الرواية السعودية تأخذ زاوية صغيرة مهملة وتضخّمها ويظن الناس أن هذا هو المجتمع السعودي يعجبني النص صاحب الومضة الشعرية والإبداع المتدفق الذي يحمل قضية وليس المنظوم نحن جيل التجربة انتقلنا من بيت شعر إلى بيت طين إلى بيت (بلوك) إلى (فيلا) إلى قصر إذا لم تجد وتنتج موضوعات جديدة مهمة ومزعجة فسيتحوّل الملتقى إلى سواليف في خضم التحقيقات والأبحاث والتفاصيل عن قضايا كبيرة تبقى للكلمة المختصرة والمعبرة أهميتها وجاذبيتها، وفي هذه الزاوية نحاول استخلاص عصارة أفكار كتّاب وباحثين ومتخصصين لنصوغها في "كلمة ورد"، وضيفنا في هذه الزاوية الباحث وأستاذ النقد الأدبي في جامعة الملك عبدالعزيز ورئيس نادي جدة الأدبي السابق د.عبدالمحسن القحطاني فإلى تفاصيل الحوار: هل هناك ممارسة نقدية حقيقية للأدب السعودي؟ السؤال: هل الممارسة النقدية تواكب الإبداع، في رأيي لا. لأنها إما أهواء أو نقد عارض الرواية السعودية ظاهرة حقيقية أم ضجيج إعلامي؟ هي أكبر حقل يحتضن كل الممارسات سواء الإبداعية الجادة منها أو ما كان منها تأملات أو أحداث. ولكن ما أبرز سلبياتها؟ تتحدث عن المسكوت عنه الذي يعرفه الجميع. هل تعبر الرواية السعودية عن المجتمع أم عن أفكار الروائي؟ لا تعبر تعبيراً حقيقياً، هي تأخذ زاوية صغيرة مهملة وتضخمها ويظن الناس أن هذا هو المجتمع السعودي. هل مات الشعر السعودي؟ لا لم يمت لكن الإبداع صعب. ولا يمكن أن تتحدث عن قوة الشعر في قطر من الأقطار لأنه عربي بالعموم وليس سعودياً أو غيره. من يعجبك من الشعراء؟ يعجبني النص وليس الأشخاص. وما صفة ذلك النص؟ النص صاحب الومضة الشعرية والإبداع المتدفق والذي يحمل قضية، وليس المنظوم أو المموسق. المجتمع المدني، هل تراه؟ نعم أراه في جمعيات وهيئات ومنتديات وصالونات أدبية. المجتمع السعودي إلى أين يسير؟ المجتمع السعودي حصلت عنده قفزات مهولة على مستوى الذوق والإمكانات الموجودة؛ فنحن جيل التجربة انتقلنا من بيت شعر إلى بيت طين إلى بيت (بلوك) إلى (فيلا) إلى قصر. كثرت الكتابة عن الطبقة الوسطى في المجتمع، هل هي فعلاً تتآكل؟ هي ليست طبقة وسطى هي طبقة شعبوية ولي دراسة أسميتها "بين الشعبوية والنخبوية"، كل النخبة عالة على الشعبوية. هل ما زال للنخبة دورها؟ قضية العزل هذه قضية مقيتة، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم حطمت النخبة ووضعت العبد فوق أكتاف عمر بن الخطاب ويؤذن. لكن الآن هل لا زال لها دور؟ القضية هي: هل النخبة تعي دورها أم لا، إذا كانت تجلس في برج عاجي والآخرون يمارسون لها ما تريد فهذه ليست نخبة. وإنما النخبة من تأخذ من المجتمع وترده إشعاعاً عليهم. البطالة في شبابنا أقرب إلى ثقافة الرخاء والتكاسل أم إلى سوء التخطيط الحكومي؟ التخطيط الحكومي يغفل عن الشباب، وبعض الشباب لا يريد إلا وظيفة الدولة وهي كسولة. هل هناك مجلس شورى يشعر به المجتمع؟ نحتاج إلى ثقافة شورية وبرلمانية لكن مشكلتنا أننا نئد الأشياء قبل أن تنمو، هذه القضايا تحتاج إلى عُمر. فوبيا الإسلاميين، هل لها موقع من الإعراب بعد ثورات الربيع العربي؟ في النهاية لا يبقى إلا الصحيح، والشعوب التي انخرطت في الربيع العربي هي التي تحكم على هذه الفئات. ملتقيات المفكرين والكتاب، تداول للثقافة والفكر أم اجترار للآراء؟ أم سواليف؟ إذا لم توجد وتنتج موضوعات جديدة مهمة ومزعجة فسيتحول الملتقى إلى سواليف.