رصدت «عكاظ» في جولاتها الميدانية، نفاد مادة الأسمنت في عدد من أسواق المملكة. ففي محافظة أحد رفيدة التابعة لمنطقة أبها، طالب عدد من المواطنين جهات الاختصاص بالتدخل العاجل والسريع للحد من التلاعب الجاري في سوق الأسمنت، الذي وصل سعره إلى 26 ريالا للكيس. مؤكدين أن أزمة الاسمنت التي تعيشها المحافظة تعود لقيام الموزعين بتخزين حمولات الاسمنت بهدف رفع سعره، الأمر الذي اضر بالمستهلكين، وأوقف مشروعاتهم العمرانية. وأكد كل من صالح بن صالح وعلي الألمعي وناصر القحطاني وسعيد العبيدي، على معاناة المستهلكين اليومية، والمتمثلة في الانتظار لساعات طويلة في سوق الاسمنت، للحصول على كمياته المحدودة، التي لا تفي بمتطلبات البناء. مؤكدين على أن محافظة احد رفيدة اصبحت خالية تقريبا من الاسمنت، برغم سعره المرتفع. وفي محافظة ظهران الجنوب، حيث توقفت العديد من المشروعات السكنية بسبب نفاد كميات الاسمنت، قال المواطن طاهر خليل، ان الاسمنت أصبح يتوفر فجأة وبسعر مرتفع، ثم لا يلبث أن يختفي عن السوق، وها أنا قد توقفت عن بناء منزلي الجديد بسبب نفاد كمية الاسمنت «فجأة». فيما أضاف محمد صالح آل زاهر قائلا: بأن أصحاب الصبات الخرسانية توقفوا هم ايضا عن صب أساسات عدد من المشروعات بسبب عدم توفر الاسمنت، برغم أن مصنع اسمنت نجران لا يبعد اكثر من 45 كلم جنوبا عن ظهران الجنوب. وفي محافظة بلجرشي، لم يكد الأهالي يتنفسون الصعداء بانقضاء أزمة الاسمنت الخانقة قبل حوالي الشهر حتى عادت الأزمة تلوح بظلالها من جديد على المحافظة. حيث أشار كل من احمد عوضة وسعد روضة وعبدالله ابو قصيرة، الى أن الحصول على 10 أكياس اسمنت يتطلب الانتظار ليومين عند نقاط التوزيع وهي كمية قد لا تتوفر في بعض الأيام. فيما حمل أحد الموزعين مصنع انتاج الاسمنت مسؤولية نفاد كمياته في سوق بلجرشي، مضيفا بأن جميع موزعي الاسمنت ينتظرون لفترات زمنية قد تزيد على 20 يوما أمام مصنع انتاج الاسمنت للحصول على كمياته، وهو ما يؤدي إلى تأخر وصول الاسمنت للأسواق. وفي محافظة الطائف، اعتبر عدد من المتسوقين في سوق الاسمنت بأم السباع، أن توزيع 30 كيس أسمنت للشخص الواحد، لن تفي بمتطلبات البناء، وهو ما يتطلب تدخل الجهات المختصة لزيادة الكميات المخصصة للسوق من الاسمنت، الذي وصل سعره لأكثر من عشرين ريالا. من جهته قال رئيس لجنة المقاولين في غرفة تجارة مكةالمكرمة عبدالله بن معتوق صعيدي، إن تجدد أزمة الاسمنت يعد امرا متوقعا وتحدث بشكل سنوي في ظل عدم قدرة الجهات المعنية السيطرة على مواقع البيع ومتابعتها بشكل دقيق، لتحديد احتياج كل مدينة من الكميات اليومية من الاسمنت. وأضاف انه خلال الخمسة ايام الماضية شهدت اسواق الاسمنت في مكةالمكرمة ندرة في عرض كميات الاسمنت، ووصل سعره الى 20 ريالا للكيس، بسبب قيام عدد من السماسرة والمتلاعبين بالشراء الخفي بسعر 17ريالا وإعادة بيع كميات الاسمنت بأسعار تلامس 20 ريالا للكيس الواحد، الأمر الذي تسبب في ازمة قلة المعروض، وتدافع المواطنين لشراء كميات اسمنت تفوق احتياجهم خوفاً من مواصلة أسعاره للارتفاع. وبين صعيدي أن أمر تنظيم سوق الاسمنت بات مسألة في غاية الأهمية، تتطلب التدخل العاجل من وزارة التجارة لضبط الأسعار والرقابة عليها، وتطبيق العقوبات والتشهير بالمتلاعبين بها، وإلزام مصانع الاسمنت بضخ الانتاج الكافي للسوق من الاسمنت، وتشجيع المزيد من الاستثمارات نحو بناء مصانع اسمنت، في ظل الطلب المتزايد للحصول على كمياته، بسبب الطفرة الكبيرة التي تشهدها البلاد سواء على مستوى المشاريع الحكومية أو القطاع الخاص أو على مستوى الأفراد.