اشتكى مواطنون في الطائف من الارتفاعات غير المبررة لايجارات الاستراحات التي يكثر عليها الطلب في العيد مما أدى إلى زيادة إيجاراتها بنسبة 200% بحجة تعويض أيام الركود خلال أيام السنة والتي يقل فيها الطلب مما يضطر المستثمرون الى التأجير بأسعار منخفضة حتى لا يتعرضون لخسائر. وطالب البعض بضرورة تصنيف الاستراحات وتحديد اسعارها كما هو حاصل في قطاع الإيواء. من جانبهم برر المستثمرون هذه الارتفاعات بتعويض المبالغ الكبيرة التي استثمروها في تلك المشروعات وتطور خدماتها مما كلفهم مبالغ كبيرة لا يستطيعون تعويضها إلا في مواسم الأعياد التي يكثر فيها الطلب. وقال المواطن سليمان الحارثي: اعتادت عائلتي في أيام العيد الخروج مع عدد من العوائل إلى إحدى الاستراحات المتفرقة على أطراف المدينة، رغم الارتفاع الكبير في الاسعار الذي يصل الى 2500 ريال لليلة الواحدة و 7500 ريال لثلاث ليال وهي مبالغ عالية جدا، حيث لا تتعدى إيجارات هذه الاستراحات 700 ريال في غير الاعياد. وطالب الحارثي بتصنيف الاستراحات وتحديد اسعارها حسب مستوياتها مقارنة بالفنادق والشقق المفروشة، مشيرا الى ان العائلات تتكبد هذه الزيادة لعدم وجود بدائل امامها، لعدم صلاحية المنازل للاجتماعات العائلية في الاعياد بسبب ضيقها. وأبدى المواطن عبدالله العمري احد سكان الطائف استغرابه من ارتفاع الاسعار، حيث إن تلك الاسعار لا نسمع عنها غير في المواسم، وهي بالطبع أسعار مبالغ فيها، ففي الأيام العادية لا يزيد سعر الإيجار اليومي لتلك الاستراحات عن 400 أو 500 ريال ويشكو المواطن فواز الشيباني من استغلال ملاك الاستراحات لموسم العيد بأسعارهم الفلكية، مشيرا الى أنه اتجه إلى استراحة اعتاد على استئجارها طوال العام، لكنه فوجئ بأن ايجارها قفز من 700 ريال إلى 3 آلاف ريال. ويشير المواطن محمد النفيعي الى انه كلما اقتربت الاستراحة عن المدينة ارتفع السعر، فهناك استراحات تبعد ما يقارب 40 كيلو يصل سعر إيجارها في العيد إلى 1500 ريال لليلة الواحدة، أما الاستراحات القريبة فإن المستأجر لا يقابله عند السؤال عنها غير إجابتين، الأولى محجوزة، والثانية السعر 3000 ريال. من جانبه أوضح المستثمر عواض العتيبي أن الاستراحات نوع من أنواع الاستثمار الخدمي، كما هو حال قصور الأفراح التي تتجاوز ايجارات بعضها 30 ألف ريال في حين لا يتجاوز البعض الآخر 12 ألف ريال، فالخيارات موجودة امام المستهلكين، واسعار الاستراحات متفاوتة حسب قربها وبعدها عن المدينة. واضاف أن أصحاب الاستراحات اشتروا الاراضي بمبالغ عالية ونفذوا عليها مشروعاتهم مما كلفهم مبالغ كبيرة، كما انهم ينظرون للأعياد كموسم تعويض عن بقية ايام السنة التي يقل فيها الطلب. ويشير المستثمر جمعان الزهراني الى ان عيد الفطر يشكل فرصة كبيرة لاصحاب الاستراحات، حيث يزيد الطلب بداية من النصف الثاني من شهر رمضان، ويتجه غالبية المستأجرين إلى الحجز المبكر، وهذا يعوض المستثمرين عن فترات الركود. من جانبه أكد رئيس اللجنة العقارية في غرفة تجارة الطائف احمد ناصر العبيكان تنامي الإقبال على الاستراحات بكافة مستوياتها بعد تحسن مستوياتها واضافة العديد من الخدمات التي لم تكن متوفرة في السابق، وهذا ما جعل الايجارات ترتفع في مواسم الاعياد وغيرها من المواسم، مشيرا الى أن المستثمرين يحاولون تعويض بعض خسائرهم خلال العام من دخل الأعياد.