عاد الهدوء صباح أمس الاثنين في محيط كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، التي سقط خلال أعمال عنف أمامها أمس الأول الاحد قتيلان وأكثر من 100 مصاب بعد مراسم تشييع أقباط، بحسب ما أفاد مسؤول في الأجهزة الأمنية. فيما أكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي خلال لقائه أمس بعدد من قادة وضباط الشرطة العسكرية، أن رجال القوات المسلحة بما يملكونه من انضباط ذاتي وحس وطني مخلص، يدركون حجم التحديات التي تمر بها مصر، ويعملون بكل شجاعة وإخلاص للحفاظ على تماسك الوطن واستقراره، وفي الحفاظ على أمن وسلامة القوات المسلحة وحماية انجازاتها وممتلكاتها. و بدأت النيابة العامة معاينة مسرح الأحداث صباح أمس، وأمرت بتشريح جثث الضحايا، فيما دعا عدد من ممثلي الأحزاب المدنية والنواب الأقباط إلى إقالة وزير الداخلية ، مطالبين بتطبيق القانون لإنهاء الاحتقان الطائفي، فيما دخل عدد من نواب الأحزاب المدنية من أعضاء المجلس في اعتصام مفتوح للضغط لتنفيذ توصياته. وقال الدكتور إيهاب الخراط رئيس لجنة حقوق الإنسان بالشورى وعضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي إن «الموقف الحساس الذي يمر به الوطن ليس موقفًا حول الكاتدرائية، ولكنه تكرر الأسبوع الماضي أمام الأزهر الشريف، وهذا الموقف يمس قلب الوطن والعبث يقترب من رموز مصر، الذين لم يقترب منهم أحد منذ مئات السنين». وأكد الخراط على المطالبة بإقالة وزير الداخلية وهيكلتها وإعلاء سيادة القانون. وأضاف: «يجب سرعة تنفيذ حكم محكمة الاستئناف لتغيير لنائب العام وتعيين آخر جديد، وفقَا للآليات الدستورية وتشكيل لجنة تقصي حقائق، وحمّل الخراط رئيس الجمهورية مسؤولية الأحداث قائلا:» نطالبه بالأفعال لا الاقوال». من جهته، عقد رئيس الوزراء المصري هشام قنديل اجتماعاً صباح أمس مع المجموعة السياسية الوزارية، دعا فيه الى بحث تداعيات الاشتباكات الطائفية، ودعم مبادرة بيت العائلة لحل المشكلة واتخاذ الإجراءات الاستباقية لتجنب حدوثها، وشدد على مسارعة الحكومة بتقديم مشروع تعديل تشريعي لتغليظ عقوبة حمل السلاح بدون ترخيص. وطالب قنديل مجلس الشورى بسرعة إنهاء مناقشة مشروعي قانون حماية التظاهر السلمي فى الأماكن العامة وقانون مكافحة التعدي على الحريات. من جهتها، طالبت (جبهة الضمير الوطني) -جماعة يهيمن على تشكيلها منتمون او متعاطفون مع جماعة الاخوان المسلمين- بضرورة تغيير حكومة الدكتور هشام قنديل، وتطبيق القانون على الجناة. بينما تنظم جبهة الإنقاذ الوطني اليوم الثلاثاء مسيرة من ميدان التحرير إلى الكاتدرائية بالعباسية، تنديداً بأحداث العنف التي شهدتها، والتأكيد على مطالبها بتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع التعاطي مع ملفات الأزمات التي تتعرض لها مصر.