ليس أعجب من وقاحة ذلك المعمم أمين عام ما يُسمَّى (حزب الله)، إذ يعيش على ثرى لبنان يزعم ولاء له، في حين يفاخر بارتباطه بالنظام البائد (قريبًا إن شاء الله) في سوريا. يزعم عداء لإسرائيل، في حين يوالي حماة إسرائيل على طول حدودها التي احتلتها في الجولان. إنه دجل مفضوح وتناقض صارخ! ها هو حسن نصر الله يقف خطيبًا، ينعي رفاق السلاح وصحب المعركة آصف شوكت (صهر بشار الأسد) والهالكين معه في أروع عملية نوعية أودت بأعضاء خلية الأزمة التي لا شغل لها إلا الفتك بأبناء الشعب السوري الأبي، بدءًا بالأطفال وانتهاءً بالنساء والشيوخ. إنهم رفاق القتل الممنهج والتدمير العشوائي للأرض والعمران والحرث. كان أمين الحزب المزدوج الولاء متأثرًا للغاية، مُتألِّم لفقد رفاق السلاح، إذ وصفهم بالأبطال والمجاهدين والشهداء، أسأل الله أن يحشره وإياهم حيث يستحقون إن كانت تلك قناعته ويقينه. لم يتأثر المجاهد المزعوم بالمجازر التي ذهب ضحيتها قرابة عشرين ألف سوري جُلهم من الأطفال والنساء. ولم يعترض السيد الزائف لمشاهد الدبابات تقصف المدن والقرى من الأرض، والطائرات الحربية تقصفها من الجو دون رد ولا مقاومة. وحتمًا لن يمانع المجاهد الكبير إن استخدم النظام المجرم في دمشق السلاح الكيماوي ضد أبناء الشام من السنة تحديدًا. كل السنة المقاومين في الشام (مندسين) و(إرهابيين) و(مأجورين) في نظر السيد الأمين، وما هو بأمين على كلمة الحق والصدق. وفي عام 2005م سُئل حسن نصر الله عن سبب مهادنته للغزاة الأمريكيين في العراق، في حين يتظاهر بحربه لإسرائيل، فأجاب: (إيران الدولة ترى من مصلحتها أن تستفيد من الوضع الذي صنعه الأمريكان في العراق وفي أفغانستان، وإيران الثورة ترى من مصلحتها دعم المقاومة في لبنان وفلسطين). هكذا ولاء فاضح للعمائم في قم وطهران.. دون مواربة ولا استحياء، صفاقة ما بعدها ووقاحة لا مثيل لها. إنه يعترف علنًا بتلقيه الأوامر من هناك، تمامًا كالريموت، مجرد جندي في كتيبة صفوية مزقت شمل الأمة ولا تزال تحت شعارات كاذبة خاطئة. إنه كيد شديد، ولكن مكر الله أشد، فانتظروا.. وإن أهلنا في الشام لمنتظرون! [email protected]