مقالان كتبهما صديقان عزيزان هما الصديق الكريم السيد عبدالله الجفري – رحمه الله – في عكاظ بعنوان: "خسارة الوطن في الصويغ!؟" في 22/مارس/2008، والآخر كتبه في هذه الصحيفة مؤخراً الصديق الكريم عبدالله فراج الشريف، في 10/يونيو/2013، بعنوان: "فرع وزارة الخارجية وفترة مضيئة"، ضمناهما من حلو الحديث عن شخصي ما لا يمكن أن أفي صاحبيهما جميلهما وكرمهما، وقبلهما ومعهما ما كتبه أصدقاء آخرون، وما أقيم من حفلات تكريم وكلمات جميلة ومجاملات سمعتها من أصدقاء أعرفهم، ومن أناس لا أعرفهم غمروني بها بعد تركي الخدمة في الدولة بعد ما يتجاوز أربعين عاماً من العمل بدأتها في التدريس في الجامعة، مروراً بالعمل في وزارة الإعلام فالخارجية، فمجلس الشورى، وانتهاء بتشرفي بالعمل سفيراً للمملكة في كندا. *** لاشك إنه شعور جميل أن تُدرك أن هناك من يحمل لك طيب المشاعر، ويعترف بأنك مررت على هذا المكان أو ذاك فأضفت جميلاً إلى ما فيه من جمال. لكن المؤلم هو أن يشعر الشخص، بعد أن يكون قد بذل جهداً على قدر الاستطاعة، بأن هناك من يحاول تشويه تاريخه وتجريده من كل شئ ظلماً وعدواناً. مثل هذا الشعور هو ما دعاني إلى كتابة هذا المقال بعد أن قرأت في صفحة الفيس بوك لأحد الأصدقاء من كبار موظفي الدولة سابقاً ما أصابني بكثير من الألم والامتعاض. فقد كانت كلماته تقطر ألماً يشرح فيها لأصدقائه لماذا ابتعد عنهم، بعد أن لامه بعضهم على مقاطعته لهم وعدم الرد على رسائلهم .. فجاءت كلماته صعبة ظهر فيها جلياً معنى "قهر الرجال" التي نستخدمها للتعبير عن عظم الإساءة، خاصة عندما تصدر من أناس تحمل لهم المودة والتقدير. *** ولن أذكر هنا اسم هذا الصديق العزيز، لكنني أعرض كلماته عبرة لما يمكن أن تفعل كلمة، حتى ولو قيلت دون قصد، على متلقيها. يقول صاحبنا: [[لقد صدمت فى أشخاص كنت أعتقد أنهم من أقرب الناس، سامحتهم فى مرات سابقة وحينما يصدم المرء فى ظلم ""وظلم ذوى القربى أشد مرارة ... على النفس من وقع الحسام المهند"، فانه يصدم ويعيد حساباته، لقد قرأت ما اختارته لنا الابنة الغالية (.........) لبعض شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة فوجدته ينطبق على ما فى نفسى: "لان التسامح نقطة ضعفى ** فما زلت تحظى بودى ولطفى وما زلت تطعننى كل يوم ** فلا يتصدى لطعنك سيفى" لقد أسئ لى بالتجاهل وعدم الاحترام ،ولم يقف الأمر عند ذلك بل اتهمت فى أمر لم يحدث منى أو من الناس المقربين لى، كانت طعنة فى الظهر وفى القلب وللأسف لم يتم الالتزام بما أمرنا الله جلت قدرته بالتيقن من الأنباء التى ترد إلينا {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} .. الآية. وأتذكر قول الشاعر مالك بن فهد الأوسى التى يقول فيها: "أعلمه الرماية كل يوم ** فلما اشتد ساعده رمانى// وكم علمته نظم القوافى ** فلما قال قافية هجانى" ولا أدعو عليه بشل يديه كما قال الشاعر: "فلا ظفرت يداه حين يرمى** وشلت منه حاملة البنان"، ولكننى أقول هذا فراق بينى وبينك، وسوف نقف أمام الملك القادر العادل ليحكم بين العباد وهو خير الحاكمين. وهنا اقرأ للابنة الغالية (......): "الإنسان إذا سلم قلبه من الحقد على الناس وسلم لسانه من الخوض فى أعراضهم والذم فى خلقهم كان أدعى أن يوفق إلى حسن الخاتمة".]] *** وأنهي هنا بما خطه يراع الصديق السيد عبدالله الجفري – رحمه الله – في نهاية مقاله الذي ذكرته عاليه: "يقول مبدع كتاب (خواتم): نحن ضحايا الزمن (وأقول مصححاً هذا المعنى من التجربة): بل نحن ضحايا الناس .. ونعرف أيضاً أننا من دون الاثنين معاً «الزمن والناس» نغدو أثقل من أن نحتمل أنفسنا، فكيف ببعضنا البعض!!". * نافذة صغيرة: [[متى أرى الحق في أجوائنا: علماً يحوطه العزم، والإيمان، والشمم متى أرانا وما يعلو لباطلٍ : صوت، ولا تستوي في أرضنا: قدم؟!]] الشاعر محمد حسن فقي [email protected]