لازالت المقاهي في جدة تعيش أزهى عصورها بسبب إقبال الشباب الذين لا يجدون غيرها مأوى وملاذا .. يلجأون إليها ليعيشوا حالة من البوح والسمر والسهر. ومع كل يوم تجد قصة وحكاية لشاب يريد أن يعبر عن نفسه ويلقي بطموحاته أمام الجميع. يقول يوسف العماري: لم يتجاوز عمري ال 21 وأبحث عن التسلية والضحك في أوقات فراغي،وفي الإجازات الأسبوعية أغلبية الأسواق والمولات المركزية لا تسمح بدخولنا، والبحر يضم الروائح الكريهه والحجر الشديد ولذا نجتمع في مقر لنا نعده أسبوعيا بأحد المقاهي ونجتمع بحدود 6 من الأصحاب لنتسامر ونحضر لنا العديد من التسليات مثل ( الباصرة، والضومنة، والشيش بيش) والأنواع المختلفة، فهي متعتنا الوحيدة والتي نسامرها حتى ما قبل الفجر في أحد مقاهي جدة. أما مشاري العتيبي فقال: في حالة أن نكون بحاجة إلى التسلية والمرح نحضر لنا ورق (البلوت) الذي في حالة أن بدأنا به لا نستطيع أن نتوقف من حماسية اللعب التي تحتاج إلى الذكاء والعد السريع ويكون مرور الوقت سريعا جدا بحيث أننا لا نشعر بأنفسنا إلا ونحن على مشارف أذان الفجر فلن يمر يوم في حالة اجتمعنا 4 أشخاص إلا ويكون البلوت هو خامسنا فنحن نعشق تلك اللعبة المميزة والتي تقضي على الوقت والملل، ويكون اجتماعنا شبه يومي في أحد المقاهي وبوجود الشيشة التي تضفي على المكان ثمالة الأجواء ورواقة لعبة البلوت وتصاميم فنها فنحن في السنة الأخيرة من الجامعة ولذا يكون وقت الفراغ زائدا قليلا فتضمنا تلك الأماكن بكل ترحيب فلا مانع يمنعنا بسبب توفر العوائل أو الشرود من الحر الشديد والابتعاد عنه فهي ألزم لنا وأحرص وأمتع مكانا نجتمع فيه. وأضاف مشاري أن الخسائر الشهرية تكون قليلة لأننا لا نخرج كثيرا بمختلف التمشيات فنحن في مكان واحد على مدار اليوم ولذا تكون الصرفية في مختلف المشروبات والبعض منا المستخدمون للشيشة والمعسلات بأنواعها. من جانبه يقول معتوق الخيبري: أعمل بإحدى شركات الطيران ومعي مجموعة من الأصحاب يكون اجتماعنا بهذا المقهى أربع إلى خمس مرات أسبوعيا نتسامر به ونخرج السواليف والبوح ومشاركة الرأي ولا تخلو هذه الجلسات من التعليقات والعديد من المقالب، فنحن نعد بعضنا كالأخوة وأقرب من ذلك. وأضاف الخيبري إننا نشرب العديد من المعسلات فالبعض منا يفضل المعسل والبعض الآخر يستخدم الدخان (السقار) حسب كل شخص وقابليته والبعض الآخر لا يشرب المعسل ولا الدخان ولذا يكون اجتماعهم بنا محدودا جدا لأن المكان يعج بالأدخنة. أما بشير معتوق الخيبري فقال إن الأسعار تختلف من مقهى إلى مقهى آخر فهناك تنافس في الخدمات المقدمة والمشروبات ونقاوة وجودة المعسلات ونظافتها ولذا يبدأ سعر المعسل من عشرة ريالات حتى يصل في بعض المقاهي إلى 120 ريالا ويكون إضافة السعر على حسب المكان والهدوء فكل ما كان المكان هادئا وليس به الضجيج فهو محسوب بالخدمة على الزبون، فنحن هنا نحاسب شهريا ويكون الحساب ما بين 600 و 800 ريال شهريا.