يوم حزين للكرة السعودية وحلم كبير تبخر الأربعاء الماضي، فبعد الأماني العريضة بأن يكون النهائي سعوديا سعوديا، صدمنا بالخروج من الآسيوية صفر اليدين.. بدأها الشباب ظهراً وأكملها الهلال ليلاً، ونعترف دوماً أن هذه هي فلسفة كرة القدم فوز وخسارة، وعلينا أن نتقبل الخسارة، ويجب أن نقتنع أن سيونجنام كان أفضل فنياً من الشباب، وزاد الطين بلة فوساتي بأخطائه، ولا أعرف سبباً ولا مبرراً لإبقاء النجم الموهوب عبده عطيف حبيس دكة الاحتياط حتى آخر 10 دقائق من عمر المباراة، أما الهلال فقد تفوق عليه ذوب آهان فنياًونفسيا وروحا وحرصا على الفوز، فالزعيم استسلم بعد الهدف، ومن البداية ظهر متواضعاً ولم يكن الفريق المؤهل لبلوغ النهائي، فالوصول للنهائيات وتحقيق البطولات لايأتي بالأماني والكلام، وفي يقيني أن الهلاليين أخطأوا في تأجيل مبارياتهم المحلية، فالفريق أصابته حالة من الاسترخاء والبرود والتكلس، فظهر هشاً متواضعاً فتلقى الخسارة، أضف إلى ذلك حالة التشتيت التي حذرنا منها جيريتس وقصته الطويلة بين الهلال ومنتخب المغرب.. بين النفي والإثبات.. روايات وحكايات، وانشغال عن الفريق، ولم يبق شيئاً إلا وتداوله الهلاليون في عز الاستعداد، آخرها من ردد لا نحتاج لجماهير الأندية الأخرى لمؤازرتنا. كل تلك الأمور كان لها تأثير سلبي، والمحصلة طبيعية بالخروج المحزن. الاستقالة.. الخسارة ليس مدحاً ومحاولة للثناء، ولكنها حقيقة يجب أن تقال، متى تمسك سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد باستقالته وترك الهلال فإنها خسارة ليس للهلال فحسب، بل للوسط الرياضي، فهو حضر بأخلاق حميدة، وجاء ليرسخ مفهوم التنافس الشريف، و كان صادقاً في تصريحاته في تناوله للقضايا والأحداث. الأمير الشاعر رئيس بكل المواصفات، خسارة بطولة حتى وإن كانت الطريق للعالمية لا تعني المغادرة، فليته يتراجع ليبقى ويستمر ليساهم في التطوير، فالتنافس الرياضي الشريف يحتاج أمثاله. لا جديد في العميد في غمرة الأحزان الشبابية والهلالية كان الاتحاد يصدم جماهيره محلياً بأداء متواضع ومستوى باهت واستمرار للتراجع، تخبطات وعشوائية، والأسوأ هي الفوقية، ما تطرقنا له قبل بداية الموسم ومن اليوم الأول لإعلان رغبة الاتحاد في التعاقد مع مانويل جوزيه ها هو يتجسد واقعاً أمام الجميع.. مدرب كبر في السن، وأسلوبه حاد، والواضح أن هناك فجوة بينه وبين لاعبيه، ولن ينفع الترقيع والتلييس والتضليل، فالفريق يسير نحو نفق مظلم، والأمر لا يحتاج إلى مكابرة.. بصيص الأمل أجده في تحركات رئيس النادي إبراهيم علوان، فهو مناط أن يتحمل مسؤوليته كاملة، والتاريخ لا يرحم، فطالما تبوأ الكرسي الساخن لا بد أن يتحمل، وهو أهل للمسؤولية.. الطبطبة لن تفيد، والمعالجات لا بد أن تتم وبمشرط جراح، فالإخفاق الفني واضح، وتغيير الجلد مطلوب، والدماء الشابة تمنح الفريق الحيوية، لكن ليس من عينة عمر سلطان وعبد العزيز الصبياني، فالأول نموذج في الأنانية، ومن لا يرفع رأسه لن يرى لكي يمرر أو يسجل والثاني أخذ عشرات الفرص ولا جدوى منه. تذكروا حديث جوزيه في أول مؤتمر بعد تعاقده مع الاتحاد، حيث قال سأصل للمرمى بأقصر الطرق، ووجدناه يصله من أصعبها أو لا يصل أصلاً، لأن الفريق بلا هوية.. لف ودوران وعشرات التمريرات للخلف، وغالبية الأهداف تأتي بلا تكتيك. تصريح جوزيه عاتبنا البعض ونحو ننشر في «المدينة» عن إلغاء عقد عبد الملك زياية وعن مفاوضات مع اللاعب البرازيلي إلكسندر، ثم جاء حديث المدرب ليتحدث عن دعم الفريق في أول فترة انتقالات ، مشكلة بعض الإداريين نفي كل ما هو صحيح، وبعض الإعلاميين مارسوا التشجيع وفقدان المهنية، وسنبقى كما نحن التزامنا مع قارئنا نقدم له المعلومة متى وجدناها وتأكدنا منها، فالتزام الصحيفة الأدبي مع القارئ. أما عبارة «الوقت غير مناسب لهذا الخبر» فهذا الأمر ليس له صلة في الإعلام الصادق الذي يبحث عن المعلومات ليقدمها طازجة كما هي. ومن حديث جوزيه أنه لن يستعين باللاعبين الصغار العائدين من منتخب الشباب لأنه لم يراهم ، والواقع يقول إن اللاعب المميز مكانه الفريق الأول مهما كان عمره صغيراً أو كبيراً متى سمح النظام بمشاركته، عدا ذلك لا يوجد عائق. خلاصة القول إن الاتحاد يحتاج إلى وقفة صادقة لوضع حد للتراجع المخيف.