لم يكن الزائر لمنطقة البلد هذه الأيام همه الأول هو التقاط الصور التذكارية لمعالم تلك المنطقة التاريخية التي أصبحت مزيجًا بين الماضي والحاضر بعرضها السلع الأثرية والحديثة في وقتٍ واحدٍ، ومن خلال جولة ل»المدينة» في أزقة وأروقة أسواق البلد وبالتحديد بالقرب من سوق العلوي, حيث كانت الصورة مختلفة هذه المرة فجميع السلع المعروضة تحاكي برودة الأجواء التي تشهدها المنطقة الغربية هذه الأيام, حيث تنوعت السلع المعروضة للكثير من أصحاب المحلات التجارية والبائعين المتجولين, ما بين جاكيتات صوفية و»أكوات» بمختلف احجامها تناسب جميع الفئات العمرية في المجتمع, استغلت الكثير من العمالة المتجولة ارتفاع درجات البرودة بمحافظة جدة والاماكن القريبة منها حيث قاموا بمنافسة المحلات التجارية بالبيع بنصف السعر وتراوحت اسعار البيع بين 25 ريالا الى 35 ريالا بينما في المحلات التجارية تبدأ الأسعار من 40 وتصل 150 ريالا. ورصدت عدسة «المدينة» عددًا من العوائل مصطحبين ابناءهم وهم في رحلة تسوقية من محل لآخر بهدف شراء ملابس صوفية شتوية تقي من ارتفاع درجات البرودة التي توقع المختصون انها لم تحدث منذ 8 سنوات. اقبال على الشتوي في البداية يقول عبده الشامي «صاحب محل لبيع الملابس»: إن الإقبال هذه الأيام على الملابس الصوفية ازداد بشكل ملحوظ وخاصةً مع انخفاض درجات الحرارة في معظم المناطق والمحافظات. وأضاف الشامي: قمنا بكافة الاستعدادات، حيث استبدلنا الملابس التي كان الإقبال عليها متزايدا خلال فترة الصيف الماضية بالملابس «الشتوية» وذلك تلبيةً لرغبات الكثير من المتسوقين الذين يبحثون عن الملابس الثقيلة والواقية من برودة الجو. واشار إلى ان المنتج الصيني هو من يتحكم في السوق بشكل كبير جدًا لأسباب منها انخفاظ السعر والشكل المناسب. البسطات أفضل ويقول عبدالعزيز المالكي «متسوق»: منذ دخولي للسوق لفت انتباهي المنظر الذي اكتست به معظم المحلات التجارية وهو عرض الملابس الصوفية من خلال مجسمات عند بوابة المحل وذلك لجذب الزبون بالشراء وإشعاره بأن هناك ملابس «صوفية» داخل هذا المحل, بالإضافة لأصحاب البسطات الخارجية الذين يلتفون ببضائعهم التي تحتوي على جاكيتات وأكوات وبعض المستلزمات التي تستخدم للتدفئة كالفروة والشال وغيرها. ويشير عادل السلمي «متسوق» إلى أنه يفضل الشراء من اصحاب البسطات الخارجية بحكم انها اقل سعرًا من المحلات التجارية ولأن موسم البرد محدود نفضل الشراء من هؤلاء البائعين المتجولين ولم ننظر للماركة او مكان الصنع, بلا نحتاجها موقتًا وبعد انتهاء الموسم ستعود الامور لطبيعتها. اما حسين ابوقرش «بائع متجول» فيقول: نحن اصحاب البسطات نحظى باقبال كبير جدًا وخاصةً من اصحاب الدخل المحدود, واشار إلى أنهم يقومون بالبيع بنصف سعر اصحاب المحلات التجارية, ويعود سبب ذلك اننا لا نتعرض لدفع الإيجار كما يفعل اصحاب المحلات. وهذه ميزة في صالح المشتري، إذ يحمل أصحاب المحال التجارية المصاريف على سعر القطعة عند البيع، وهذا السبب في انخفاض أسعار بضائعنا. وقال: البيع على البسطة يخلو من فواتير الكهرباء، ورواتب الموظفين، اما نحن فالقيل يكفينا، المهم ان نبيع ما لدينا من بضاعة حتى يدور رأس المال.