مما يعصم المسلم عن الشيطان التعوذ منه بما صح وورد. وورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. وقال تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) (المؤمنون:97 ، 98). وفي سنن أبي داود والنسائي عن أبي اليسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا. صححه الألباني. وفي سنن أبي داود عن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغني أنك حدثت عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال: أقط. قلت: نعم. قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم. صححه الألباني وتسلط الشيطان مما يجب الحذر منه ومن صور هذا التسلط، التسلط عند النزْع، قال القرطبي في كتاب التذكرة بأحوال الموتى: قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: حضرت وفاة أبي أحمد و بيدي الخرقة لأشد لحييه فكان يغرق ثم يفيق و يقول بيده: لا بعد، لا بعد، فعل هذا مرارا فقلت له: يا أبت أي شيء ما يبدو منك ؟ فقال: إن الشيطان قائم بحذائي عاض على أنامله يقول: يا أحمد فتني، وأنا أقول لا بعد، لا، حتى أموت. قلت: وقد سمعت شيخنا الإمام أبا العباس أحمد بن عمر القرطبي بثغر الإسكندرية يقول: حضرت أخًا شيخنا أبي جعفر أحمد بن محمد بن محمد القرطبي بقرطبة وقد احتضر فقيل له: قل: لا إله إلا الله فكان يقول: لا لا فلما أفاق ذكرنا له ذلك فقال: أتاني شيطانان عن يميني وعن شمالي يقول أحدهما: مت يهوديا فإنه خير الأديان والآخر يقول: مت نصرانيا فإنه خير الأديان فكنت أقول لهما: لا لا، إليَّ تقولان هذا؟ وقد كتبت بيدي في كتاب الترمذي والنسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الشيطان يأتي أحدكم عند موته فيقول: مت يهوديًا مت نصرانيًا] فكان الجواب لهما لا لكما. قلت: ومثل هذا عن الصالحين كثير يكون الجواب للشيطان لا لمن يلقنه الشهادة. ا.ه وما سبق يكون في اليقظة أو بحال لا نعلم كنهها للمحتضَرين، لكن ماذا عن النوم؟ أقول ينطبق عليه هذا ومن أمثلته: 1- هاتف يقول لك أنت المهدي أو سحرك فلان وأنت تشك به مثلا. وهذا وقع منه كثيرا ممن تصدّر وادعى، أو ممن ضل وغوى باتباع بعض من غوى. 2- يعيد لك تصوير امرأة أو رجل كان لك علاقة غرامية بها وبخاصة بعد الزواج.(حسب حالك رجلا أو امرأة). 3- يصور لك مرضك حال المرض بأنه ميؤوس منه وأنه خبيث. 4- يدعوك لقطع رحمك مثلا ويوغر صدرك على قريب أو حبيب. 5- ما احتلمت فيه وختم بإنزال. 6- ما يشكك في عبادة عملتها ويوهمك ببطلانها ونقصها. 7- ما يحزنك على مال أو ولد فيصور لك خسارتهم أو ضياعهم. 8- كثرة الحلم بالموتى والموت والأكفان ممن لديه فزع من المرض أو من الموت. ورقة ختام: إذا جرحت شخصًا وطال صمته تأكد أنه يعاقبك عقابًا، أقسى من عقاب الكلام. للتواصل: بريد: [email protected]