تشهد استراحات المدينةالمنورة في هذه الأيام ارتفاعًا ملحوظًا فى أسعارها في توجه وصفه المتابعون ب»بالاستغلالي» من قبل ملاك ومستثمرين نتيجة تزايد طلب العوائل والشباب عليها لقضاء أوقات فراغهم وإقامة المناسبات الخاصة. وعزا مواطنون الغلاء لموسم الإجازة، وقبل شهر رمضان الذي يقل فيه الإقبال على تلك المواقع. واستغرب محمد الحربي مشهد الارتفاع الكبير والمبالغ في إيجار الاستراحات بخلاف السنوات الماضية، حيث طالب بتدخل الجهات المعنية للحد من هذا الاستغلال والتلاعب الواضح في أسعارها مقارنة بالإمكانيات المتوفرة بها، مضيفًا أنه من الملاحظ ارتفاع درجات الحرارة في هذا الصيف، حيث أصبح الكثير يعانون من هذا الارتفاع بالتزامن مع ارتفاع أسعار هذه الاستراحات، بعد أن رفع بعض الملاك الأسعار في استغلال واضح لكثرة الطلب. ووصف بندر الصاعدي هذه الأسعار بالمبالغ فيها، حيث قال إن أسعارها في الفترة الحالية تتراوح بين 1500 إلى 3000 لليلة الواحدة، في ظل تجاهل تنظيمها. وقال عبدالعزيز الجبهان: الكثير من أهالي المدينة في هذه الأيام يقومون باستئجار الاستراحات بما يسمّى ب»الشعبنة»، وذلك لتوديع شهر شعبان، واستقبال شهر رمضان، فهي عادة متوارثة منذ القدم عند أهالي المدينة كنوع من الترفية عن أسرهم وأبنائهم، فيما يقوم أصحاب الاستراحات في هذه الفترة في زيادة أسعارها وذلك لمعرفتهم بهذه العادة. ويقول المواطن إبراهيم محمد أن جشع بعض الملاك أدى إلى ارتفاع الأسعار في هذه الفترة التي تكثر فيها الرحلات العائلة بمناسبة الإجازة، مستغلين إقبال المواطنين نظرًا لمحدودية أماكن الترفيه وأنها المتنفس للعوائل والشباب للترويح عن أنفسهم. أما المواطن يوسف الشهري فقد عبر عن صدمته من الارتفاع المبالغ فيه والذي لم يقتصر على الاستراحات الفخمة أو الكبيرة فقط، بل إنه طال القديمة والصغيرة وذلك بسبب الإجازة الصيفية وقلة الأماكن المناسبة للتنزه العائلي في المدينة. من جانبه أرجع موسى الحامد أحد ملاك الاستراحات إلى أن هذه الأيام يعد موسم حصاد لأصحاب هذه الاستراحات بعد فترة الكساد التي عاشوها في الأشهر الماضية، مضيفًا أنه لم يتبقَ سوى أيام ويهل علينا شهر رمضان المبارك، وهذا بدوره سيقلل الطلب عليها بنسبة كبيرة، مبينًا أن الأسعار تتفاوت بحسب توفر الخدمات التي تشمل الملاعب الرياضية والمسابح والغرف الفاخرة. وأكد أحد خبراء العقار أن كثير من المستثمرين يقومون باستئجار هذه الاستراحات لسنوات طويلة بمبالغ تصل إلى المئة ألف ريال سنويًا، حيث يقوم هذه المستثمر بإعادة تجديدها من ترميم وتأثيث، وفي هذه الحالة يجد نفسه مضطر إلى رفع قيمة عقد الإيجار ليعوض ما قد خسره من دفع قيمتها والتحسينات التي قام بها. من جانبه أستغرب عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري بأن قضاء ليلة واحدة في هذه الاستراحات أغلى من ليلة بفندق خمس نجوم مطل على المسجد النبوي، معتبرًا بأنها دلالة واضحة على أن هذه الأسعار ليست حقيقية وأنها أكبر مؤشر لافتقار المدينةالمنورة للمشروعات الترفيهية والتراثية والملاعب المائية والتي إن وجدت فسوف يقل الإقبال بشكل كبير على هذه الاستراحات لوجود البديل، مشيرًا في الوقت نفسه بأن الاستثمار في الاستراحات لا تتبع لأي جهة, وأنها من حيث الجدوى الاقتصادية غير مربحة ونسبت الخسارة فيها وارده بدرجة كبيرة. وقال الأنصاري: إنه من الضروري إيجاد آلية عمل محددة وأن تخضع هذه الاستراحات لأجهزة رقابية ليتم تحديد أسعارها وفق معايير وتصنيفات للتأكد من مدى جودة ومستوى الخدمات الموجودة بها، فوجود هذا التصنيف هو من سيحدد الأسعار والتي هي بالأساس نقطة غائبة عن مجتمعنا. المزيد من الصور :