يزخر سوق الصواريخ في جدة بالعديد من متطلبات وحوائج الناس، حيث يعدل أصحاب البضائع بضائعهم حسب المواسم خلال العام، ولهذا فموسم البرد القارس الذي بدأت علاماته في الظهور بالعديد من المناطق، وربما ليس من بينها جدة، جعلت سوق الصواريخ هذه الأيام يزدهر برواده من سكان المناطق الباردة، حيث يبيع الأكوات المختلفة منها الرخيص والغالي ومنها الأكوات العالمية، التي يروج باعتها أنها ترجع لمشاهير وأغنياء حول العالم. فيقول أحد تجار تلك الملابس في حراج الصواريخ، الهندي إسماعيل فخور: أبيع الأكوات منذ ما يقارب 25 عاما، وقد بدأت تجارتي في الهند حيث كنت لا أختار أية بضائع بل أحرص على نقائها ونظافتها وجودتها، وبعد أن عرفت سر البيع للملابس المستخدمة عرفت أيضا أين أبيعها، حيث هناك أحياء شعبية فقيرة بالهند، ومن ثم انتقلت الى دبي، ومنها الى جدة، وقد أخذت بالذهاب الى الأسواق الشعبية لأن أغلب روادها من الفقراء ويبحثون عن المستخدم الجديد والجيد، وحين كسبت المعلومات الكافية؛ أيقنت أن البداية حانت وقمت بالاتصال على صديق لي بالهند وجعلته يشتري لي الكثير من الملابس المستخدمة وكنت أجعله يركز على الأكوات الصوفية لأن سوقها التجاري مربح ولأن الأكوات عموما تكون ذات أصواف كبيرة يمكن ان تتحمل ولذا حين قيامي بشراء "البالات الكبيرة" وهي الطاقم من الاكوات يكون أضرار استخدامها بسيطة لأنها تتحمل بأقمشتها ليست كالثياب والجنزات الرقيقة. وأضاف: أحرص أن أشتري أكوات الجلد لأن غسيلها بسيط وأستطيع أن أعيد اليها ألوانها البالية بألوان صناعية قريبة من اللون الأصلي، كما أنها تحفظ سعرها وتكون لافته للنظر حين عرضها وتكون أسعارها متوسطة، وتبدأ من 200 ريال الى 350 ريالا وأنواعها جميعا من الماركات العالمية ذات الجودة كالألماني واكوات الصوف التي تكون من روسيا ولكن عيبها الوحيد هو أنها من مستخدمة. وأضاف أن هناك نوعية أخرى من النادر بيعها بسوق حراج الصواريج وهي أكوات الأطفال وانني من النوع المتفنن في هذه النوعية فهناك أفلام ومسلسلات غربية يكون بها الكثير من الأطفال مرتدين جاكيتات مميزة ومن المعروف أن مصممي الجاكيتات لهذا الفيلم الشهير أو المسلسل لم يختاروها عبثا، بل لأنهم عالمون بأنها سوف تلفت الانتباه فأقوم بالشراء من سوق الصواريخ القريب من نوعيات هذه الجاكيتات ويكون ثمنها للجاكيت الواحد لا يتجاوز 20 ريالا وأقوم ببيعه من 50 إلى 70 ريالا، فشراء الملابس المستخدمة من الجاكيتات يحتاج الى الذوق قبل الصناعة. وحول ملابس المشاهير يقول السوداني أبو محمد العاصم: الحصول على ملابس المشاهير والأغنياء سواء من العالم أجمع يكون في محض "حظ المشتري والصدفة"، فانني ما زلت أتذكر وذلك قبل شهر واحد كان هناك جاكيت باعه صاحبي ب 50 ريالا الى شاب وهو جاكيت نسائي ويريد شراءه لأخته وبعد فترة أتى هذا الشاب وهو مبتسم الى صاحب المحل الذي باعه وهو يخبره بأنه حين البحث في المواقع الالكترونية عن ماركة الجاكيت تفاجأ بأنه من نفس نوعية مصمم ملابس الممثلة الأمريكة "انجلينا جولي" والذي كان من تصميم مصممة الازياء الشهيرة ليرن سكوت، فبيع الملابس المستخدمة هو لأشخاص إما مشاهير وأغنياء أو لفقير يريد بيع ملابسه لشراء الطعام. ويضيف: هناك العديد من الذين يأتون من خارج جدة من المناطق الباردة لشراء الجاكيتات المختلفة وحين انتهاء موسم البرد يقف السوق الشتوي ولم يعد هناك إقبال كثيف، وأحرص على أن بضاعتي من الاستخدام النظيف والماركات، فهناك ملابس رياضية يصل أسعارها الى 400 ريال للبلوزة الواحدة وتباع هنا بقرابة 30 ريالا.