تابعتُ عبر برنامج (نوافذ) -الذي يُعرض على القناة الإخبارية- وهو يستعرض قصة شاب مُعاق؛ مُصاب بالسرطان، يحلم بحياة أسرية وبيت يضمّه، وهو يائس من حياة، لا يستشعر فيها بالأمان عندما قال: مات أحد والديّ، فكيف إذا مات الآخر، أين أذهب ومن يرعاني؟! توقفت كثيراً عند مصيبته المركّبة ما بين معاناة المرض والإعاقة، والفقر والحاجة، وأشفقت عليه وعلى أمثاله من أناس يعيشون بيننا؛ وهم في أمسّ الحاجة إلى مدّ يد العون والمساعدة. جهاتنا المعنية مسؤولة عن تحقيق حُلم هذا الشاب، ومن أبسط حقوقه بيت يمتلكه وأسرة ترعاه وعلاج يُصرف له بالمجان. وفي نفس الليلة استمعتُ إلى برنامج (لست وحدك) عبر إذاعة جدة، وأصوات نسائية وأخرى رجالية تشتكي الفقر وسلب الحقوق، وفي بعض الأحيان من كثرة البكاء لا تعرف ماذا يقول المتصل، ولكنه حتمًا مقهور مظلوم. من أصعب المواقف الإنسانية الحاجة والفقر وسؤال الناس والشعور بالظلم وقهر الرجال، حيث تعوذ منه خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. كل ما نحتاج إليه من جهاتنا الموقرة إعطاء كل ذي حق حقه، ومراعاة كل هؤلاء الذين يشتكون ويطالبون بحقوقهم وسد ديونهم، ومساعدتهم على تحمّل مشاق الحياة ومتطلباتها. إلى كل مسؤول معنيّ بهؤلاء: رفقاً بحاجاتهم، ولنتأكد أن صاحب الحق سيناله يوماً، فكفانا إضاعة لأوقات هؤلاء عبر القضايا وكثرة المراجعات لكافة الدوائر والجهات، وفي أيدينا أن نرفق بحالهم ونساعدهم، فالمرض لا ينتظر كذلك الألم من استشعار الضعف والحاجة ومرارة الظلم. خاتمة القول.. إلى من يعنيه أمر المعلم والمعلمة همْ بأمسّ الحاجة لنيل كامل حقوقهم ودرجاتهم الوظيفية، بالأمس التقيت بمعلمة أحيلت إلى التقاعد، وفوجئتْ كما فوجئتُ أنا أيضاً بأنه قد تم حذف سنوات بند 105 من سنوات خدمتها، ومن حظّها أنها سنتان وحرمت من مكافأة نهاية الخدمة، ولكن هناك دفعات قضت ست سنوات على البند؛ ما هو مصيرها من هذا القرار، فإلى من تشكي حالها ومن يعوّضها عن سنوات قضتها في أروقة المدارس تُعلِّم وتُربِّي الأجيال.. أم تُردِّد: العوض على الله، وإلى الله المشتكى..؟! [email protected] [email protected]