمور داخل الفريق، لأن لزوم «الشو» تستلزم إبعاد الإداريين. خلاصة القول ان الإدارة الاتحادية ليست وحدها من يتحمل الخسارة وإن كان لها الجزء الأكبر، فهي تورطت وورطت الاتحاد، فمن لا يملك المال والفكر الإداري والخبرة عليه أن يفكر في حل قد يكون بالنسبة له بطولة وللاتحاد إنقاذ.