تُعدُّ واحة الأحساء منبع الأدب والثقافة والعلم، الذي يغلب على معظم أهلها.. فتجود قريحة الأحسائي بالشعر والنثر، بتلقائية جميلة بعيدة عن التكلّف، مرتبطة بواقعه، وما يعايشه من نخيل ورطب ممتزج بالأدب والشعر.. اتحفتنا الشاعرة تهاني الصبيحة بأبيات صاغتها على عجل، بعد لقاء تعارف قصير على مائدة الغداء، قبل موعد المحاضرة مساء ذات أربعاء.. حيث افتتحت الأمسية مرحبة بالضيفة القادمة من نجد، استهلتها بأبيات من الشعر الحاني الودود، الذي أزال عني مشاعر الغربة.. محاضرة نادي الأحساء الأدبي، حملت عنوان «الإعلام في خدمة الأدب النسائي.. مجلة حياة نموذجًا».. تناولت نشأة الأقلام النسائية، وبدايات ظهورها إعلاميًّا، وصاحبات السبق والصدارة في النشر.. ثم عرجت على تجربة عمل المرأة في الميدان الإعلامي، وتجربة مجلة حياة في إبراز الأقلام النسائية في المجال الإعلامي والأدبي.. ودار النقاش عقب المحاضرة حول دور الرجل في تهميش أو إبراز القلم النسائي، وقدرة المرأة الكاتبة على تجاوز عقبات النشر بالاسم المستعار.. شدّني حماس الفتيات نحو المشاركة الإعلامية واهتمامهن بالاقلام النسائية صاحبة الهمّ والهمّة.. حيث غلب الجيل الشبابي الجيل الأكبر سنًّا، من حيث القدرة على فهم الواقع واستشراف المستقبل.. وكذلك الرغبة والعزيمة على المشاركة الإعلامية والأدبية في وسائل الإعلام الحديث والإعلام الاجتماعي، الذي أبهر العالم بظهور طاقات متنوعة من الشباب لهم قدرة على التأثير الإيجابي فيمن حولهم.. هذا الثراء الثقافي والفكري الذي امتازت به فتيات الأحساء ما هو إلاّ نتاج لتراكم من الخبرات التربوية، والغرس الثقافي، وسعة الأفق وفهم للاختلاف.. ختمت الشاعرة تهاني ما بدأت به الأمسية، بأبيات شعرها ترحيبية.. «نجدُ التي لبستْ أثوابَ عزتها لتسكبَ الضوءَ (لهفانًا) على الذّهبِ بدويةُ الأطباعِ ما (أحلى محاسنها) تختالُ في زهوها الموصولِ بالشّهبِ اليوم جاءت إلى الأحساء وافدةً ما بين عينِ الهوى أو شهقةِ الرّطَبِ أهلاً بصحرائها (في طيب تربتنا) ولينحني النخلُ إجلالاً مع الأدبِ» كانت رحلة جميلة وممتعة إلى الأحساء، تلك الواحة المليئة بالخيرات، تمر خُلاص، ومياه العيون، وسحر البيان، ولين الطباع. [email protected]