لم ينجح المدافع إبراهيم هزازي حتى الآن في استثمار الفرصة التي منحت له من قبل ناديه الحالي الاتحاد بعد أن نسقه ناديه السابق الأهلي بسبب تصرفاته الخارجة عن النص، فبعد أن بدأ مع العميد متغيرا منضبطا بعض الشيء، عاد إلى ممارسة هوايته المصاحبة لكرة القدم، وهي تقوية علاقته مع البطاقات الملونة واتساع الشقة بينه وبين ضبط النفس، وتفننه في الظهور بتصرفات غير مقبولة في غالبية المباريات المهمة. "الوطن" وقفت على آراء مختلفة لتشخيص حالة اللاعب وكيفية علاجها.. تشخيص اختصاصي أرجع عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد السابق، الطبيب النفسي الدكتور حاتم الغامدي، الحالة الانفعالية للاعب إبراهيم هزازي في معظم مباريات فريقه المهمة، إلى الإحباط والتوتر الذي يعيشه حينما يشعر بأنه لم يقدم المستوى المأمول منه في تلك المواجهات، ويخشى أن يكون عرضة للانتقادات اللاذعة من قبل جماهير ناديه ومتتبعي المنافسات المحلية. وقال الغامدي "حللت حالة هزازي من خلال متابعتي له في مباريات كثيرة، خاصة تلك التي يخرج فيها "عن النص"، حيث يلمس الجميع بوضوح، غيابه التام عن مستواه خلال دقائق منها، وهو وضع يشعر به شخصياً كلاعب فيفقده تركيزه في الملعب ويدخله في حالة إحباط وتوتر ينتج عنهما تصرفات غير مسؤولة، كما حدث في مباريات عديدة آخرها أمام الهلال في دوري زين". وأضاف "وعلى عكس ذلك تماما، لا نشاهد إقدامه على مثل تلك التصرفات عندما يظهر أداءه الطبيعي والمعروف عنه". ولم يخف الغامدي أن هزازي كلاعب "يمتلك إمكانات مميزة في مركز الظهير الأيمن، وهو أمر يتفق عليه الجميع حتى عندما كان يلعب لفريقه السابق الأهلي"، مستدركا أن "عدم سيطرته على أعصابه يعد عيبا كبيرا، كثيرا ما يكلف فريقه خسارة مباريات مهمة". واعتبر الغامدي أن تجاوز هزازي لهذه المشكلة النفسية ممكن، وبالتالي عودته إلى الملاعب دون أن يكون هناك أي مخاوف من تكرار تلك التصرفات، مشدداً على أن وضعية اللاعب "ليست حالة ميئوس منها، فهو كلاعب أول من يقر بخطئه، بل ويبادر إلى الاعتذار عما بدر منه من تصرفات، كما فعل سابقا مع لاعب الأهلي منصور الحربي ومؤخراً مع لاعب الهلال عبدالله الزوري"، مبيناً أن هذه المبادرات من قبل اللاعب تعد "نقطة إيجابية في طريق العلاج"، موضحا أن ذلك "لابد أن يكون عبر تدريبات خاصة على يد طبيب نفسي متخصص"، مؤكدا أن هزازي "لن يحتاج إلى وقت طويل لتجاوز هذه المعضلة والعودة بصورة أفضل فنياً وانضباطياً، ومع ذلك يحتاج هذا الأمر إلى أن يبدي الجميع من حوله ثقتهم في قدرته على تحقيق تلك العودة المثالية التي يأملها محبوه". ونصح الدكتور الغامدي، هزازي بأهمية الاستفادة من فترة العقوبة التي فرضتها عليه الإدارة الاتحادية أخيراً بإبعاده عن المشاركة مع الفريق الكروي الأول، واستغلالها في معالجة هذه النقطة السلبية التي يعاني منها وبالتالي عودته أكثر تألقاً، مختتماً بالإشارة إلى أن "الطريق ما زال طويلاً أمام هزازي في المستطيل الأخضر لتقديم أفضل