في حوالى الساعة الثالثة والنصف من ظُهْر يوم الجمعة الماضي، كنتُ أسوقُ سيارتي من مكّة المكرّمة إلى جدّة، بسرعة (110) كم، وهي أعلى سرعة مسموح بها، عندما تجاوزتني حافلةٌ مُسرِعةٌ وحُبْلى بالمعتمرين، ثمّ غيّرت مسارها فجأة إلى مسار سيّارتي بمسافةٍ قريبةٍ، يعني باللهجة العاميّة: سقطت عليَّ، ولولا الله لَزَحْزحتني عن خارطة الطريق، وربّما عن خارطة الحياة، أنا، وبعْلتي، وابني!. لم أكنْ المُرشّح الوحيد للزحزحة، بل هناك سيّارات أخرى، تعرّضَت للخطر من الحافلة العملاقة، ويبدو أنّ سائقها ظنّ نفسه مايكل شوماخر في سباق رالي!. ولو كتبْتُ عن الحافلة الآن دون تبليغ أمن الطرق آنذاك، لَقَال لي: ولماذا لم تُبلِّغ يا مواطن؟! تعاون معي، فيَدِي وحدها لا تُصفّق، وتالله لقد تعاونتُ، وبلّغتُ رقمه (996)، وشرحتُ له خروج الحافلة عن القوانين، وزوّدته بوصْفها، ورقم لوحتها، فقال لي: (خلاص ما يهمّك)، فانتشيْتُ كالطاووس، وبشّرْتُ بعلتي وابني أنْ (خلاص ما يهمّهما)، فالأمر أضحى بيد أمن الطرق، وعمّا قليلٍ سيُوقِفها، ويردع سائقها، ويقي المُعتمرين والناسَ الآخرين من الحوادث، ويُخفّض مؤشّر حوادثنا المرورية، المُرتفع أصالةً عن نفسه، ونيابةً عن مؤشّر الأسهم، لكن مرّت ثلاثون دقيقة، ولم تظهر أيّ دورية، بينما سيارتي تحاول اللّحاق بالحافلة كي لا يفوتني مشهد إيقافها، لأُشْفِي صدري، وأُذْهِب غيظي، حتى وصلنا إلى نقطة تفتيش جدّة، فظننتُ أنّ الأمنَ سيُوقفها فيها، وبالفعل وقفت الحافلة، لكن لإنزال بعض المُعتمرين، ثمّ انطلقت مُسرعةً إلى وُجْهتها، وكأنّ بلاغًا ما بُلِّغْ!. (996) آلو: أمن الطرق؟ (خلاص ما يهمّك)، ألْغِ البلاغ، فلا فائدة منه!. اللهم سلِّمنا والمُعتمرين، فليس لنا سواك يا ناصر المواطنين المُبلِّغين المُتعاونين!. [email protected]