دفنت اعمال العنف التي شهدتها سوريا الاحد «الهدنة» التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث ايام العيد غارات جوية وقصفا وهجمات متبادلة، بينما اكد المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عزمه على مواصلة مهمته وتقديم «افكار جديدة» لمجلس الامن. ومنذ إعلان الهدنة في عيد الاضحى الجمعة قتل اكثر 350 شخص في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ما يبدد اي امل بالتوصل الى وقف للمعارك بعد اكثر من 19 شهرا من الانتفاضة التي تحولت الى نزاع مسلح في سوريا. ويتوجه الابراهيمي هذا الاسبوع الى الصين وروسيا مرة جديدة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الامن الدولي بشأن الازمة السورية. وسيعود الابراهيمي في نوفمبر الى مجلس الامن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات. ميدانيا، شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول القوات منذ نحو اسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان. وفي ريف العاصمة ايضا، افاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن اربعة عناصر من القوات النظامية اثر «هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما». كما دارت اشتباكات في احياء من حلب وفي في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب (شمال غرب) بين القوات النظامية والمعارضة. وقصفت الطائرات الحربية ايضا بلدات وقرى في محافظة دير الزور بشرق البلاد ومحافظتي إدلب وحلب الشماليتين حيث يحاول مقاتلو المعارضة تعزيز تفوقهم في المناطق الريفية من خلال قطع خطوط الإمداد عن المدن الرئيسية والتي لم يقع اي منها بالكامل تحت سيطرة المعارضة. وقامت القوات الجوية للنظام السوري بغارة جوية استهدفت الاحد قرية في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا وقتلت 16 شخصا على الاقل، بينهم سبعة اطفال وخمس نساء، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفادت أنباء بوقوع قتال في مدينة حلب المركز الصناعي والتجاري لسوريا. وقال نشطاء ان مقاتلي المعارضية هاجموا عدة حواجز للقوات الموالية للأسد وان فتاة عمرها 20 عاما قتلت في قصف للجيش لحي سليمان الحلبي. وفي حلب اطلق سراح اكثر من 120 مواطنا كرديا الاحد احتجزوا اثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين في هذه المدينة الواقعة في شمال سوريا، ادت الجمعة الى مقتل ثلاثين شخصا واسر 200 اخرين. من جانب اخر حصلت منظمة إغاثة تركية تسعى لإطلاق سراح صحفي تركي احتجزته القوات الحكومية في سوريا على صورة فوتوغرافية يبدوفيها الصحفي بصحة جيدة، وكان الصحفي التركي جنيد أونال الذي يعمل لدى قناة الحرة التلفزيونية التي تمولها الولاياتالمتحدة فقد مع زميله الأردني بشار فهمي بعد فترة وجيزة من عبورهما من تركيا إلى سوريا في 20 أغسطس.