ما الذي جرى في شريان النقل الجديد (قطار المشاعر) ؟ أين الخلل ؟ ما الحل لمشروع حيوي أسهم في حل أزمة النقل بين المشاعر المقدسة بتكلفة مالية تجاوزت 6 مليارات ريال ثم بات هاجسا للمسؤولين عن إدارة الحشود ومؤرقا لمؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل خصوصا بعد التدافع والزحام على بوابة المحطات. ما جرى هذا العام ناقوس خطر دفع كافة الجهات المعنية للتساؤل والنقاش والبحث والتشاور. السوق السوداء .. أقاويل «عكاظ» واجهت كافة الأطراف المعنية ورصدت تفاصيل ما جرى حيث كشف المدير العام لمشروع القطار المدير التنفيذي لبرنامج تفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات المهندس فهد أبو طربوش عن صدور توجيهات عاجلة بضرورة إعادة الدراسة الشاملة لتشغيل المحطات، وأضاف: «نحتاج لحلول أمنية لمنع تكرار ما حدث، لا بد من إحكام السيطرة على الدخول والخروج من محطات القطار، ليس لدينا قوة أمنية مخصصة لذلك، لذا حدث التدافع والهجوم على محطات القطار، سنعمل خلال المرحلة المقبلة على إعادة تقييم كافة الخطط التشغيلية». وحول اتهام البعض بخلق سوق سوداء للتذاكر وحدوث الزحام بسببه قال أبو طربوش: «نسلم التذاكر وفق محاضر رسمية لجهتين هي شركات حجاج الداخل المستفيدة من القطار ومؤسسة الطوافة، وبعنا قرابة 530 ألف تذكرة ولا نملك صلاحية البيع الفردي، لذا لا صحة للأقاويل». اتهامات ضد المفترشين وعن نية شركات الحج مقاضاة المسؤولين عن محطات القطار لتكبدهم خسائر بعد أن تركوا 70 ألف حاج دون نقل في عرفات قال المدير العام لمشروع القطار: «أستغرب هذا المنطق، 70 ألف حاج عدد كبير ونحن مددنا العمل لنقل الحجاج من عرفات حتى الساعة الثانية والنصف فجرا، لم نوقف الرحلات إلا بعد نقل الحجاج كافة، فالسؤال المطروح لهؤلاء أين كان هذا العدد الكبير من الحجاج ؟». ويضيف: «لا صحة عما يشاع بأن عطلا أو خللا فنيا وقع في القطار، ما حدث كان خارج قدرتنا، مع بداية التشغيل يوم التروية دفعت شركات الداخل ب 50 ألف حاج بلا أساور مخصصة للقطار. الأمر كان فوق الطاقة المتوقعة والمسموح بها، ما أربك الخطط التشغيلية، عندما وصلنا إلى مشعر عرفات وخصوصا في طريق رقم 3 فوجئنا بالحجاج المتسللين وغير النظامين يفترشون المحطة وهنا بدأت أزمة أخرى وتأخرت الرحلات حتى الساعة الثانية والنصف من فجر أمس ونقل القطار ما يزيد عن 700 ألف حاج بزيادة قدرت ب 150 ألف عن المخطط. والزيادة سببت ارتباكا في العمل حيث استفاد من القطار غير الفئة المستهدفة والسبب الأول والأخير فيما حدث هو الافتراش وغياب قوة مخصصة لمنع الافتراش». الفيلالي يتهم التشغيل رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة أسامة فيلالي ألقى باللائمة على أسلوب التشغيل في قطار المشاعر ووصفه ب(باختلاط الحابل بالنابل) ما قاد لتزاحم وسوء إدارة. وقال فيلالي: «أحمل مسؤولية ما جرى ويجري في محطات القطار على إدارة التشغيل التي تعمل بعشوائية متناهية تسببت في إصابات، فالرحلات كانت محدودة وغير مجدولة وفق تنظيم معين، وتم إغلاق المسارات المؤدية للقطار ما قاد لاحتجاز الحجاج بين القطار، الأمر يحتاج فعلا لإعادة نظر وإدارة جيدة». 