في خِضِمّ دعوات مقاطعة الدجاج لترخص أسعارُه، اشتريْتُ دجاجة حية وسمينة بالهرمونات والأعلاف الرديئة، بسعر مرتفع هو 17 ريالا، كي تطبخها بعلتي العزيزة رُزّاً بُخارياً لذيذا!. وقبل ذبحها بكت وذرفت نهراً من الدموع ثمّ قالت لي: لديّ عرض لك يابن آدم وحواء، سأزوّدك بنصائح مفيدة لك ولقومك للقضاء التام على الغلاء، سواء غلاء الدجاج أو غيره من السِلَع، بشرط أن تعتقني ولا تأكل لحمي وترمي عظمي لقطط جدّة المتشرّدة، فوافقْتُ على الفور وقلت لها: هاتِ ما عندِك!. قالت: يزول الغلاء لو تاب الناسُ عن معاصيهم، فالمعاصي من أعظم أسبابه إن لم تكن الأعظم!. ولو صدق التاجر واستودع الأمانة في بيعه وشرائه مثلما حثّ عليه النبيّ الكريم في الحديث الذي رواه الترمذي: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء)!. ولو أخرج الأثرياءُ زكاةَ أموالهم، فمنْعُها كفيلٌ بحصول الغلاء!. ولو نشِطَ الناسُ لصالح وطنهم وأكثروا من العمل والإنتاج في كلّ المجالات، فالكسل صديق الغلاء!. ولو توظّف العاطلون، فالبطالة أخت الكسل الذي هو صديق الغلاء!. ولو تضرّع الناسُ لربّهم حقّ التضرّع عند استسقائهم للمطر، فالجدب هو رفيق درب الغلاء!. ولو اتخذت الوزارات والجهات الأنظمة السريعة والصحيحة والفعّالة التي تحول دون احتكار التُجّار وجشعهم وتلاعبهم بالأسعار، فهذه هي أيقونات الغلاء!. ولو انعدمت المعاملات البنكية غير المُجازة شرعاً، فهي سرّ الغلاء!. ولو قلّل الإعلام من الدعاية للسِلَع بما يُشْهِرها ويضمّها لقائمة الغلاء!. ولو هجر الناسُ التبذير، فهو أخو الشيطان الذي يؤزّ على الغلاء!. أنا ذُهِلْت من حكمة الدجاجة، فشكرتها وأعتقتها، وجلستُ مُتأمِّلاً نصائحها ممّا لو طبّقناها لَكَان الغلاء في خبر كان، وكنا في هناء، لكن (لو) ما تُعمِّر بيتاً!. @T_algashgari :تويتر [email protected] @T_algashgari [email protected]