واصلت إسرائيل أمس غاراتها على قطاع غزة لليوم الثاني فيما تحدثت أنباء عن حشودات مدرعة عى تخوم القطاع المحاصر استعداداً - على ما يبدو - لعدوان بري. واسفرت الغارات الإسرائيلية عن سقوط نحو 300شهيد معظمهم من افراد شرطة حماس واكثر من 800جريح، حسبما ذكرت اجهزة الاسعاف الفلسطينية. في الوقت نفسه، سقطت ستة صواريخ اطلقت من قطاع غزة في جنوبفلسطينالمحتلة بدون ان تسبب اصابات. لكن واحدا من هذه الصواريخ من طراز (غراد) بلغ للمرة الاولى (غان يافني) قرب مرفأ اسدود على بعد اكثر من ثلاثين كيلومترا عن غزة، حسبما ذكرت اجهزة الانقاذ الإسرائيلية. واكدت حماس انها استهدفت اسدود بصاروخي غراد. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي أمس غارة جديدة على مقر السرايا الحكومي الذي يضم مقر الاجهزة الامنية والسجن المركزي. كما قصف مقر محافظة رفح ودمره كليا. وادت غارة إلى اصابة عشرة من عناصر شرطة حماس بجروح. وقال شهود عيان ان الطيران الحربي قصف مقر السراي الذي يضم مجمع الاجهزة الامنية والسجن المركزي التابع للحكومة المقالة وشوهدت اعمدة النار تتصاعد من المكان. واضافوا ان غارة اخرى استهدفت مقر محافظة رفح جنوب قطاع غزة ما ادى إلى تدميره. وافاد شهود عيان واذاعة الاقصى التابعة لحركة حماس في وقت سابق ان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف مقر الامانة العامة لمجلس الوزراء في الحكومة المقالة غرب مدينة غزة وشوهدت اعمدة الدخان في سماء غزة. إلى ذلك، أفاد شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية ان الطيران الاسرائيلي نفذ عدة غارات جوية استهدفت الانفاق بين مصر وغزة مما ادى الى سقوط قتيلين واكثر من عشرين جريحا. وقال مصور فرانس برس ان الطيران الاسرائيلي قصف الانفاق على الحدود المصرية باكثر من عشرين قذيفة. من جهته، اكد الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف و الطوارئ في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس انه "تم اجلاء جثتين لشهيدين بعد قصف الطيران الاسرائيلي للانفاق واصيب اكثر من 22آخرين". كما قتل فلسطينيان احدهما امرأة واصيب خمسة اخرين في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلا في حي الزيتون شرق مدينة غزة وفقا لمصادر طبية فلسطينية وشهود عيان. من ناحية أخرى، حولت الصواريخ الاسرائيلية مسجد الشفاء المقابل لمستشفى الشفاء في مدينة غزة الى كومة من ركام عثر تحت انقاضه على جثتي قتيلين احدهما ممرض كان في طريق لمساعدة مئات الجرحى الذين اكتظ بهم المشفى. واحدث الصاروخان اللذان اصابا مباشرة قبة المسجد المكون من طبقة واحدة والمقام على مساحة اقل من الف متر مربع، حفرتين كبيرتين. وتطايرت حجارة واعمدة المسجد في الطرقات وفي عدة منازل ومحال تجارية ملاصقة دمرت ايضا وألحقت شظايا الصواريخ اضرارا جسيمة في مبنى بمستشفى الشفاء المكتظ بمئات الجرحى والقتلى وتحطمت نوافذه. ولم يمنع تدمير المسجد المؤذن ابو جعفر من رفع اذان الظهر من فوق الانقاض دون ان يتمكن احد من اداء الصلاة. وقتل اثنان احدهما ممرض يدعى ابو توفيق كان في طريقه الى المستشفى للعمل في قسم الطوارئ لاستقبال الجرحى. واندفع عشرات الشبان والمتطوعين لازالة الحجارة المتناثرة لتمهيد الطريق امام سيارات الاسعاف للمشفى فيما انشغل اصحاب المحال التجارية في جمع بقايا اشيائهم. ولا يزال الطيران الحربي يشن سلسلة غارات متواصلة على مقار للامن والشرطة التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة. وخلت شوارع غزة من المارة باستثناء الطوابير التي تشكلت امام المخابز. وبقيت المحال التجارية والمدارس مغلقة حدادا على الشهداء بينما يغلق افراد من شرطة حماس طرقا مؤدية إلى بعض المحاور. وتشهد الضفة الغربية ايضا بما فيها القدسالشرقية والمدن العربية 1948اضراباً شاملاً. واكد وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك أمس ان عملية برية ضد حماس ممكنة. وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية ان الجيش بدأ يحشد قواته في محيط قطاع غزة. من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الأحد المجتمع الدولي إلى دعم الهجوم الاسرائيلي على غزة، وذلك في جولة للدبلوماسيين في مدينة سديروت التي غالبا ما تستهدفها الصواريخ الفلسطينية. وصرحت ليفني "ننتظر ان يدعم المجتمع الدولي عمليتنا التي ترمي إلى تغيير الوضع على الأرض والعودة إلى الهدوء" بالنسبة إلى مئات آلاف الاسرائيليين القاطنين ضمن مدى الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة. واكد اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال والقيادي في حركة حماس ان الهجمات الإسرائيلية لن تجعل حركته تتراجع "حتى لو ابادت إسرائيل غزة". واضاف "لن نتنازل ولن نتراجع حتى لو ابدتم غزة ولن تتمكنوا لانها عصية على الكسر"، مؤكدا ان "هذه المجزرة البشعة لم توقف زخم المقاومة وسنواصل مسيرتنا في وجه الاحتلال المتغطرس وسياساته الماكرة". من جهته، دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة جديدة ضد إسرائيل والى مواصلة "العمليات الاستشهادية". وقال في حديث لقناة (الجزيرة) الفضائية "نريد انتفاضة عسكرية في وجه العدو والمقاومة ستستمر بالعلميات الاستشهادية"، موضحا ان "كتائب القسام تعرف واجباتها في الرد على العدوان".