كتبتُ في هذه الصحيفة ( 13 رمضان 1433ه، ص 10) مقالاً عنوانُه " سيئةٌ ورديئةٌ" عن استراحات الطرق البرية في المجتمع السعودي، إثر معلومة تقول:"إن(92%) من المسافرين يسافرون عبر الطُّرُق " أدلى بها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الرئيسُ العام للهيئة العامة للسياحة والآثار (صحيفة الشرق، 24 رجب 1433ه، ص 5) واقترحتُ على سموه أنْ تقومَ الهيئةُ باستطلاع آراء الجمهور في الاستراحات، ومدى رضاهم عنها، وما ينقصها، وما يطالبون به، وقلتُ : "إذ ذاك تُبْنَى السياحة الداخلية على أسس وقواعد علمية". اليوم أعودُ مُجَدّداً للحديث عن هذه الاستراحات، بعد جولةٍ قامت بها صحيفة اليوم (3 ذي الحجة 1433ه، ص ) كشفتْ عن وضع مُزْرِ، ومُخْجِل، ولا ينبغي السكوت عنه، فجميعُ المسافرين- طِبْقا للصحيفة-" اتفقوا على تردي دورات المياه" إلى الحد الذي لا يستخدمها" إلا من كان مضطراً لها" ومن المؤسف، وأنت في عصر العِلْم والتّقْنَية أنْ يذهبَ " البعضُ إلى الخلاء" تارة وإلى " الصحراء" تارة أخرى " لقضاء حاجته" فضلا عن أنه " يندر أن تجد استراحة مقبولة" فأغلبيتها " غير نظيفة" و" مياه صنابيرها مكسورة" أما المساجد فحدِّثْ عنها ولا حرج" إهمال في النظافة" والأنكى أنها أصبحت" مرتعاً للحشرات، والقاذورات" !!. " 92 % من المسافرين يسافرون عبر الطرق البرية" معلومة أستعيدها مرة، ومرات، ولا أدري من المسؤول عن سوء الاستراحات؟ وِزَارة الشؤون البلدية والقروية ؟ أم وِزَارة النقل ؟ أم هيئة الآثار والسياحة ؟ أيا كانت الجهة، فوضع هذه الاستراحات سييء، ورديء ومُخْجِل، في بلدٍ بلغَ إجماليُّ سكانِه (27،136،977) حسب التعداد السكاني عام 1431ه (2010م) ومِسَاحتُه نحو مليونين وخمسمائةِ ألفِ كيلو متر مُرَبّع، أيْ ما يقارب (80%) من المِساحة الكُلِّيَة لشِبْه الجزيرة العربية. لا أجد ضرورة لتكرار ما قلتُ، يكفي أن توجد جهة تنقذ هذه الاستراحات من التخلف، والمتاعب، والمآسي التي يتحملها رُوّادُ الطرق البَرِّية، وما يؤثر على الاقتصاد، والتنمية، والتواصل الاجتماعي، وتلافي مواجع الناس من سوء ما تنوء به الاستراحات، فمن المعيب حقا أن تكون مساجد هذه الاستراحات مأوى للحشرات والقاذورات!! ومن المعيب حقاً أن يقضي الإنسان حاجته في الخلاء، والصحاري، تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا، وصقِيع البَرْد شتاء. [email protected]