ما بين طموحات المستقبل الوظيفي ومطالب سوق العمل يجد كثير من الخريجات أنفسهن رهينات لمستقبل يلفه الغموض، خاصة أن مجالات العمل أمامهن محدودة وتتطلب مهارات خاصة يملكها قليل من الخريجات، حالة من اليأس وخيبة الأمل تصيب الطالبات بمجرد تخرجهن من الجامعة واصطدامهن بمتطلبات التوظيف في الإدارات الحكومية وشركات القطاع الخاص، ما يجعل احتفاظهن بالوثائق الأكاديمية مجرد ذكرى يظهرنها لأطفالهن في أحد الأيام. آيات خليفة (من جدة)، تطالب بتوفير فرص عمل للخريجات في مجالات تخصصاتهن، وفتح باب الابتعاث في تخصصات العلاقات العامة والصحافة، ما يتيح المجال للخريجات بشكل أكبر في الحصول على وظيفة مناسبة، وأضافت لابد على الإدارات الحكومية من تفعيل دور مراكزها الإعلامية لتوظيف الخريجات من التخصصات الإعلامية، مقترحة استحداث تخصصات إضافية لخريجات قسم الإعلام تشمل الدعاية والإعلان والعلاقات العامة، وإنشاء مدن إعلامية من شأنها أن ترفع من مستوى الإعلام المحلي. مشرفات إذاعة وتقترح كل من ابتسام جيزاني وأحلام الشهري توفير وظائف مشرفات للإذاعات المدرسية كونها تتناسب مع توجه وميول خريجات قسم الإعلام، ما يساهم في توظيف الكثير من الخريجات اللواتي يزداد عددهن عاما تلو الآخر، مازلن ينتظرن التعيين. وطالبتا بمنح الفرصة للخريجات من خلال مساعدتهن على مواصلة التعلم العالي والحصول على درجة الماجستير في الإعلام ما يفتح المجال أمامهن للحصول على الوظائف. وأضافتا لا بد من إقامة مراكز متخصصة لتنظيم دورات تدريبية لتطوير الكوادر الإعلامية، وخاصة خريجات قسم الإعلام لحاجتهن لهذه الدورات لدى التقدم للوظائف الإعلامية. دورات تدريبية وأكدت أفراح العطاس على أهمية تنظيم دورات تدريبية لتأهيل الخريجات في مختلف المجالات لمساعدتهن في الحصول على الوظائف، وقالت لابد من استحداث جهات لرعاية الخريجات والخريجين، تتولى توزيعهم على الدوائر الحكومية والأهلية لتوظيفهم، والعمل على معالجة قصور الكوادر الوظيفية بتوظيف الخريجات في الأماكن المناسبة لتخصصاتهن، وأضافت يجب أن يكون توظيف الخريجات وفقا للكفاءة وليس الواسطة. وتقول ياسمين اليزيدي وحنين علام: يجب العمل مستقبلا على تناسب مخرجات الجامعات مع متطلبات سوق العمل، للحد من عطالة الخريجات، وإيجاد بيئة مناسبة لتدريب الخريجات قبل التخرج لمواكبة متطلبات سوق العمل. تأهيل وظيفي واعتبرت أسيل الحذيفي، الحل المناسب لمشكلة التوظيف من خلال فتح مجالات جديدة تناسب سوق العمل واحتياجات الناس، وإتاحة فرصة الابتعاث للخريجات في مختلف التخصصات، والعمل مع الشركات لتبني تدريب الخريجات وتوظيفهن بعد تأهيلهن. وأضافت بدرية الشهري، «على الخريجات الحصول على دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي للحصول على وظائف مناسبة»، مطالبة بتوفير الدورات للخريجات دون رسوم لمساعدتهن على الحصول على وظيفة. استحداث وظائف غادة الزهراني تطالب باستحداث وظائف جديدة في القطاعين العام والخاص تتناسب وتخصصات الخريجات وتمنحهن الاستقرار الوظيفي والمستقبلي الذي ينشدونه، والعمل على تنظيم الدورات الوظيفية للخريجات قبل التخريج بمايتوافق مع متطلبات سوق العمل. وانتقدت اشتراط شركات القطاع الخاص وجود خبرة عملية لدى الخريجات خاصة وأنهن لم يسبق لهن العمل، فكيف يستطعن الحصول على شهادة خبرة وهن على مقاعد الدراسة الجامعية. معوقات وظيفية فاطمة الدوسري تقول «يواجه الخريجات الجامعيات عدة عوائق عند التوظيف تتمثل في متطلبات سوق العمل والتي لاتحرص الجامعات عليها كثيرا، فهي ما لازالت تواصل قبول الطالبات قي تخصصات غير مرغوبة كالتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة العربية وغيرها من التخصصات، التي لا تتناسب مع الوضع الحالي لسوق العمل». وطالبت الجامعات بالعمل على استحداث أقسام جديدة تتواءم مع متطلبات التوظيف في القطاعين العام والخاص، وتفعيل قرارات وزارة العمل المتعلقة بتوظيف السعوديات من خريجات الجامعات في مختلف المجالات. في حين قالت سوزان سمير (خريجة جامعة الملك عبدالعزيز) إن الكثير من الخريجات الحاصلات على معدلات عليا لم يستطعن الحصول على وظائف بالرغم من تفوقهن دراسيا، معتبرة أن التفوق الدراسي لم يعد مقياسا لدى الشركات الخاصة للتوظيف.