دفنت أعمال العنف التي شهدتها سوريا أمس «الهدنة» التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الأضحى والمفترض أنها تنهتي اليوم، إذ شهد ثالث أيام العيد غارات جوية وقصفًا وهجمات متبادلة، بينما أكد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي عزمه على مواصلة مهمته وتقديم «أفكار جديدة» لمجلس الأمن. ومنذ إعلان الهدنة في عيد الأضحى الجمعة قتل حوالى 300 شخص في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ما يبدد أي أمل بالتوصل إلى وقف للمعارك بعد أكثر من 19 شهرًا من الانتفاضة التي تحولت إلى نزاع مسلح في سوريا، وبعدما سقط 146 قتيلاً الجمعة و114 قتيلاً السبت، سجل حتى كتابة هذا الخبر مقتل 50 شخصا على الأقل بحسب حصيلة أولية للمرصد. ويتوجه الإبراهيمي هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا مرة جديدة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية. وسيعود الإبراهيمي في نوفمبر إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات كما أكد دبلوماسيون أمميون. وقال دبلوماسي رفيع المستوى «إن المبعوث الدولي سيعود حاملًا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن في مطلع الشهر المقبل». وصرح دبلوماسي أخر أن «العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار أخر لكنهما لم يصلا بعد إلى هذه النقطة إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار». ميدانياً، شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة، وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول القوات منذ نحو أسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان. وفي ريف العاصمة أيضا، أفاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 4 عناصر من القوات النظامية إثر «هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما». وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن ذلك «يشير على أن النظام لا يستطيع السيطرة على المواقع مع الوقت».