لم يعد حزب الشيطان في لبنان يواري سوءته في سوريا، بل بات يحارب جهاراً أبناء الشعب السوري الأعزل منه والمسلح. هل يفعل هؤلاء الشياطين ذلك من أجل خاطر عيون بشار الأسد فقط؟ أم أنها التعليمات الصادرة من طهران وقم؟ لم تعد القضية أسراراً تستوجب الأدلة والبراهين، ومع ذلك فثمة من يكابر ويجادل وينافح عن الأفعى الكبيرة في قم، وأختها الصغرى في لبنان. آخر الأخبار تقول إن إيران تلعب على وتر العشائرية في الأردن، فالسفير الإيراني مصطفى زادة في عمان نشط متحرك، التقى قبل أيام قليلة مع وجهاء مدينة معان (جنوب الأردن) دون أن يخشى مقولة قائل: (إن ذلك تدخل في الشأن الأردني لا يجوز) طبقاً للأعراف السائدة لدى كثير من الدول النائمة.ويُقال إن أوساطاً أردنية محترمةعبرت عن استيائها وغضبها من هذه التحركات الصفوية المشبوهة! وأما السبب الرئيس لكل هذه الحركات، فهو رغبة الدولة الصفوية في تعزيز حضورها في جميع الدول المحيطة ببلادنا حفظها الله. ويبدو أن إيران ترى أنها تعيش حالة صراع على النفوذ والمصالح مع المملكة. والواقع أن هناك شداً وجذباً فيما يخص الأوضاع في البحرين واليمن ولبنان وسوريا. في سوريا تدافع المملكة عن الشعب الأعزل، في حين تمد إيران النظام (الخايس) في سوريا بكل أدوات الدمار والقتل، إضافة إلى عملائها في لبنان المنضوين تحت راية حزب الشيطان. ها هي إيران تكشر عن أنيابها بكل صلافة ووقاحة، ولم تنفع معها كل محاولات التقارب أو التعاون بناء على المصالح، إذ هي في واد ونحن في واد آخر.المشكلة أن الوادي الذي تفضله إيران ملتوِ ومعقد، وكثيراً ما يصطدم بصخرة الموقف السعودي الذي يدرك حجم المطامع الصفوية، ولا يرتاح لسياسات الطغمة الحاكمة في إيران، ولا معمميها في قم. بصراحة الحراك الصفوي خطير في أقصى صوره، ومقلق في حده الأدنى. ولا أحسب أن التهوين منه أو الظن أن بالإمكان تحييده أو التأثير فيه، أو الاعتماد على الغرب للجم طموحه، الّا خطأ إستراتيجي قد يؤدي إلى ندم طويل وضرر كبير. [email protected]