قال رئيس النادي الأدبي في الرياض، الدكتور عبدالله الوشمي، إن سبب إقصاء النصوص الشعرية النبطية عن ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة هذا العام، الذي كان بعنوان «الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي»، وتناولها كنصوص شعرية أدبية سعودية، امتثال للائحة الصادرة من وزارة الثقافة والإعلام، التي تنص على أن جميع الأندية الأدبية تعنى بالشعر العربي الفصيح فقط. وقال خلال حديثه ل»الشرق»: الثورة الإبداعية المتعددة في جميع المجالات لا يستطيع النقد أن يواكبها بشكل كبير، ومثل هذه الملتقيات تتيح فرصة أكبر للدراسات، إضافة إلى الرسائل الجامعية، ونتطلع أن يقوم الإعلام بالتركيز، أو العناية بالدراسات النقدية الكثيرة في الجامعات السعودية التي ينتهي وهجها لمجرد نيل درجة الماجستير، أو الدكتوراة، ووضعها في الدرج حتى تموت. عدم الاختصاص * - ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة هذا العام كان بعنوان «الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي»، إلا أنه لم يتناول «الشعر النبطي السعودي»، فهل ترون أن هذا النوع من الشعر لا علاقة له بالأدب السعودي، أو العربي بشكل عام؟ - تنص اللائحة الصادرة من وزارة الثقافة والإعلام على أن جميع الأندية الأدبية تعنى بالأدب العربي الفصيح فقط، وأشقاؤنا في جمعية الثقافة والفنون هم المعنيون بالشعر الشعبي بشكل أكبر. هذه إجابة مكثفة، لكنني أشير أن الإصدارات التي يصدرها النادي تتقاطع مع الظاهرة الثقافية والاجتماعية، وأضرب مثلاً بكتاب «نص القهوة» للدكتور سعيد السريحي الصادر من النادي الأدبي بالرياض، حيث عالج نصوصاً إبداعية فصيحة ونبطية، بمعالجة مهنية، إضافة إلى تنفيذ أسبوع وطني عالجنا فيه التقاطع بين الإبداع الفصيح والإبداع النبطي. – هل تبشر هذه الملتقيات بتأسيس مدرسة نقدية يؤخذ بها، وتكون مرجعاً لعموم الفنون والآداب؟ – المدرسة النقدية مفهوم كبير، لكنني أستطيع أن أوافقك، وأقول إنها خطوة تقدمها مؤسسة واحدة من عدد من المؤسسات الأدبية، والخطوات الأكثر معرفية هي التي تأتي من الجامعات، أو التي يتم تكاملها بين الأندية والمؤسسات الثقافية، وإن كنت أتطلع عربياً وسعودياً إلى أن يتم تأسيس رؤى، أو اتفاقات نقدية، يؤمن بها الجميع، وخاصة على مستوى المصطلح والترجمة. تابعية النقد * - هل تعتقدون أن النقد مواكب للحركة الأدبية بشكل عام، وهل نعاني حقيقة من أزمة نص، أم أزمة نقد؟ - سأبتعد عن التوصيف بالأزمة، لأنني أعتقد أنها ستصبح إجابة سهلة لأنهي هذا الحوار. وأتجه إلى القول إن الثورة الإبداعية المتعددة في جميع المجالات لا يستطيع النقد أن يواكبها بشكل كبير، ومثل هذه الملتقيات تتيح فرصة أكبر للدراسات، إضافة إلى الرسائل الجامعية، وما نتطلع إليه أن يقوم الإعلام بالتركيز على الدراسات النقدية الكثيرة في الجامعات السعودية، التي ينتهي وهجها لمجرد نيل درجة الماجستير، أو الدكتوراة، ووضعها في الدرج لتموت، دون أن تتم الإشارة إليها، وهذه الملتقيات تعيد الجدل من جديد حول مفهوم النقد، ومفهوم الإبداع السعودي، ومستويات جودته. النقد والأجيال * - في رأيكم، هل من الممكن تأسيس نهضة ثقافية في قطر دون بقية الأقطار العربية الأخرى، أم أن القضية مرتبطة بنهضة ثقافية عربية شاملة؟ - الثقافة ليست وليدة لحظة، ولا ابنة زمان ولا مكان، وإنما هي مثل الهواء يتصل به الناس جميعاً، وتصل إلى الناس جميعاً. ومن هنا، أقول إن هذا الملتقى هو أنموذج إلى ما أشير إليه، حيث يدرس ملتقى أدبي ينظمه نادٍ أدبي في المملكة جهود النقاد العرب في دراسة النص الإبداعي، ومن هنا لا نتكلم عن نص مغلق داخل بيئة جغرافية فقط، وسندرس جهد النقاد وتأثرهم ببيئتهم، وكيف تمت المقارنة بين الإبداع السعودي، والإبداع الآخر. – هناك تواصل بين الأجيال في موضوع النقد؟ – الأجيال تتواصل من خلال مسارات عدة، ومن أبرز هذه المسارات الرسالة الجامعية، حيث تجد أن الرسالة في وقت ما تدرس الإقليم بشكل عام، أو الظاهرة، أو الجيل، وبدأت الرسائل تتخصص في عدد من التفريعات المتصلة بالمستوى النقدي، والتواصل بين الأجيال يتصل أيضاً بالمقارنة بين ما قدمه جيل أحمد الغزاوي وغيره، مع جيل عبدالله بن إدريس، مع جيل عبدالله الصيخان، مع الجيل المعاصر، ومع الأسماء المتعددة بطبيعة الحال، ودراسة التأثر والتأثير بينهم، من الزاوية النقدية. الأدب والمجتمع * - أين يقع ملتقى النقد العام، وإلى أين يسير؟ - ملتقى النقد الأدبي يراهن على المساءلة النقدية للمنجز النقدي، فالنص الأدبي هو الذي يتعرض للمساءلة النقدية، ونحن في هذا الملتقى نوازن مستويات القوى، ونعرض النص النقدي للمساءلة النقدية، ومرة أخرى نحاول أن نلتقط الزاوية التي لم يتم تفعيلها بشكل كبير، وهي الجهود المتميزة للنقاد العرب في دراسة النص الإبداعي، أو الشعري السعودي، لذا يجتمع هذا الحشد من أجل هذا المفهوم، والتحول أو الانزياح في مفهوم النقد وافٍ، ومفهوم الثقافة بشكل عام من الاتصال بالجانب الأدبي المباشر إلى الاتصال بالجانب الاجتماعي والثقافي، وعليه جاءت هذه الدراسات التي تدرس الظاهرة والمبدع والجيل بشكل عام. الدورة القادمة * - هل لديكم توجه في الدورات القادمة للتطرق إلى القصة، أو الراوية «المحلية»، على سبيل المثال؟ - الدورات الماضية عالجت المفهوم الإبداعي بشكل عام، والمفهوم النقدي، وجهود النقاد الأوائل، والمرحلة المبكرة من النقاد، ونحن نخصص كل دورة في زاوية محددة. وقد تكون من خلال توصيات الملتقى في ثوبه الحالي. وقد تكون إحدى توصياته دراسة الرواية، أو دراسة النقد الموجه للرواية، أو القصة، أو الإعلام، أو للدراسات الإبداعية بشكل عام، الملتقى يأخذ في كل دورة من دوراته محوراً لم يسبق أن درسه الملتقى في أي دورة من دوراته السابقة.