نستكملُ اليوم الحديثَ عن اللقاءِ الذي جَرى مع وزيرِ الإِسكان في برنامج الثامنة، إذ وصل بِنا المطاف إلى الحديثِ عن طريقةِ التمليك، حيث رَكَّز الوزير على ضرورة الوثوقِ بوزارته بَأنَّها ستوصلُ الدَّعم لِمُستحقِيه، فهناك لجانٌ قامت بدراسة كافة الملابسات، وأفرزتْ الحلول الملائمة، فقد تعاقدت الوزارة مع شركة العلم، لوضعِ آلية عادلة يتم من خلالها الوصول للمستحق الفعلي لِلسكَنِ، مُشيراً إلى أنَّ هذهِ الآلية ستُطبَّق على المتقدمين إلكترونياً على القروض العقارية، وأَنَّ الآلية تتضمن جزأين: الأول الاستحقاق، والآخر: الأولوية، وقد وضعت الوزارة في أجندتها الأولوية لأَصحابِ الحقوق الخاصَّة، والأرامل والمطلقات. وبعضهم أشار إلى أنَّ هناك حلولاً أسرع فلماذا لا يُؤخذ بها؟! وحقيقة لقد طُرِحَ مثل هذا السؤال على الوزير، فأجاب بأنَّ هناك حُلولاً كثيرة طُرِحَتْ، مِنها ما يتعلَّق بِطُرُقِ البِناءِ، ومنها ما يتعلَّق بالشَّرِكات المُنفِّذة، ومنها ما يتعلَّق بِطُرق التَّمليك؟! وكانت إِجابته مُقنعة بِالنسبة لي. فَمِمَّا يتعلَّق بِطُرقِ البِنَاءِ ظَهَرَ بَعدَ البَحثِ والدِّراسة عن طُرُقٍ تتوافق مع ظُرُوف المملكة، أنَّه ليس هناك طرق موثوقة وملائمة سوى طريقة البناء الخرساني، والطريقة الأخرى هي طريقة البركاست، وقد أَثْنَى على هذه الطريقة، وأَنَّها قد تكون أفضل من الطريقة التقليدية، غير أَنَّ مِنْ مَساوئها أنَّها لا تقبل التعديل في البناء، والوزارة تستخدم هذه الطريقة في بعض المشاريع. والَّذي أعجبني في إِجابة الوزير أنَّه لا يجري خلف كل ما هو جديدٍ وحديثٍ لِحَداثته فقط، وَلاَ عَن الطُّرق السَّريعة فقط، إِنَّما يبحث عن الجودة سواء في القديم أم الحديث. وهذا التفكير هو الذي يجب أن يُسيطر على تفكيرنا، لأَنَّ الهَوسَ بِكُلِّ ما هو جديد أصبح هو هاجس الكثيرين معتقدين أنَّ هذا الهَوسَ سوف يجعلنا نَلحقُ بِرَكبِ الحضارة الغربية. وآخر رأى أَنَّ المقال يصلح أن يكون عِلاجاً نفسيًّا للمواطن الذي عَانى كثيراً، ففيه هَدهَدَةٌ للآلام، وَرَبْتٌ على أكتاف المِحَنِ. وَمِنْ وجْهَة نَظَرِي لا أرى بأساً في أن يكون المقال نوعاً من العِلاج النَّفسي، فمع عِظَم ِالضُّغوط أصبحنا بِحاجَةٍ لِمِثلِ هذه المقالات التي تتحايل على الآلام. الذي أتمناه أَنْ نُعطِي وزارة الإِسكان ثقتنا، وأَنْ نُعطِي وزيرها فُرصة، وأن نُخَفِّف مِنْ حِدَّةِ التشاؤم التي أُصِبنا بِها بعد تَفَشِّي الفساد الإِداري والمالي في بعض المشاريع، التي منها من مات قبل أن يُولَد، ومنها ما تعثرت ولادته، ومنها من ولِد بِعَاهَةٍ، ومنها من يَشكُو من إِعاقةٍ دائمةٍ.. وماذا يُضِيرُنا لو تفاءلنا قليلاً؟! وماذا سنخسر لو أعطينا الوزير فُرصةً؟! بل على العكس سنتمتع بعض الوقت بنفسيةٍ مُشرِقةٍ بعد اكتئابٍ طَالَ سنين فلنجعل تفاؤلنا فترة علاجٍ نفسي. [email protected]