واصل الأسمنت في جدة أزمته لليوم الرابع على التوالي دون تغير فيما عدا السعر الذي قفز إلى 18 ريالا للكيس ويلوح بمزيد من الارتفاع في ظل اختفاء الاسمنت من ساحات البيع والمناطق القريبة منها. وتابعت «المدينة» تذمر عدد من المواطنين المهمومين ببناء منازلهم، فيما اتسعت الأزمة لتهدد مشروعات حكومية تحت الإنشاء نتيجة عدم التزام الموردين بتوفير الكميات المطلوبة لإكمال تلك المشروعات إضافة إلى توقف حركة البناء خارج النطاق العمراني وقد خلت ساحات الأسمنت من أكياس الأسمنت وتزامن هذا مع زيادة الطلب مما أوجد سوق سوداء لبعض الكميات القليلة الموجودة لدى بعض التجار الذين عمدوا إلى رفع الأسعار إلى 18 ريالا للكيس دون وجود أي رقابة من جهة رسمية تتابع اسباب اختفاء المعروض. وبرر موزعون معتمدون لدى أحد مصانع الأسمنت أن الازدحام وتجاوز عدد الشاحنات أكثر من السابق والوقوف لعدة أيام للحصول على الكمية المطلوبة من الأسمنت يدفعان الموزعين إلى رفع الأسعار وبيعها بأعلى سعر نتيجة توقفهم عن العمل خلال الأيام الماضية وعدم التزام المصانع بتسليم الكميات المتفق عليها مع مقاولي المشروعات السكنية والحكومية والخاصة. وأشار فهد المرزوقي «صاحب شركة مقاولات» إلى أن مناطق عدة في المملكة تشهد في فترات الشتاء فيها بصفة عامة موجة من الانتعاش العمراني رغبة في استغلال الملاك والمقاولين برودة الطقس لتنفيذ مشروعاتهم تفاديا لحرارة الصيف، وبالرغم من تفاؤل المقاولين بهذه الأجواء لإنجاز بعض من المشروعات والمباني المهمة، إلا أن اختفاء الأسمنت كان عائقًا كبيرًا للمقاولين أوقفهم عن استكمال أعمالهم. ويشير سعيد السلمي «صاحب عقار تحت الإنشاء» انه تفاجأ حينما ذهب لمنزله للإشراف على المقاول الذي يتولى عملية البناء، حيث لم يجده يعمل وعند الاتصال به أوضح أن الأسمنت اختفى من السوق مما جعله يؤجل العمل لوقت لاحق، وأضاف السلمي أن المتضرر من هذا الانقطاع هو المواطن بالدرجة الأولى، مناشدًا الجهات المعنية بتكثيف الرقابة على مواقع البيع، وإعطاء تقرير كامل عن المتلاعبين والتشهير بهم. من جانبه أشار عبدالله رضوان رئيس لجنة المقاولين والخرسانة الجاهزة بغرفة جدة: إن عدم توافر كميات تغطي السوق، وإحجام الموزعين عن البيع سيؤديان إلى أزمة حقيقية في ظل عدم توقف مصانع الأسمنت وإنتاجها الطاقة الإنتاجية اليومية المسموح بها لكل مصنع. مؤكدًا في الوقت نفسه أن الكميات داخل المصانع كبيرة جدًا، ولكن هناك أمورًا تحدث داخل هذه المصانع قد تعيق عملية التوزيع، نافيًا أن يكون لقرار وزارة العمل الأخير دور في هذا الشح الحاصل حاليًا. من جانب آخر أوضح أحمد دقيل الرئيس التنفيذي لمصنع اسمنت ينبع ان الكميات لديهم متوفرة والإنتاج جيد حيث يتم انتاج 22 طنًا يوميًا من الأسمنت المكيس، بالإضافة ل 10 أطنان من الأسمنت السائب، كما أشار إلى أن هناك مشكلات بالفعل تحدث في المصنعين الأخرين الموردين لمحافظة جدة وما جاورها. وأوضح مصدر ل»المدينة» فضَّل عدم ذكر اسمه «أن سبب الأزمة يعود لتعطل أحد خطوط الإنتاج بمصنع العربية مشيرًا إلى أن العطل شمل أحد «الطاحونات الكبيرة»، وبرغم من محاولة الاتصال بأحد المسؤولين هناك إلا أنه لم يكن هناك تجاوب أو رد على الاتصالات.