وزارة الصحة بغزة أعلنت، كما يشير إلى ذلك موقع المحيط الإلكتروني، بتاريخ 21 نوفمبر 2012م، أن نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي استمرت لمدة ثمانية أيام، بلغت 162 شهيدًا من بينهم 42 طفلًا و11 سيدة و18 مسنًا، في حين أن المصابين بلغ عددهم 1222 من بينهم 431 طفلًا و207 سيدات و88 مسنًا. ناهيك عن قتل البعض من قادة كتائب عز الدين القسام وبخاصة أحمد الجعبري الذي ترى إسرائيل أنه وراء أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، إلى جانب تدمير مقر حكومة حماس المقالة وغيرها من الأبنية الرسمية في القطاع وتدمير لبنى تحتية وغيرها من منشآت حيوية ومنازل للسكان على رؤوس ساكنيها ودفنهم فيها أحياء؟!! في المقابل: أعداد القتلى في إسرائيل لا يتجاوز خمسة قتلى، وعدد من الجرحى وبعض التلفيات البسيطة في الأبنية والسيارات؟!! فصواريخ حماس تسقط أكثرها في مناطق مهجورة لعدم وجود تقنية متقدمة توجه تلك الصواريخ إلى أهدافها؟! بالطبع إسرائيل لم توقف هجومها على قطاع غزة وتقبل بهدنة سريعة بسبب صواريخ إيران التي منحتها لحركة حماس، بل أوقفتها بعد أن أنجزت مهمتها بالتمام والكمال هذا من جهة، ومن جهة أخرى تخوف إسرائيل من تعاطف العرب بل دعمهم للفلسطينيين الذي قد ينتج عنه انتفاضة جديدة في الضفة وقطاع غزة مدعومًا بشعوب دول الربيع العربي وبخاصة بعد زيارة رئيس وزراء مصر والوفد الرفيع المستوى المرافق له لقطاع غزة، وكذلك وفد جامعة الدول العربية يرافقهم وزير خارجية تركيا، ثم وزير خارجية تونس، وهذا يحصل لأول مرة في المناطق الفلسطينيةالمحتلة منذ احتلالها عام 1967م. السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة شكر إيران، وشكر الشرفاء الذين دعموا المقاومة في حكومة حماس، وإيران تنفي أنها دعمت حماس بصواريخ فجر وغيرها؟!!. نفي إيران له دلالتان، الأولى -وهي مربط الفرس- تخوف الآيات والملالي في إيران من أن تقوم إسرائيل باستغلال ذلك الإعلان عن ذلك الدعم الإيراني لحماس واتخاذه ذريعة لضرب إيران وضرب مفاعلها النووي المزعوم، والأمر الثاني هو تخوّفها من تأكيد تدخلات إيران في المنطقة العربية، والتي لا تحتاج إلى تأكيد بتدخلاتها السافرة في المنطقة العربية. تحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق وهناك انقسام بين الفصائل والحركات الفلسطينية وشاعرهم يقول: (تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا.. وإذا افترقن تكسرت أفرادا). الموضوع ليس إمارة في غزة وإمارة في الضفة الغربية، الموضوع أكبر من ذلك بكثير، الموضوع هو أرض محتلة من قبل جلاد استغل انقسام الفلسطينيين وأخذ يتفرد بشعب بأكمله يقتله ويعتقله وينكل به متى شاء في مراكز للاعتقال بالآلاف، وجعل الضفة وغزة سجون وأماكن اعتقال كبيرة لم يشهدها التاريخ القديم ولا الحديث ولا المعاصر من محتلٍ غاشم. والسؤال هنا: كيف يعيش شعب «محتلة أرضه» وهو لا يملك منافذ للتواصل مع العالم المحيط فيه ومع العالم الخارجي. فليست هناك مطارات مدنية، فإسرائيل دمّرت مطار غزة بطائراته، ولا توجد موانئ بحرية، فميناء غزة مدمر بالكامل، ولا توجد منافذ برية لأنها هي من تتحكم فيها؟َ! إسرائيل تريد تركيع الفلسطينيين، ثم تقول عنهم -عندما يُطالبون بحقوقهم- إنهم إرهابيون يريدون قتل الشعب الإسرائيلي. انقسام الفلسطينيين مرة أخرى هو كارثة من الكوارث التي حلّت بالشعب الفلسطيني، الذي لا يعرف أي حكومة في غزة أو في الضفة تقوم بحمايته والدفاع عنه داخليا وإقليميا ودوليا. فالإخوة المختلفون في غزة والضفة يحاولون التشبث بكراسيهم، هذا هو المهم، وليس مهمًا الشعب الفلسطيني الذي يعاني من تناحر حكومتين؛ كُلٌّ يرى أنه على حق، والآخر على باطل!! كُلٌّ يرى أنه وطني مخلص والآخر غير ذلك. ومن المحزن أن أقول: أن هذا الانقسام جعل البيت الفلسطيني من زجاج هش قابل للكسر طالما استمر الانقسام والتناحر فيما بين فتح وحماس. ونقول لإخواننا الأشقاء في فلسطين: اتقوا الله في شعبكم، واتحدوا وتصالحوا وتكاتفوا لهزيمة المحتل، فإسرائيل سوف تستمر في نحر شعبكم إذا لم تتصالحوا وتضعوا لشعبكم الفلسطيني المغلوب على أمره اعتبار.