عدت سعيدة جدا وأنا ابنة ال 19 عاما أحمل روايات وكتبا للأديب الأستاذ عبد الله الجفري عليها إهداءات من نوع: "إلى كاتبة المستقبل آنو مع تمنياتي بالخير" "إلى الإبنة البار للقم" "اقرئي كثيرا فستصيرين صاحبة سلاح حبري" "أهديك هذه الرواية عسى أن تجدي فيها بعض نفسك" الأسبوع الماضي سمعت بخبر وفاته، وأنا التي أخاف تتبع مثل هذه الأخبار حتى لا أحزن، فلست من رافعي شعار "إن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان". رحم الله الأستاذ الجفري في زمن كاد المعلم فيه أن يكون رسولا، واليوم يكاد المعلم أن يصير قتيلا. عندما أصدرت ديواني الأول، أرسلت نسخة منه للأستاذ الجفري، قرأ ونقد وعلم، وأخذ من وقته ليكتب لي رسالة إلكترونية أولاها اعتناء كبيرا. حزنت، نعم حزنت، فلم يمهلنا الزمن ليرى الجفري ديواني الثاني، وليسعد بتلميذته وما علمها، ترجل فارس القلم، وبقيت كلماته في صدري. رحمك الله يا أستاذي وألهم ذويك الصبر والسلوان، ولعل بقائه في ذاكرة تلاميذه كفيلة أن تخفف عنهم ولو بعض الشيء. أصدقاء الحرف: صادف يوم ال 25 والعشرين عيد الاستقلال الأردني، رفع الأردنيون الأعلام فوق سياراتهم، وضجت الشوارع وقلوبنا بالأغنيات الوطنية الحماسية، كبارا وصغارا صاروا يرددون "جيشنا جيش الأوطان سمينا باسم الله، نحمي الوطن والكون، وعيوني عبد الله"، "عبد الله يا عونك، حنّا فدى عيونك، اسمك جرى بالقلب شعبك يحبونك". من قال أننا شعب (الكشرة)، نحن شعب يحب الفرح والاحتفال برغم ظروفنا الطاحنة، شعب يعرف متى يصفق وأين يفرح، ومتى يغني، طيبة القلب سمتنا، والوطن احتفالنا الجميل. كانت عمّان رسما جميلا بألوان علَمها وصور قائدها، كلنا كنا "أهلا للهمة" و"العزم"، كلنا كنا الأردن، والجميع اتخذ المناسبة فرصة للفرح الصادق، صفقنا لوطننا وحملناه فوق أكتافنا، ورددنا "أردن أهل العزم". فكل عام ونحن بخير وحب وانتماء وقهر للظروف والأحزان وظروف المنطقة الحرجة. شاعرة وإعلامية أردنية [email protected]