7 أسباب للتدافع في الوقت الذي لا تزال فيه اللجنة الخماسية المكلفة بالتحقيق في ما جرى بقطار المشاعر المقدسة تواصل تحقيقاتها كشفت مصادر ل«عكاظ» أن 7 مسببات رئيسية كانت وراء التدافع أبرزها وصول أعداد كبيرة من حجاج إحدى الجنسيات التابعين لمؤسسة طوافة في وقت واحد بخلاف المتفق عليه حيث أربك ذلك خطط التفويج وتكدس الركاب في المحطات، إلى جانب تكدس أعداد كبيرة بداخل بعض المحطات ورفضهم صعود القطار لرغبتهم في الوصول إلى محطة أخرى خلاف المبرمج ولا يمكن تلبية طلبهم كون الخطة التشغيلية للقطار وضعت وأقرت بموافقة الجهات المختصة ومن ضمنها مكاتب الطوافة. وقد غذي بها الحاسب الآلي للقطار فلم يعد يسهل تغيير الخطة، وتم التعامل مع هؤلاء بإقناعهم بواسطة الجهات الأمنية بضرورة السير وفق الخطة الموضوعة للقطار. السبب الثالث في تدافع القطار تمثل في رفض مجموعات من الحجاج الخروج من بعض عربات القطار ومكثوهم فيها لبعض الوقت لرغبتهم في الوصول إلى محطة غير مبرمجة في الخطة. فيما كان المسبب الرابع افتراش الحجاج لبعض المحطات وإعاقة حركة الركاب وتم التعامل معهم من الجهات المختصة واستغرق ذلك بعض الوقت فيما جاء المسبب الخامس استخدام مخارج الطوارئ من البعض. والسبب السادس دخول عدد كبير من الحجاج غير النظامين وبدون تذاكر وركوبهم القطار. ويتحمل الركاب النظاميين مسؤولية السبب الأخير وذلك لسلوكياتهم غير المرغوب فيها ومنها حمل أمتعة كبيرة، تناول بعض الحجاج للتمر بداخل القطار وإلقاء النوى في عربات القطار ما يؤدي إلى وصول النوى لمجرى أبواب القطار وبالتالي إعاقة قفلها وتم التعامل مع ذلك يدويا وهو ما استغرق وقتا، يضاف إلى وقت التأخير محاولة بعضهم فتح باب القطار عنوة أو منع قفله وهو ما أدى إلى عدم تحرك القطار لأسباب تتعلق بسلامة الركاب وليس لخلل مصنعي. لا عطل بل تأخير مدير الأمن والسلامة في شركة القطار الدكتور محمد عبدالله المنشاوي ذكر أن الحدث رصد من داخل غرفة التحكم والسيطرة في قيادة القطار نافيا حدوث عطل، موضحا أن ما حدث تأخر في بعض الرحلات القطار ولم ينتج عنه وفيات أو إصابات، وقال ل«عكاظ» القطار لم يتعطل إطلاقا وسجل بعض التأخير مما تسبب في ازدحام ولم تحدث أي وفيات أو إصابات جسيمة نتيجة التدافع. ويقول الدكتور محمد عبدالله منشاوي الذي كان يدير الوضع من داخل قمرة القطار: «أشير إلى أن حركة القطار يتحكم فيها غالبا عنصران الأول الشق التقني أو التشغيلي ويناط بالشركة الصينية كونها الجهة المسؤولة عن التشغيل، ولم ينتج بسبب هذا العنصر أي تعطيل أو تأخر في عملية حركة القطار والعنصر الثاني وهو التنظيمي وأنيط بجهات حكومية وأمنية مختلفة وأي خلل في عملية التفويج سينتج عنه تأخر في حركة القطار نتيجة عملية تدافع الحجيج وعدم التمكن من إغلاق أبواب القطار مما يمنع تحرك القطار لعدم إغلاق جميع الأبواب حيث جهز القطار بنظام سلامة عالي المستوى يمنع تحركه ما لم تغلق أبوابه تماما حفاظا على سلامة الركاب، وأي خلل في هذه المهمة التنظيمية لا تتحملها الشركة الصينية بل الجهات المناطة بها هذه المسؤولية.