تأملت كثيرًا في أحوال البشر من حولي وتساءلت لماذا يعاني أغلبنا من أمراض الضغط والسكر وتصلب الشرايين وأخيرًا انضم للقائمة السرطان، والعياذ بالله من سوء عضال الداء، كل مرض يفتك بصاحبه ويستنزف من طاقته على مر الثواني واللحظات وليس الأيام فحسب. ألم يعتصرني وأنا أكتب كلماتي عندما أرى أناسًا أحبهم يعانون من مرارة الألم واستعرض أمام عيني شيئًا من تاريخ حياتهم الذي عايشته وأجد أن أسلوب الحياة التي نعيش يحفز على ظهور هذه الأمراض بتسارع كبير. فليعذرني القراء، سأختص كلماتي عن النساء المقهورات والمظلومات، فتلك امرأة فقدت زوجها في مقتبل حياتها وترك لها البنين والبنات لتربيهم وتسهر على راحتهم وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة، وفي لحظة من غدر الزمان يختطف منها فلذات أكبادها فلا تجد معينًا ولا سندًا لها وتلجأ إلى سجادتها ترفع يديها بالدعاء على من ظلمها وحرق قلبها على قطعة من جوفها، وكأني أرى وسادتها مبللة بالدموع التي تحرقها كل ليلة وهي تبحث عمن يكفكف دمعها ويؤنس وحدتها وتجول بنظرها في كل ركن تبحث عن أبنائها ولكن أين هم؟! وتلك التي قهرها زوجها وخطف فرحة أيامها لتصبح مطلقة منبوذة من مجتمعها محرومة من أبسط حقوقها في نفقة أو تربية أبناء لا ذنب لهم في هذا الطلاق. وتمضي الأيام وتزداد ضغوط الحياة ومن ثم العمل الذي يعاني فيه المرء ما يعاني من مكائد وأحقاد وكراهية وتعنت إداري وبغض مقيت، في بعض الأحيان تجدها أمورًا تافهة، وفي تارات أخرى تجد من تتعامل معه يتعمد إهانتك والتقليل من شأنك. أقول في كلماتي: من يُنصف هؤلاء ويوفر لهن الرعاية ويرد لهن حقوقهن ويخفف معاناتهن؟! إلى الله المشتكى.. إلى كل امرأة تعاني من جور ذوي القربى أو ممن تتعامل معهم في كل يوم في بيتها أو عملها أو في مجتمعها أقول صبرًا جميلًا.. والله المستعان. اللهم إنا نسألك أن ترفع عنا البلاء والظلم وتكفينا شر كل من أراد بنا شرًا، اللهم إنا نسألك شفاء لا يُغادر سقمًا لكل مريض ومبتلى.. اللهم عافيتك وعفوك ونصرك وكرمك، أنت مولانا وحسبنا ونعم الوكيل. [email protected]