المستويات". رأي إداري وللوقوف على حالات اللاعب المتكررة من جانب آخر، وقفت "الوطن" على رأي مدير الكرة السابق بنادي الاتحاد الدكتور محمد السليمان الذي شهدت فترته، التعاقد مع هزازي، وقال "هزازي كان منضبطا إداريا وفنيا عند حضوره للفريق منتصف الموسم الماضي عقب تنسيقه من الأهلي رغبة منه في تغيير الصورة لدى الجماهير بصفة عامة، وتأكيد بأنه قادر على تقديم أفضل المستويات خلاف الاعتقاد السائد حوله بعد تركه لناديه السابق". وأضاف" كنت كثيرا ما أجلس معه قبل المباريات وأجد منه الاستماع الجيد والتنفيذ لما يطلب منه داخل الملعب وخارجه، لكنني أعتقد أن ما بدر منه في الموسم الحالي من تصرفات خارجة عن النص في عدد من المباريات، يعود إلى الضغوط التي يتعرض لها، وهي ذات الضغوط التي يتعرض إليها الفريق بأكمله من حيث عدم الاستقرار الفني أو الإداري، وما عنيته بعدم الاستقرار الفني هو سلسلة النتائج غير المرضية التي يقدمها الفريق والتي فجرت غضب الجمهور، ما قاده إلى زيادة الضغوط على اللاعبين وعلى الجانب الإداري". وأضاف "حسب علمي فإن لمعظم اللاعبين مطالبات مالية لدى الإدارة، وهذا له دور كبير في التأثير على نفسية كل منهم، فعندما يكون اللاعب مشتت التركيز منشغلا بأمور أخرى كمستحقاته، فلن يعطي المأمول منه". وتابع "ما ذكرته ليس تبريرا لما يفعله هزازي، وأنا أصنف إبراهيم بأنه من نوعية الذين لا يستطيعون العمل تحت الضغط الشديد، لذلك يفقد أعصابه ويتصرف بشكل غير مقبول على الرغم من أنه يملك إمكانات مميزة، الجميع يتفق عليها". وأكد الدكتور السليمان "هزازي قادر على مواصلة الركض بنجاح متى سعى بقوة إلى ضبط أعصابه وتجاوز ما عليه من ملاحظات وحظي بوقفة إدارية وفنية". رأي فني أما المدرب الوطني عبدالله غراب الذي شهد تعاقد الاتحاد مع اللاعب أثناء عمله مساعدا للمدرب السلوفيني ماتياج كيك، فقال عن هزازي "يعد أفضل لاعب ظهير أيمن في نادي الاتحاد حاليا على الصعيد الفني، وعندما تم التعاقد معه كان هناك تخوف من مواقفه السابقة في الأهلي، لكن اللاعب تعهد بأن يظهر بشكل مغاير، خصوصا أنه حظي بدعم كبير من عدد من اللاعبين في الفريق للتعاقد معه، مؤكدين حاجتهم إلى تواجده معهم كلاعب مميز، وبالفعل تم التعاقد معه وقدم مستويات مميزة فنيا وظهر منضبطا حتى أصبح عنصرا أساسيا في الفريق، لكن في الموسم الحالي عاد إلى ممارسة بعض التصرفات غير المبررة". وأضاف "كمدرب عندما أجهز لوضع قائمة الفريق التي ستشارك في أي مواجهة، أفكر مائة مرة قبل أن أدفع بلاعب قد يكلفني الكثير من خلال تصرف خارج عن النص حتى وإن كان الأفضل بين منافسيه على المركز". وأكد الغراب "على الرغم من تصرفات هزازي، إلا أنه يظل من اللاعبين الجيدين فنيا ويتمتعون بروح قتالية داخل الملعب وهو ما سيساعد في إعادة تأهيله". وتمنى ألا يكون القرار الأخير الذي صدر بحقه من إدارة نادي الاتحاد، نقطة نهاية في تاريخه الرياضي، وأن يشاهده مستقبلا في الاتحاد أو حتى في غيره من الأندية أكثر انضباطا وتوهجا.