رغم ان هدنة عيد الأضحى المبارك في سورية «دفنت» وسط تصعيد لافت في حجم العنف والقصف والمواجهات، خصوصا في المناطق الشرقيةلدمشق وحلب وإدلب وبلوغ عدد القتلى منذ بدء الهدنة وحتى يوم نحو 300 قتيلا على الاقل، قال ديبلوماسيون في الأممالمتحدة إن الموفد الأممي - العربي الأخضر الإبراهيمي يستعد لتقديم أفكار جديدة أمام مجلس الأمن في الأسبوع الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد عودته من روسيا والصين اللتين يبدأ بزيارتهما اليوم لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين هناك حول الملف السوري وسجلت خروقات جديدة لليوم الثالث على التوالي للهدنة، ما بدد أي أمل بالتوصل إلى وقف المعارك وبإتاحة الفرصة أمام دخول مساعدات إنسانية الى المناطق المنكوبة. ورغم الاحباط الدولي من فشل الهدنة وغياب تصورات محددة حول ما يمكن ان يعقبها، يتوجه الإبراهيمي بدءا من اليوم إلى كل من روسيا والصين على أمل اقناعهما بالضغط أكثر على النظام السوري لوقف العمليات القتالية وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين وسط القتال. وسيعود الإبراهيمي في مطلع تشرين الثاني إلى مجلس الأمن باقتراحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما أكد ديبلوماسيون دوليون لوكالة «فرانس برس». وقال احد هؤلاء إن المبعوث الدولي «سيعود حاملا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل». وصرح ديبلوماسي آخر «بأن العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بانه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى (هذه النقطة) الا أن الابراهيمي لديه بعض الأفكار». ولم تتسرب سوى معلومات قليلة عن الأفكار التي يزمع الإبراهيمي طرحها للنقاش. لكن في الكواليس يتم التداول في اقتراحات، بينها خططا لارسال قوة سلام أو مراقبة في سورية في حال تنفيذ الهدنة. كما ان هناك مساعي لإقناع دمشق باستقبال فرق ومعدات انسانية لارسالها إلى مدن حلب وادلب وحمص حيث يوجد مئات الالاف من المدنيين النازحين الذين يحتاجون إلى مساعدات انسانية وطبية عاجلة. ومن ضمن الأفكار المطروحة للتداول أيضا اقناع الدول التي تدعم المعارضة السورية التوقف عن ارسال أسلحة إلى المقاتلين. وقال ديبلوماسي دولي إن مهمة الإبراهيمي «شائكة فعليه ان يقنع الدول الاساسية في الشرق الاوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح». وأضاف «لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الامن فلا بد أن يكون بموافقة روسيا والصين» اللتين سبق واعاقتا ثلاثة قرارات دولية، و»ان عارضتا تحركا ما عندئذ ستعزز تركيا والمملكة العربية السعودية والدول الغربية بالتأكيد مساعدتها للمعارضة». وفيما تستعد موسكو لإستقبال الإبراهيمي، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) ألكسي بوشكوف أن الوضع في سورية وصل إلى طريق مسدود، مشيراً إلى ضرورة إدراك دول العالم أنه لا يمكن حل الأزمة السورية عبر دعم وتسليح المعارضة. كما اتهم بوشكوف الولاياتالمتحدة بنشر الفوضى في سورية عبر سياساتها في ذلك البلد. ميدانيا، شنت القوات السورية غارات جوية جديدة على بلدات تقع على تخوم العاصمة السورية، فيما سيطرت المعارضة المسلحة على عدد من الحواجز التابعة للجيش النظامي في العاصمة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد ناشطون وشهود بان انفجارات كبيرة وقعت حين ضربت طائرات حربية روسية الصنع، ضواحي زملكا وعربين وحرستا في دمشق، وبان الكهرباء والماء والاتصالات قطعت. وفي حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة في حي الميدان وفي محيط ثكنة هنانو وسقطت قذائف عدة على حي الخالدية. كما تجددت الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان. وفي شرق البلاد، تتعرض أحياء من مدينة دير الزور للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلي المعارضة. وشوهدت الطائرات الحربية في سماء المدينة. كما تواصل القتال في بلدة حارم السورية حيث أمكن، من الجانب التركي للحدود، سماع دوي اطلاق نار وانفجارات ورؤية دخان يتصاعد. من ناحيتها، أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن أعداد الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام تجاوزت 1125 ضحية موثقة حتى الآن. ووسط تبادل اتهامات بين الحكومة والمعارضة بالمسؤولية عن انهيار الهدنة، قامت دمشق، بتوثيق خروقات «التنظيمات» المعارضة المسلحة برسالة وجهتها إلى مجلس الأمن، مؤكدة التزامها بايقاف العمليات العسكرية، حسبما افاد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي.