قبل أكثر من ثلاثين سنة، استخف بعضُنا بفكرة استيراد جبال ثلجية عذبة من القطبيْن المتجمّديْن، عبر حفظها في حالتها الصلبة، ثمّ جرّها إلينا بِواسطة سفن عملاقة، وتذويبها وتخزينها وتوزيعها على الناس!. كانت الفكرة علمية وممكنة، وليست خيالية ومستحيلة، وكانت تكلفتها آنذاك أرخص من تكلفة مشاريع التحلية الآن، وكان كلّ جبل ثلجي، أو حتى قطعة ضخمة منه، تسدّ حاجتنا لفترة طويلة، ومع ذلك لم يهدأ بال لهذا البعض حتى أُلْغِيت الفكرة قبل أن ترى بصيص النور ولو في آخر النفق!. بالنسبة لي: كان موقفاً سلبياً منهم، لأنّنا بلد فقير جداً للمياه، ونحتاج لتنويع مصادرها، فالتنويع مثل القروش البيضاء التي تُدّخر لأيام الطوارئ السوداء!. الشاهد هو أنّ هذا الموقف يتكرّر اليوم، وكأنه تاريخ يُعيد نفسه، لكن ليس في المياه، بل في مشكلة توفير الأرض للمواطن العادي، داخل النطاق العمراني للمدن وفي ضواحيها القريبة، وبالسعر المناسب لدخله المتواضع، كي يبني بيته، فلم تُحلّ المشكلة حتى تاريخه، وأصبح موعد حصوله على قرض البناء العقاري أقرب وأسهل، ويحلّ غالباً دون توفّر الأرض، ولا يعود السبب لقلّة الأراضي، فهي كثيرة جداً، مثل حبّات الرز البسمتي في صوامع الغلال الهندية، بل هو سوء التخطيط من الأمانات واحتكار التُجّار للأراضي، ولو طالب هذا المواطن باستيراد أرضه من الخارج لاستُخف بما يقول ، فلا خيراً نال ولا شراً زُحْزِحَ عنه!. يا جماعة: متى نحلّ هذه المشكلة السهلة الممتنعة؟ كي لا تصبح أراضي الوطن الممتدّة على مدّ البصر لهذا المواطنغُرْبة، ولئلا تمسي الغُرْبة له مسكناً ودارا؟. تويتر: T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]