وصلني رسالة على بريدي الإلكتروني من الدكتور محمد منشاوي مدير إدارة العلاقات الحكومية وإدارة الأمن والسلامة بشركة قطار المشاعر بخصوص مقالي حول تعطل قطار المشاعر بعنوان: (احنا اللي ما نعرف نركب!)، السبت، 03 نوفمبر، 2012، وهو مقال اعتمد على تصريحات سعادته ساق فيها ما رأى أنها أسباب "أربكت عملية تسيير قطار المشاعر على الوجه المطلوب، وإن كانت لم تعطل العملية". استوقفني منها تأكيده "أن المبلغ المتعاقد عليه مع الشركة الصينية يعتبر بجميع المقاييس غير ربحي وأن الشركة (اضطرت) لتخفيض التكاليف التوظيفية وغير الضرورية حتى لا تتكبد خسائر مادية بالمشروع"؟! *** وقد تضمنت رسالة د. منشاوي النقاط التالية لإيضاح الصورة كما يراها: - أولًا: الشركة الصينية يقتصر عملها فقط على تشغيل وصيانة القطار، أما باقي المهام فمسؤولية جهات حكومية وخدمية أخرى. - ثانيًا: لم يكن الإعلام هو المقصود من توضيح الحقائق بداية وهي التي أقحمتني في الصورة إعلاميًا وتسببت في وضعي موضع الاتهام أو التندر أو حتى القذف في الذمم. - ثالثًا: لست مخولًا ولا ناطقًا رسميًا للشركة ولكن الهدف الأساسي من التوضيح هو الذب عن عرض أشخاص أعرف نزاهتهم، ولتوضيح الصورة الحقيقية من الداخل. - رابعًا: تصحيح معلومتين خاطئتين وهي أن سبب المشكلة تعطل - خراب القطار - والثانية حدوث وفيات، وهنا ما زلت أؤكد أنهما غير صحيحتين إطلاقًا فلم يخرب القطار ولم تحدث وفيات نتيجة التدافع". - خامسًا: ما عدا ذلك أتفق مع الجميع أنه حدث زحام شديد وتأخر في بعض الرحلات، وإصابات بسيطة ولعدد قليل من الأشخاص، كما أتفق أن ما حدث خلل لا يُقبل وخطأ لا يُمكن أن يُسمح بتكراره، وقد آلمنا جميعًا حدوثه. وقد كان تفسيري لمسببات ما حدث اجتهادًا ومن واقع معايشتي للحدث عن قرب مع وجود نقاط أخرى ولا شك أثّرت في تأخر الرحلات". *** كان ما استوقفني في تصريحات د. منشاوي ما ارتأيت أنه دفاع عن ارتفاع تكاليف مشروع قطار المشاعر وهو موضوع تناوله كثير من الكُتاب، لذا فقد سرني تأكيده في رسالته: "أما ما تطرقت إليه من قيمة المبلغ المتعاقد عليه فلعلي أوضح وأؤكد أنني لست مطلعًا على الأمور المالية للشركة كونها خارج اختصاصي وذكرت ما سمعته وعرفته من واقع المحيط العملي وعن قرب". *** وأود أخيرًا التأكيد على أنني لا أستهدف أبدًا في مقالاتي الأشخاص، بل أتحاشى في كثير من الأحيان ذكر الأسماء في انتقادي لبعض المواقف للقائمين على أمور عامة. لذا أشكر عميد دكتور محمد منشاوي على توضيح موقفه، وأرجو أن يجد فيما نشرت عرضًا محايدًا لوجهة نظره. * نافذة صغيرة: (ظلت وسائل المواصلات المؤدية إلى طرق الحج قرونًا عديدة محصورة في الإبل والخيول والبغال والحمير.. حتى تم التفكير بقطار يربط بين المشاعر فقفز إلى المُقدمة المشروع الجبار الذي أطلق عليه «قطار المشاعر» الذي جاء ليحل محل الخيول والبغال والحمير فأخذ من كل منها ملامح انعكست في مواصفاته الفريدة)... [email protected]