على الرغم من اهمية العمل الاعلامي في عصر المعلومات حاليا، الا ان نسبة كبيرة من خريجى اقسام الاعلام تعزف عن الالتحاق بالمجال الصحفي لاسباب مختلفة منها عدم الامان الوظيفي واشتراط الخبرة وعدم الرغبة فى تحدي صعاب العمل الاعلامي، ويرى اخرون ان السبب الرئيسي لذلك يكمن في عدم توفير المؤسسات الصحفية الاجواء المناسبة للصحفيين الجدد. في البداية قال عبدالهادي الزهراني (خريج اعلام): أرى عزوفا كبيرا عن العمل الصحفي من قبل خريجي الاعلام لاكتفاء غالبية المؤسسات الصحفية بكوادرها أو لعدم توفير جو ملائم للتجانس بين الخبرات والجيل الحديث سواء من النواحى المادية او المعنوية، وقد يرجع ذلك للمتخرج نفسه لعدم رغبته في العمل بالمجال الصحفي لعدم إحساسه بالأمان الوظيفي، واعرب عن امله في اعتماد خطط دراسية وكوادر أكاديمية مؤهلة تسهم في تقبل هذا التخصص المغمور، واشار الى تخصصات أخرى في الاعلام غير الصحافة لا تخلو من عقبات تواجه المتخرج وقد تصدمه في كثير من الأحيان ومنها اشتراط الخبرات كشرط اساسي للقبول بالوظيفة. واعرب عن اعتقاده في ان ذلك يعد اجحافا في حق هذه التخصصات وحاملي شهادتها متوقعا نقلة نوعية إعلامية مرتقبة تفرض نفسها على هذا المجال الواسع بنفس الوقت. اما خالد العبدلي فيقول ان العمل الصحفي من اهدافه بعد تخرجه ويرى ان الصحافة عمل يبدع فيه من يرغبه ويفشل من لا يريده، وانها ركيزة قوية لبقية وسائل الاعلام ولا يمكن ان يكون الشخص اعلاميا حقيقيا بعد حصوله على الشهادة الاكاديمية المتخصصة الا بممارسة هذه المهنة والابحار في اعماقها. واعرب عن اسفه لان العمل الصحفي يعتبره البعض هواية منه او عملا اضافيا على عمله الاساسي لمساعدته في زيادة الدخل ولكن ما يؤرق صحافتنا هو انها لم تأخذ حقها من الاهتمام مثل القطاعات الاخرى. وقال المحاضر بجامعة ام القرى بقسم الاعلام محمد باصرة: ان هناك اعمالا ومهنا تتطلب فيمن يمارسها قبل الشهادة العلمية الحب والرغبة مثل العمل الصحفي، ولو استعرضت كثيرا من اشهر الاسماء الممارسة للعمل سواء بالداخل او الخارج سنجد انها قدمت من تخصصات غير الاعلام، وفي اعتقادي ان سبب ذلك يعود الى الرغبه والحب بالدرجة الاولى، واشار الى ان كثيرين ممن دخلوا الاقسام الاعلامية لم يلتحقوا بها عن قناعة وانما ضرورة فرضتها الظروف وبشكل عام فان هناك كثيرا من التخصصات التي لا يجرم القانون ممارستها بدون شهادة جامعية مثل التسويق والادارة. ومن جهته اوضح رئيس تحرير جريدة «اليوم» محمد الوعيل ان الصحف السعودية لا ترفض كل خريجي الاعلام بجميع تخصصاتهم، بل بالعكس تخضعهم الى برامج تدريب وتطوير وتوظيف لهم، ولكن يكمن الهاجس لدى الخريج ذاته بأن الوظائف الحكومية هي الاكثر امانا وظيفيا له، بينما نظام التأمينات الاجتماعية يجب ان يجعلهم في ارتياح. وقال ان الصحف تقدم لموظفيها رواتب عالية مع الحوافز، معربا عن اعتقاده بان المشكلة تكمن في الخوف والرهبة من العمل الاعلامي، ولكن الطالب الاعلامي الشجاع هو الذي يواجه الصعاب ويتغلب عليها، والاكثر سطوعا امامي ان هناك عدم وضوح للرؤية لديهم.