خروج متوقع للاتحاد من دوري أبطال آسيا، بعد تلقيه الخسارة الثالثة على التوالي، اثنتان من تشونبوك، وقبلهما واحدة من سيؤول، ممّا يعني أن الخروج ترجمة طبيعية للتراجع الفني في أداء الفريق. عندما نقول متوقع؛ لأن الاتحاد خسر الجولة منذ مباراة الذهاب، حينما هُزم على أرضه، ووسط جماهيره بنتيجة 3/2، ولا جدال أن أحداث مباراة الأمس أجهضت كل الآمال الاتحادية، وهي تتمثل في الطرد المبكر الذي تلقاه اللاعب نايف هزازي، وكانت ضربة مؤلمة للفريق، وهو يخوض مهمّة صعبة، ممّا عقّد الأمور لدرجة كبرى، وكنا قد أشرنا قبل اللقاء إلى أن المباريات الحاسمة لا تُحسم بالذكريات، والعيش على أطلال الماضي، وكم كان حديث مدرب تشونبوك «تشوي» واضحًا وهو يردد: لسنا سيونغنام، ونحن نقول: الزمان ليس الزمان، وإن توحد المكان. عمومًا الاتحاد خسر، وديمتري أخطأ في كافة المباريات الأخيرة، ومن وجهة نظري أن خطأه الأكبر يتمثل في سوء توظيف اللاعبين، فقد أفقد ويندل ميزته، عندما غيّر خانته، ومن قبله نور، ومن بعدهما باولو جورج، بالإضافة إلى سوء تعامله مع مجريات المباراة، وإجراء التغييرات، فضلاً عن عصبيته، واختلاقه للمشكلات مؤخرًا، ومع هذا لستُ مع إقالته الفورية، حتى لا يندب الاتحاديون حظهم، وتكون العبارة خدعوك فقالوا «غيّر كل شيء»، ليتكرر أمام أعيننا السقوط العجيب في عام 2009م، عندما خسر النهائي أمام بوهانج الكوري، ثم تبعه خسارة كل شيء، وليبقى ديمتري فترة زمنية حفاظًا على الاستقرار مع مغادرة فورية لمساعده حسن خليفة الذي يتحمّل جزءًا كبيرًا من التخبطات الفنية للفريق، ومن الضروري ترك ديمتري العناصر التي يتوكأ عليها، ويتشاور معها؛ ليخرج بالخلطة الخاسرة، وسؤالي: كيف يدرب الاتحاد، ويتحكم في أموره الفنية مَن لم ينجح في تدريب الربيع؟! مع تأكيدنا على تقديرنا لاجتهادات إدارة اللواء محمد بن داخل، وضرورة تعاملها مع الخسارة الحالية. في يقيني أن الاتحاد يخسر في البطولات الآسيوية، ومعها الفرق السعودية الأخرى لأن هناك فارقًا نوعيًّا بين المحترفين الأجانب الذين يجلبهم الاتحاديون، وبقية أنديتنا العزيزة عن المحترفين الذين يتعاقد معهم الكوريون واليابانيون والقطريون، فهم يصنعون الفارق، أمّا محترفونا كمالة العدد من عينة فهد العنزي، وباولو جورج، وعبد الملك زياييه، فلن يصنعوا فارقًا، ولن يحصدوا بطولة خارجية، فعندما كان يتعاقد الاتحاد في عهد منصور البلوي مع محمد كالون، وتشيكو، وجوب، فتلك الأسماء اللامعة كان يعتلي بمساعدتها قمة القارة عن جدارة، وبقي الإشارة إلى أن ويندل لاعب كبير، وله قيمة فنية، ولكن توظيفه خاطئ 100%. تجاوز النكسة يحتاج إلى وقفة صادقة، وخبرة إدارية، وقرارات متأنية، ولكنها ضرورية، والتعامل بحذر مع الآراء المتسلطة التي تهدم ولا تبني. وكل بطولة آسيوية والأندية السعودية بألف خير حتى تدرك النواقص، وتتهيأ للمقارعة الفعلية.